العدد 907 - الإثنين 28 فبراير 2005م الموافق 19 محرم 1426هـ

لا تذرفوا الدمع على فيورينا

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعد اجتماع ساخن وصاخب قرر مجلس إدارة شركة هيوليت باكارد الأميركية العملاقة للكمبيوتر الاستغناء عن عضوية رئيسة مجلس الادارة والرئيس التنفيذي كارلي فيورينا بعد سنوات طويلة في هذا المنصب أثارت خلالها كارلي فيورينا الكثير من الجدل بشأن استراتيجيتها في إدارة الشركة ودمجها مع شركة كومباك إحدى أكبر شركات الكمبيوتر في العالم. ونجحت في كل معركة تخوضها من هزم رجال مجالس الإدارة التي ترأستها. وكان أداء الشركة وارباحها يرغم الجميع على قبول ما تدعو إليه وتبشر به.

عينت فيورينا في هذا المنصب في يوليو/ تموز .1999 لكنها قبل ذلك كانت قد أمضت ما يربو على عشرين عاما في شركات أميركية عملاقة أخرى مثل لوسنت وإي تي إند تي، احتلت خلالها مناصب قيادية في تلك الشركات، وتركت بصماتها الواضحة على هيكلية وطرق الإدارة في تلك الشركات، وأشهر ما ينقل عنها في هذا الاتجاه هو نجاحها في تشجيع انشطار لوسنت من إي تي اند تي وتحويلها إلى شركة عامة تبيع أسهمها في البورصة.

وقبل خبرتها المهنية، حملت فيورينا شهادات من جامعات بريطانية وأميركية مشهورة في تخصصات متنوعة مثل بكالوريوس في تاريخ أوروبا في العصور الوسطى من جامعة أكسفورد وماجستير في العلوم البحتة من جامعة إم آي تي.

لقد تألقت فيورينا في هيوليت باكارد، وبالقدر ذاته رفعت هي تلك الشركة في سماء صناعة الحاسوب العالمية، ونجحت في منافسة شركات عملاقة مثل أي بي إم، و دل.

لقد رحب المستثمرون بخروج فيورينا من الشركة العملاقة فارتفع سعر سهم هيوليت باكارد بنسبة 10 في المئة تقريبا في مستهل التعاملات الأميركية. وذكرت هيوليت باكارد إن المدير المالي روبرت وايمان سيشغل منصب الرئيس التنفيذي المؤقت إلى أن تجد الشركة خليفة لفيورينا.

ويبدو أن فيورينا غير خائفة على مستقبلها، وكيف لها ان تخاف وهي تحتل مقعدا في المجلس التنفيذي الذي يدير عمليات بورصة نيويورك، كما أنها عضو في مجلس إدارة صندوق الاقتصاد العالمي المطالب ببناء علاقات شراكة من شأنها الترويج لتنمية اقتصادية واجتماعية مستمرة.

وهذا ما عكسه البيان الصحافي الذي أصدرته فيورينا في الاربعاء الماضي، وفيه قالت إنها "بكل أسف اختلفت مع مجلس الادارة بشأن كيفية تنفيذ استراتيجية هيوليت باكارد وأنا احترم قرارهم".

ولعلها تدرك أنها إذ تغادر منصبها في هيوليت باكارد، فإنها تنهي خدماتها بمبلغ مقطوع يقدر بنحو 21 مليون دولار من جهة، كما ان السمعة التي اكتسبتها خلال السنوات الماضية وخصوصا في هيوليت باكارد كأقوى امرأة في صناعة تقنيات المعلومات، جميعها تفتح أبوابا مستقبلية واسعة أمام فيورينا.

كما يشير البعض إلى أن علاقاتها المهنية مع أرنولد شوارزينغر بالإضافة إلى خلفيتها الأكاديمة يمكن أن يؤمن لها بعض النفوذ السياسي التي يفتح أمامها مناصب تجارية أو سياسية في بعض المؤسسات الأميركية.

لهذا لم تذرف فيورينا الدمع على إقالتها من منصبها الذي تتطلع أعين الكثيرين إليه، ولا تتوقع أن يذرف الآخرون عليها الدمع من جراء ذلك. فهل من مستفيد من مثل هذه الدروس

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 907 - الإثنين 28 فبراير 2005م الموافق 19 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً