العدد 860 - الأربعاء 12 يناير 2005م الموافق 01 ذي الحجة 1425هـ

المرجع الأمرد أبوالحسن بني صدر

"مكياج و. .. أحمر شفاه كمان!"

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لم تكن المسألة تقتصر على عملية سطو مكشوف على مؤلفات مفكر كبير مثل الشهيد علي شريعتي بهدف تمرير الخرافات الجديدة، وإنما المخطط أكبر من ذلك بكثير، لأنه يتم على طريقة "رمتني بدائها وانسلت"!

فمؤلفات شريعتي المختلف عليها، والتي قد نقبل بعضها ونرفض بعضها الآخر، أصبحت أخيرا نهبا لمن يفهم ومن لا يفهم، وآخر الناهبين من يصرون على استغلالها لترويج مقولات مثل "التشيع الصفوي"، وتمرير خرافة "الهلال الشيعي"، بهدف خلق حال من الاضطراب والاقتتال الطائفي المقيت، وكأن ما بنا لا يكفينا حتى يخرج "الطائفيون الجدد" بنظريات "الأكثرياتية والأقلياتية" التي تعبر بشكل دقيق عن العلاقات "المخجلة" التي حكمت السياسة في السلطنات والممالك الإسلامية عبر القرون: "إن هلك هذا فهذا ومن أبى فهذا"! وهي سياسات لا يتشرف بالانتساب إليها رجل حر شريف في العصر الحادي والعشرين، ولكن الشعوب في أعراف هؤلاء مجرد "رعية"، والحاكم مهما كان عابثا بأرواح الآدميين خائضا في دماء المسلمين فهو الراعي و"ظل الله في الأرض"، أما الشعوب فهي مجرد قطعان من الماشية، ليس أكثر. سياسة ورثوها من أبي العباس السفاح والمنصور الدوانيقي وأمثالهما من "خلفاء الله في أرضه"... حتى تنتهي السلسلة الذهبية إلى "أمير المؤمنين صدام حسين"!

خمسون عاما، عجزت خلالها السياسة العربية عن تذويب الحساسيات بين البلدان المتقاربة، ومع ذلك يقفز هؤلاء إلى الدعوة إلى دمج الدول المتباعدة قسرا، ويطرحون النظريات العجيبة الغربية كل يوم لإقناع الناس، وخصوصا الكويتيين، بأن الغربان حيوانات أليفة! ثم يولولون: ان الحجة يجب أن تقارع بالحجة. ولكن أين الحجج وأنت لا ترى غير هراء، من قبيل "السيستاني صوت بريمر"! إذ بلغ الاستخفاف الذروة، بمحاولة استغفال الجمهور بدعاوى شوفينية تفوح منها الروح القبلية القديمة، واستعداء أبناء الوطن الواحد ضد بعضهم بعضا، والنفخ في كير الفتنة التي اعتبرها القرآن الكريم أشد من القتل.

وإذا سألت عن حججهم، فستراها تعود إلى قائمة من "المراجع المقدسة"، بدءا بالملك العربي الشاب الذي تمنى محمد حسنين هيكل "أن يطول به العمر حتى يدرك الحقائق بالمنطقة"، مرورا بالصحيفة النزيهة "واشنطن بوست"، وانتهاء بمستشار مناحيم بيغن الصادق الأمين!

على أن الحجة الأكبر لديهم يوم يستشهدون بالرئيس الإيراني السابق أبوالحسن بني صدر، ولكي تعرف قوة حجتهم فعليك أن تعرف من هو بني صدر. ففي أول انتخابات جرت بعد الثورة في إيران، تم انتخابه رئيسا، وأراد أن "يرشي" الإمام الخميني بترشيح ابنه أحمد لرئاسة الوزراء ليضمن بقاءه "خالدا" في المنصب كما يظن، فما كان من الخميني إلا أن حرم على ابنه تسلم ذلك المنصب الرسمي! رشوة مثل "العصيدة" التي وصفها علي "ع" بـ "ريق الحية"، ولكن الأحمق ظنها خير ضمانة للبقاء على الكرسي!

عموما، وبعد فشل سياسة "الرشوة"، أخذ "يشحن" صحيفته "انقلاب إسلامي" بمقالاته التي تبدأ وتنتهي بكلمة "من" "أي: أنا"، حتى أسماه الشعب الإيراني "بني من" بعد أن أحصوا كلمة "من" فاكتشفوا انها تزيد على عشرين مرة في كل مقال! وسياسيا أخذ يماطل في تشكيل الوزارة لعدة أشهر لعرقلة عمل الحكومة هناك، واصطدم بالقوى الاسلامية المصرة على مفردة "الاستقلال"، وانتهى بالتحالف مع مسعود رجوي الذي أسماه الايرانيون بـ "رأس النفاق". وانتهى الأمر بالرجلين إلى الهروب في طائرة واحدة إلى باريس، وكان "فخامة الرئيس" الذي انخدع به الايرانيون يمثل دور "الزوجة"، يمشي يدا بيد مع رجوي "الزوج" متسللين ليلا من مطار مهراباد، بعد أن لبس فستانا نسائيا ووضع على رأسه منديلا! وقالت بعض المصادر الخبرية آنذاك انه ارتدى "غشواية" أرسلها على وجهه لئلا يفتضح أمره! وصعق الشعب الإيراني بمشاهدة الرئيس الفار في مؤتمر صحافي يظهر بباريس من دون شارب كالشاب الأمرد، ومازالت آثار أحمر الشفاه على شفتيه، والمكياج على وجهه وخديه كالبنت اللعوب! ومن هناك اتصلا بصدام ليشكلا مجلس المقاومة "الباسلة" ضد النظام في إيران!

هذه هي الحجج القاطعة عند هؤلاء، وهذه هي مراجعهم المقدسة لترويج نظريات "الهلال" المزعوم، في زمن تتحول فيه الكتابة، هذه المهنة الشريفة، إلى وسيلة لترويج الأكاذيب والدعوات الطائفية، وتتحول الأعمدة إلى حلقات يومية مثل المسلسلات التلفزيونية المصرية، وعليكم أن تلتزموا بمتابعة "الخراريف" اليومية كل صباح، و... "تابعوا معنا"

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 860 - الأربعاء 12 يناير 2005م الموافق 01 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً