حذر الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصر الله المعارضة من "الاستقواء" بقوى خارجية في مواجهة الهيمنة السورية، مناشدا - في كلمة ألقاها بمناسبة يوم عاشوراء -أقطاب المعارضة اللجوء إلى الحوار والتهدئة لكي تتخطى البلاد المرحلة الحساسة والمصيرية، منبها إلى ضرورة عدم الوقوع في ما سماها "الفخاخ المنصوبة للبنانيين".
إلى ذلك، انتقدت الحكومة اللبنانية أمس موقف الرئيس الفرنسي جاك شيراك من الصراع الداخلي في لبنان، إذ اتهمه وزير الإعلام أيلي فرزلي، بأنه "يقود المعركة مباشرة" ضد السلطة وانه جعل نفسه "طرفا مباشرا" على الساحة اللبنانية، مستنكرا مطالبته بتحقيق دولي في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.
وفي السياق ذاته، أكد مصدر رسمي أمس أن السلطات اللبنانية ستطلب "استفسارات" من الأمم المتحدة بعد إعلان دبلن أن المنظمة الدولية عينت ضابطا ايرلنديا على رأس فريق من المحققين الأمنيين الدوليين للتحقيق في الاغتيال، في وقت قالت فيه الشرطة الأسترالية إنها أفرجت عن العشرة المشتبه بتورطهم في العملية لعدم وجود دليل.
على صعيد متصل، توعدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس، بفرض المزيد من العقوبات على سورية إذا لم تساعد في التحقيق في الحادث، بينما حذر وزير الخارجية السوري فاروق الشرع، أمس من "استغلال أي حدث لخلق فتن في المنطقة". إلى ذلك، دعت المنظمات الطلابية لفصائل المعارضة اللبنانية أمس إلى التظاهر غدا "الاثنين" دعما لسياسة الحريري.
بيروت، دمشق - وكالات
هاجمت الحكومة اللبنانية موقف الرئيس الفرنسي جاك شيراك من قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري واتهمته بأنه يشجع المعارضة اللبنانية على التصعيد. وقال وزير الدفاع اللبناني عبدالرحيم مراد في مقابلة مع تلفزيون لبنان الرسمي إن موقف شيراك هو الأكثر تطرفا من بين كل المواقف لأنه امتنع عن لقاء أي من المسئولين اللبنانيين خلال زيارته بيروت لتعزية عائلة الحريري.
وانتقد مراد كذلك توصية وزارة الخارجية الفرنسية مواطنيها أمس الأول بإرجاء رحلاتهم إلى لبنان إذا لم تكن ملحة، مشيرا إلى أن هذه الدعوة متطرفة، ودعا باريس للعودة عما وصفه بالقرار الخاطئ. وقارن الوزير بين الموقف الأميركي من اغتيال الحريري الذي وصفه بأنه أكثر توازنا والموقف الفرنسي "غير العقلاني"، وقال إن واشنطن لم تتهم أحدا وطالبت بتسريع التحقيق والكشف عن الجريمة.
كما اتهم وزير الإعلام اللبناني إيلي الفرزلي في تصريحات تلفزيونية شيراك بالتدخل في الشئون اللبنانية وبأنه يقود شخصيا المعركة ضد السلطة الشرعية، وانتقد بشدة مطالبته بتحقيق دولي في اغتيال الحريري. وأكد أن اغتيال الحريري تم بعملية انتحارية باستخدام سيارة ملغومة، نافيا احتمال أن يكون تم زرع متفجرات في المجاري في طريق الموكب.
إلى ذلك، عينت الأمم المتحدة نائب قائد الشرطة الأيرلندية بيتر فيتزغيرالد على رأس فريق من المحققين الأمنيين للتحقيق في اغتيال الحريري. وتوقع المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فريد إيكهارد أن يتوجه فيتزغيرالد إلى بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة لبدء التحقيق. ومن جانبه، أكد مصدر رسمي لبناني أن السلطات ستطلب "استفسارات" من المنظمة بشأن فريق التحقيق.
يشار إلى أن وزير الدفاع اللبناني استبعد أن تتعاطى الدولة بمرونة مع هذا الفريق، موضحا "لم نطلع بعد على مهمة الوفد وحدوده والتعامل مع الأمر يعود إلى مجلس الوزراء".
وعلى صعيد متصل، أفرجت الشرطة الاسترالية أمس عن 10 رجال كانت احتجزتهم للاشتباه بتورطهم في اغتيال الحريري. وقال المتحدث باسم الشرطة الاسترالية كيرك كانينجهام إن المشتبه بهم استجوبوا بعد وصولهم إلى سيدني وأخلي سبيلهم لعدم وجود دليل على تورطهم.
ومن جهة أخرى، دعت المنظمات الطلابية لفصائل المعارضة اللبنانية إلى التظاهر الاثنين المقبل دعما لسياسة الحريري.
القدس المحتلة، بيروت - الوسط، وكالات
دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله أمس المعارضة وعلى رأسها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إلى اعتماد الحوار لحل الأزمة مع السلطة التي تفاقمت بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، مؤكدا أن جميع الأطراف قادرة على ممارسة التصعيد الجماهيري.
وقال نصر الله في كلمة ألقاها إثر إحياء عاشوراء محذرا من الاستقواء بدول خارجية في مواجهة الهيمنة السورية "إلى كل السادة في المعارضة وعلى رأسهم الزعيم الكبير وليد جنبلاط أقول: لا يجوز أن نعالج مشكلتنا بمزيد من الانفعال والسخط والتصعيد. لا يجوز أن كنتم تصفون ما هو قائم في لبنان بأنه انتداب سوري أن تستبدلوه بانتداب آخر".
وأكد في الاحتفال الذي ضم أكثر من 150 ألف مشارك في ضاحية بيروت "أن قرار الشعب في أية مسالة مثل العلاقات مع سورية أو الموقف من وجود قواتها في بعض لبنان يجب أن تتم معالجته من خلال الحوار ومن خلال المؤسسات الدستورية وليس من خلال الاحتكام إلى الشارع". وأضاف "في لبنان كلنا عندنا شارع وكلنا عندنا تظاهرات، فلندع هذا جانبا ونتصرف بمسئولية وديمقراطية".
كما تعهد الأمين العام بإفشال "مساعي الصهاينة" لمحاصرة المقاومة وعزلها. إلى ذلك قالت القناة الأولى الحكومية للتلفزيون الإسرائيلي أمس أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تلقت تحذيرا ساخنا للغاية يفيد بان حزب الله يسعى لاختطاف جنود أو مواطنين إسرائيليين لغرض المساومة.
وزعمت القناة ان كافة الأوامر التي وجهها حزب الله للفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لم تتم الاستجابة لها ما يستدعي أن يتحرك هو لتنفيذ عملياتها بذاتها.
واشنطن، دمشق - وكالات
حذرت الولايات المتحدة سورية من أنها يمكن أن تتعرض لمزيد من العقوبات ما لم تساعد في التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إن بلادها تريد إرغام سورية على تغيير سياساتها وهو ما سيساعد على إزالة التهديد بعقوبات.
وأضافت رايس للصحافيين بعد لقاء نظيرها الهولندي الليلة قبل الماضية "نحن لا نحاول عزل سورية... ما نحاول عمله هو أن ندفع سورية للمشاركة بأسلوب أكثر مسئولية... ويشمل الأسلوب المسئول الموافقة على المساهمة في تحقيق عما حدث للحريري". وقال المتحدث باسم الخارجية ريتشارد باوتشر مفسرا تصريحاتها "الهدف هو إرسال إشارة قوية لدمشق... فعلنا ذلك بعدة طرق وربما نحتاج لعمل المزيد من الأمور". وأضاف "أنا لا أتنبأ بأي شيء على وجه الخصوص لكنني لا استبعد أي شيء من حيث الأدوات المختلفة المتاحة لنا لنبعث برسالة دبلوماسية قوية". وقال "سنتبين ما إذا كانت دمشق ستعي الرسالة وتقدم على اتخاذ إجراء". ومن جانبه، حذر وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أمس من "استغلال أي حادث لخلق فتن في المنطقة"، مشيرا إلى أن البرازيل التي يقوم وزير خارجيتها بزيارة سورية حاليا متفقة تماما مع دمشق في هذا الإطار
العدد 898 - السبت 19 فبراير 2005م الموافق 10 محرم 1426هـ
