العدد 892 - الأحد 13 فبراير 2005م الموافق 04 محرم 1426هـ

افتحوا الباب لطاقات جديدة في التعليق

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

التعليق الرياضي فن وإبداع لا يجيده إلا الموهوب الذي يمتلك الصفات الأساسية في نقل الصورة الواقعية لمجريات المباريات من دون تلكؤ أو تردد وفق المعلومات التي يختزنها لإخراجها أثناء المباراة.

ونحن نعتقد أن التعليق لا يستقيم بالصراخ المتكرر وغير المفيد، والذي يستفز المستمع أو المشاهد من دون أن يضيف هذا المعلق أو ذاك أي جديد على طريقة وأسلوب التعليق.

فالمستمع كل ما يريده من المعلق أن يكون متوازنا وواقعيا في نقله ووصفه لمجريات المباراة من دون استثارة غير طبيعية تجعل المستمع يتأسف على كل لحظة وكل دقيقة قضاها مع هذا المعلق الذي لا يجيد بل لا يحترم ذوق المستمع ليقدم له ما يرغبه من معلومات مفيدة وجديدة.

فالمعلق الرياضي يجب عليه أن يعرف متى يتكلم ومتى يسكت ومتى يبدي المعلومات المهمة، وألا يكون كثير الكلام خارج جو المباراة وخصوصا في الإذاعة، فالمستمع يريد منه الوصف الحقيقي للمستوى الفني والأجواء التي يعيشها الفريقان إلى جانب المعلومات الجديدة غير البائتة.

الانتقاد البناء الهادف الذي يعمل على إصلاح الأمور مطلوب جدا وخصوصا في هذا المجال "التعليق"، ولكن عندما نريد أن ننتقد هذا المعلق أو ذاك فيجب في المقابل أن نقف على الوضع الذي يعانيه المعلق ونقف على الحيثيات الدقيقة، وهل أن جميع الأمور الأساسية المتعلقة بأمور عمله متوافرة لديه، عندها نستطيع أن نرفع علامات الانتقاد بوضوح لمن هو مقصر ومن هو غير مهتم بالأمر ولا يضيف الجديد في تعليقه بل يزيد الطين بلة كما يقولون.

ثم نأتي إلى المعلقين في مباريات كرة القدم، نحن نتساءل من يقيمهم؟ بل هل هناك تقييم علمي على الأقل سنويا لما يقومون به من عمل في التعليق مقابل أجر مادي؟ هل هناك لوائح واضحة تصنف من هو الأفضل ومن هو الأدنى؟ وهل هناك من يضع الأمور في نصابها من دون مجاملة لهؤلاء المعلقين؟ أم انه يوضع الجدول من دون النظر إلى المتميز الذي يعطي من وقته ووقت عائلته في سبيل نقل الصورة السليمة عبر المعلومات الجديدة، أم انه لا يوجد بتاتا مثل هذا المعلق المثالي؟

نحن نطالب وبشدة بفتح المجال أمام الدماء الجديدة للدخول بقوة في هذا المجال، وهي نقطة مهمة في الأساس لتطوير وإصلاح الخلل الموجود الآن في التعليق، وأن يكون الاهتمام واسعا بهذا الأمر، وألا نترك الأمر من دون دراسة، وأن يكون التقييم الموضوعي للأداء بابا للتصنيف بينهم، فمن غير المعقول أن أساوي معلقا يكون عالة على الجميع مع من يتعب ويجتهد في سبيل تطوير نفسه وإعطاء المعلومات، ولابد أن يكون هناك تنافس شريف في هذا التصنيف وليس بالضرورة سنوات الخدمة هي المحك، بل ان الجهد المبذول هو الطريق للوصول إلى الأمل المنشود.

فهناك الكثير من الكفاءات في التعليق مازالت مدفونة لأنها مغيبة من دون إعطائها المجال للإبداع والتألق، فكفى كفى ما لقيناه من بعض المعلقين خلال الفترة الزمنية الماضية الطويلة، فلابد أن يأتي هذا اليوم للتغيير ونحن نطالب به سريعا ولا يجوز التأخر، فالكيل طفح وما عاد هناك وقت للاصلاح، والدماء والوجوه الجديدة هي الحل الأمثل

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 892 - الأحد 13 فبراير 2005م الموافق 04 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً