قال مدير المعابر الفلسطينية سليم أبوصفية أمس: "إن الفلسطينيين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و35 عاما سيستطيعون السفر من خلال معبر رفح اعتبارا من اليوم. واعتبر هذه الخطوة بادرة إيجابية من جانب "إسرائيل" في إطار سلسلة التسهيلات التي اتفق عليها الجانبان إلا أنه أشار إلى أن هذا لا يكفي".
وأكد على ضرورة أن يمنح الجانب الإسرائيلي مزيدا من التسهيلات للفلسطينيين مثل فتح معبر رفح طوال اليوم مثلما كان الوضع قبل الانتفاضة ووقف التحقيق مع الفلسطينيين عند مغادرتهم أو عودتهم إلى القطاع. كما دعا أبوصفية الإسرائيليين إلى توفير المزيد من التسهيلات في المعابر الأخرى وإعادة فتح كل أقسام معبر كارني بالإضافة إلى السماح للمزيد من الفلسطينيين بالعمل مثلما كان من قبل.
وفي المقابل ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن "إسرائيل" قررت أمس الأول نقل أسير فلسطيني ينتمي إلى "حماس" إلى الحجز الإداري لمدة ستة أشهر بعد أن أنهى فترة السجن الثلاث المحكوم بها عليه. وقالت المصادر إن قوات الجيش الإسرائيلي قررت الإبقاء على السجين إبراهيم جابر وهو من جنين بالضفة الغربية في الحجز الإداري لمدة ستة أشهر.
وقالت زوجة السجين في بيان صحافي: "إن جابر كان يعد نفسه لإطلاق سراحه عندما فوجئ مساء الخميس بأن إدارة السجون الإسرائيلية رفضت إطلاق سراحه وقررت الإبقاء عليه في الحجز الإداري من دون توضيح الأسباب".
من جهته، أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أنه سيلتقي مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، دوف فايسغلاس خلال الأيام المقبلة. وقال لمحطة "صوت فلسطين": "إن اللقاء من المفترض أن يتناول الموضوعات العالقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتي لم تنفذ "إسرائيل" فيها ما اتفق عليه الجانبان في شرم الشيخ".
في الإطار ذاته، شدد الرئيس المصري حسني مبارك على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي كله في رعاية ما تم تحقيقه في شرم الشيخ. وأشار إلى أن الطرفين بدآ فعلا في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من تفاهمات وعلى المجتمع الدولي رعاية هذه العملية التي بدأت بعد سنوات من التوقف لعملية السلام.
في غضون ذلك، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون لصحيفة "الأهرام" أن الجدار الذي تبنيه حكومته في الضفة الغربية لا يشكل الحدود النهائية للدولة العبرية مع الفلسطينيين. وقال: "الجدار ليس هو الذي يرسم الحدود وهدفه توفير الأمن لمواطني "إسرائيل" وكنتيجة لذلك سيسمح لنا بان نقترب من السلام". وأضاف أن "الحدود الحقيقية "ستحدد" عندما يسود الهدوء التام. عندئذ يمكن أن ننتقل إلى خريطة الطريق"، مكررا أن الجدار سمح بمنع وقوع عدد كبير من "الهجمات الإرهابية".
وبشأن اللاجئين الفلسطينيين، تحدث شارون عن اتفاق مع الرئيس الأميركي جورج بوش على أن "اللاجئين يمكنهم العودة إلى دولة فلسطينية". وأضاف "هذا موقفنا ولا أرى إمكان لعودتهم إلى داخل "إسرائيل" لكن يمكنهم بالتأكيد العودة إلى دولة فلسطينية".
وأخيرا، تحدث شارون عن القدس التي قال إنها "عاصمة الشعب اليهودي منذ 3007 سنوات منذ أن أعلنها الملك داوود". وبعد أن أكد انه لا يريد أن "يدخل في الموضوعات التاريخية"، قال إن "الإسلام جاء إلى هنا "القدس" في القرن السابع".
وأضاف "عندما كنت صبيا في القرية التي ولدت فيها كان أبي وأمي يقولان إن هناك فارقا بين الحقوق على الأرض والحقوق في الأرض. كل الحقوق على أرض "إسرائيل" هي حقوق يهودية لكن الحقوق في الأرض هي حقوق كل من يعيش عليها".
كما قال شارون إن سورية وإيران وحزب الله في لبنان أصبحت "مركزا للإرهاب الإقليمي" وأعلن استعداد بلاده للموافقة على نشر قوات مصرية أكثف تسليحا على طول الحدود مع "إسرائيل" إذا ساد الهدوء قطاع غزة بعد الانسحاب.
وإلى ذلك، يحاول مستوطنو قطاع غزة تعبئة يهود ومسيحيين في الخارج لدعم محاولتهم الرامية لرفض إخلاء المستوطنات وذلك لأنهم لم ينجحوا في الحصول على ما يكفي من دعم لدى الرأي العام الإسرائيلي. ويركز المستوطنون جهودهم بشكل رئيسي على اليهود الأميركيين والمسيحيين الإنجيليين، وهم أتباع تيار محافظ كبير في الولايات المتحدة ساهم وخصوصا في انتخاب بوش.
على صعيد متصل، شارك آلاف الفلسطينيين أمس في مسيرة سلمية، احتجاجا على إقامة قوات الاحتلال بوابة رئيسية على مدخل بلدة كفر قدوم شرقي قلقيلية في الضفة الغربية. وأصيب شاب فلسطيني بجراح خطيرة إثر الاعتداء عليه بوحشية من قبل مستوطنين قرب بلدة بيت عوا جنوب غرب الخليل.
غزة - يو بي آي
أعلنت شركة "نيشر" الصناعية الإسرائيلية أمس أنها ستقيم مصنعا للأسمنت في الجانب الفلسطيني لمعبر صوفاه جنوبي قطاع غزة بالشراكة مع السلطة الوطنية الفلسطينية.
وقالت الإذاعة إن المصنع سيكون بملكية مشتركة وبالمناصفة بين نيشر والسلطة الوطنية الفلسطينية، بحيث يجرى فيه طحن ورزم الأسمنت، إذ سيحصل المصنع على المواد الخام اللازمة من الشركة الإسرائيلية. وبهذه الخطوة تحافظ الشركة على مكانتها الاحتكارية كمزودة للأسمنت الوحيدة في "إسرائيل"، والآن في الأراضي الفلسطينية.
وأشارت الإذاعة نقلا عن مسئولين من الجانبين إلى أن نحو 150 فلسطينيا سيعملون في المصنع إضافة إلى إقامة منشأة متطورة لتعبئة وتفريغ الأسمنت في معبر كارني شرق غزة
العدد 898 - السبت 19 فبراير 2005م الموافق 10 محرم 1426هـ