العدد 883 - الجمعة 04 فبراير 2005م الموافق 24 ذي الحجة 1425هـ

الواجبات الدراسية لدى المراهقين؟

كيف نواجه فوضى أداء

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

أكثر ما يعاني منه الآباء هو أداء أبنائهم واجباتهم المدرسية في الوقت المحدد لهم. .. لذلك سأحاول أن أسهل المهمة لهم عن طريق طرح النماذج العملية من خلال ورش الآباء وكيفية معالجتها من قبل خبراء التربية النفسية للتعامل مع الأبناء المراهقين والأسلوب الصحيح الذي عليهم أن يتبعوه مع أبنائهم ليصلوا إلى الاعتماد على أنفسهم في تحمل مسئولية هذه الواجبات.

تعود الآباء في التعامل مع أبنائهم على الالحاح المتكرر والتهديد بالعقاب... والجلوس معهم عند أدائهم هذه الواجبات. وأحيانا يقومون بالبحث المطلوب منهم من قبل المدرسة لأن الابن لا يعد نفسه من قبل لإعداد البحث فيأتي لوالديه قبل تسليمه بفترة قصيرة بطريقة تشعر بعدم مسئوليته عن أداء واجباته المدرسية.

كثير من الآباء لا يعلمون متى بدأوا يتعاركون مع أبنائهم لتأدية واجباتهم المدرسية... لكن المشكلة في ذلك أنهم ما ان يبدأوا حتى يجدوا أنفسهم مربوطين بسلسلة لا تنتهي من المعارك لكي ينهي أبناؤهم هذه الواجبات وكأنها واجباتهم هم لا واجبات أبنائهم.

إن غالبية الآباء لا يعلمون أن الواجبات المدرسية - كنظام - يشترك فيه ثلاثة أطراف، الأبوان، المعلم والطفل وكل منهم له وظائفه أو مسئوليات ليتابعوا أداء أبنائهم واجباتهم.

إن التوازن في التعامل مع هذه الواجبات بين الأطراف الثلاثة هو الذي يجعل المراهق شخصا مسئولا عنها لكن ذلك النظام يختل إذا قام أحد الأطراف بأكثر من واجبه أو أقل.

إن ما يجب علينا كآباء أن ندركه هو أن مفتاح أداء الأبناء واجباتهم المدرسية يكمن في أن يؤدي كل طرف دوره فقط ولا شيء غير ذلك... بهذا الأسلوب سيستفيد الطالب من واجبه المدرسي الذي أعطي له من قبل مدرسه ليمتحن مدى استيعابه لدروسه التي يحضرها في المدرسة.

فواز طفل في العاشرة من عمره... وصل إلى الصف الرابع ابتدائي... اشتكت مدرسته من أنه لا يقوم بواجبه المدرسي... وسقط في مادتين... معلمة فواز حاولت معه كل الطرق ليجتهد أكثر وضعت له وقتا محددا... عاقبته... حاولت تشجيعه بمنحه المزيد من العلامات إذا ما أدى واجبه... حاولت أن تضع له نقاطا أو تتكلم معه أو تضع له ملاحظات يومية... لم يفد معه أي من هذه الطرق.

وطبعا يعتبر الواجب المدرسي مشكلة بالنسبة إلى الكثير من المدرسين والآباء... لكن هل هو حقيقة كذلك؟ لا... المشكلة يسببها نقص المهارات... أو عدم القدرة على التعليم... مشكلات في السلوك... أو وجود مشكلة في علاقات الأبناء بأبائهم العاطفية... أو مشكلات يسببها تعاطي الابن الحكول والمخدرات... المفروض أن نفحص امكان حدوث هذه العوامل قبل أن نحل مشكلة إهمال أبنائنا واجباتهم.

أعطى الخبير التربوي الذي لجأ إليه الوالدان لحل مشكلة إهمال ابنهما واجباته الدراسية ورقة استبانة للوالدين لمعرفة خلفية تاريخ الطفل... وحدد ذلك الخبير الذي لجأ إليه الوالدان لحل مشكلة اهمال ابنهما موعد مقابلة مع الوالدين وابنهما لبحث ذلك الموضوع المهم بدأ فواز أثناء... المقبلة التي أجراها الوالدان والخبير معه وكأنه طفل طبيعي... لديه علاقات اجتماعية ممتازة مع أصدقائه. يميل إلى اللهو واللعب... كما أن لديه مقدرة ذكائية عالية.

قال الأب، ووافقته الأم على كلامه، ان فواز يقول لوالديه ان المدرسة لم تطلب منه واجبا منزليا وواجبه أداه في المدرسة.

ويتابع الأب "وعندما نطلب رؤية ما قام به... يقول لنا انه قام به كما قال لهما في المدرسة أو فقده... أو أحيانا أنه لا يوجد لديه بحث... فنتصل بزملائه لنكتشف أن لديه واجبا عليه أن يوديه في المنزل وأنه يكذب علينا... أحيانا يستغرق منا ذلك البحث ساعة لمعرفة ما هية بحثه منه أو من أصدقائه وكأن ذلك مسئوليتنا وليست مسئوليته... لحسن الحظ تغير الآن وتطور بعض الشيء... الآن تتصل بنا المدرسة كل يوم اثنين وتعطينا كل واجباته وابحاثه الواجبة عليه طوال الأسبوع".

قال الخبير: وهل ساعد ذلك الإجراء مسألة أدائه واجباته؟

قالت الأم: على الأقل أصبحنا نعرف الآن ماذا عليه القيام به من واجبات... لكن المشكلة أنه لا يؤديه في وقته من دون تذكير مستمر منا... أجلس معه وأستعرض واجباته... وأطلب منه حل مشكلة رياضية أو اثنتين بعد أن أحل واحدة أمامه كمثال وأتركه... لكني أعود إليه بعد فترة قصيرة... ولم يحل إلا القليل... احاول أن اشجعه لا فائدة... فأبدأ في الالحاح وهكذا تسير الأمور بيني وبينه حتى الساعة الثامنة وقت استحمامه فيقوم ليستحم ثم يعود ليكمل واجبه تحت اشرافي. أحيانا أغضب من الضيق وعدم احساسه بان دراسته مسئوليته هو لا مسئوليتي أنا... وعندما اعنفه ويبدأ العراك بيننا... أحاول أن ألطف لهجتي فيغضب والده ويعتبرني متسامحة معه وهو ما يجعله يتعارك معي وعندما يرى ابني انشغالنا في النقاش يتسلل لمشاهدة التلفزيون.

وتتابع "وعلى رغم أن المدرسة تقول لنا ان واجبه لا يستغرق إلا 45 دقيقة فإنه يأخذ ساعات لادائه مع اشرافنا والحاحنا المستمر بين تهديد ومحاضرات".

هل يحتاج الطالب لاداء واجبه المدرسي إلى كل هذا الجهد وضياع وقت الوالدين وقته... وهل هذا هو الهدف من الواجب؟ في الأسبوع المقبل سأكمل هذه الموضوعات لايجاد الحلول لما يعاني منه معظم الآباء

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 883 - الجمعة 04 فبراير 2005م الموافق 24 ذي الحجة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً