العدد 911 - الجمعة 04 مارس 2005م الموافق 23 محرم 1426هـ

نصائح عربية - عربية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

قبل غزو بغداد وسقوط الطاغية صدام حسين اجتمع القادة العرب في شرم الشيخ وتحدثوا عن الوضع العربي الذي لم يعد لهم دور في تسييره. .. وبعد ذلك فكروا كثيرا وقرروا تقديم نصائح إلى النظام العراقي فراوحت بين دعوته الالتزام بقرارات الأمم المتحدة والتخلي عن الحكم بصورة كاملة حماية للعراق والمنطقة. الدعوة الأخيرة وجهها وزير الإعلام الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ولكن الجامعة العربية وجدت ان الصراحة زادت عن حدها المتوقع ولم تقبل بطرحها رسميا على وزير الخارجية العراقي الذي كان يستعد للرحيل من شرم الشيخ إلى بغداد ومن بغداد إلى النمسا عندما دخلت القوات الأميركية عاصمة الرشيد واحتلتها واقتلعت التماثيل الكبيرة والصغيرة التي كانت تذكر العراقيين بزعيمهم المرعب... والذي من سخريات القدر ان تحول إلى فأر مرعوب قبل ان يستخرج من جحره الملوث بمخلفات يهرب منها حتى الحيوان قبل الإنسان.

تلك كانت قصة قديمة جدا... فالحوادث تتسارع في كل عاصمة عربية، وبينما نجحت المعارضة اللبنانية في إثبات ان الشعب العربي مازال حيا ويستطيع ان يقلب المعادلة السياسية عندما تحين له الفرصة، بينما كانت المعارضة تحرك الأرض وتسحب البساط، عادت العواصم العربية تنصح بعضها بعضا... فهذه العاصمة تنصح العاصمة الأخرى بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة... وبينما تنشغل عاصمة كبرى بتقديم النصائح، ينشغل شارعها السياسي بموضوعات ليست بعيدة عن تلك التي حركت الشارع العربي في بيروت.

زيارات بين العواصم على أعلى المستويات واطلاق لتصريحات لا تختلف كثيرا عن تلك التي سمعناها قبيل سقوط صدام حسين.

هذا لا يعني ان الأنظمة الحالية التي تشبه نظام صدام ستقع كما وقع نظامه، أو انها ستشهد غزوا عسكريا... فالزمان تغير وربما ان الزحف لن يكون عسكريا ولا خارجيا وانما زحفا شعبيا داخليا مدعوما بقرارات دولية وغير دولية... وما هي إلا فترات وجيزة حتى يتكرر هذا المشهد في هذه العاصمة أو تلك... ربما من يدري

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 911 - الجمعة 04 مارس 2005م الموافق 23 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً