العدد 912 - السبت 05 مارس 2005م الموافق 24 محرم 1426هـ

حدودكم كآباء في دراسة أبنائكم

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

تناولت من قبل خطوتين تؤديان إلى إعادة التوازن بين الآباء والأبناء والمدرسين في مسألة أداء الواجبات المدرسية. .. واليوم أصل إلى الخطوة الثالثة والأخيرة، وهي:

ألا تسبب الفوضى بتدخلك في تأدية ابنك واجباته المدرسية:

عندما تنتهي من التوضيح لابنك عن الوظائف المطلوبة منه... وما هي مقاييسك التي ستحاسبه على أساسها... عندئذ ستكون جاهزا لتتركه يحل واجباته لوحده... على أساس النظام الذي وضعته له... المسئولية يتحملها هو الآن وعليك أن تضع أمامك هدفا هو أن يحقق ابنك ما تريده منه وذلك بعدم تدخلك في واجباته إلا في حدود وظيفتك المحددة وتدع النظام الذي وضعته له يقوم ببقية المهمة.

لكن كم سيستغرق تطبيق هذا النظام ليسود التوازن علاقة الآباء والأبناء والمدرسين من ناحية تأدية الأبناء واجباتهم المدرسية؟

كل الآباء يتمنون أن يحدث ذلك الأمر في وقت قصير... لكن تغيير العادات يحتاج إلى بعض الوقت... كما أنه يعتمد على طول المدة التي استمرت خلالها هذه العادة... إذا كانت منذ فترة قصيرة فإن الأبناء بحاجة إلى عدة أسابيع ليتعودوا على النظام الجديد... لكن إذا كانت الفوضى التي تعم أداء الواجبات قد بدأت منذ فترة طويلة إلى حد ما... فإن الأمور ستتدهور في البداية ثم ستتطور فيما بعد... على الابن أن يتحمل نتائج إهماله لواجباته من خلال ما قام به من اختيار سيئ هو مسئول عنه. قد يأخذ ذلك وقتا يتراوح بين ثلاثة وستة أسابيع تقريبا... لكن الأبناء لن يستسلموا هكذا ببساطة... وإنما سيحاولون وهم يتحولون إلى اختبار آبائهم ليروا مدى جديتهم في تحميلهم مسئولية إهمالهم واجباتهم الدراسية... سيرتكبون الأفعال التي كانوا يقومون بها من قبل... مثل تقديم الاعذار لنسيانهم أبحاثهم أو ادعاء الحيرة واليأس... بل انهم سيحاولون كسر روتين حياتهم أثناء محاولتهم استثارة آبائهم وإرهاقهم لكي يستسلموا ويتدخلوا لكي يساعدوهم في تأدية واجباتهم... لكن على الآباء ألا يستسلموا... ويطبقوا الخطوات الثلاث التي ذكرتها لكي يحدث التوازن المطلوب... الذي ستنتج عنه أبناء مسئولون.

مثال على ذلك أن يضع الوالدان بداية للبدء في أداء الواجبات الساعة الرابعة عصرا... والانتهاء مثلا الساعة الخامسة... وأي سؤال من الابن لوالديه عن الواجب لا يجيبان عليه... إلا إذا تم الاتفاق عليه مقدما.

النظام الذي اتفق عليه والدا فواز هو أن يسمحا له بالاستمتاع بمشاهدة التلفزيون واللعب مع أصدقائه إذا بدأ واجباته الساعة الرابعة وانتهى منها في الوقت الذي يحددانه له على أساس ما عليه من واجبات... أما المكان الذي يخصصه له والداه فهو غرفته في الطابق الأعلى... ويوفران له طاولة عليها كل ما يحتاج إليه لدراسته... لكنهما يضعان ألعابه في الطابق الأرضي... وعليه إذا أراد أن يسأل والديه أن يذهب إليهما ليسألهما عن الموضوع الذي يحيره ويحصل على الإجابة ويذهب إلى غرفته ليكمل أداء واجبه.

أما من حيث المحاسبة، فإن على فواز أن يكون مسئولا عن جلب واجباته المدرسية وإذا نسيها فإنه سيحرم من مشاهدة التلفزيون يوما ويحرم إلى جانب ذلك من رؤية أصدقائه... إذا كان لديه واجب متبق عليه أن يكمله يوم الجمعة قبل أن يبدأ الأسبوع.

بعد أسبوعين لاحظ الوالدان أن ابنهما فواز ظل مصرا على ألا يكمل واجباته إلا في نهاية المدة... لكنهما لم يتعاركا معه... ولم يشعرا بالتوتر في التعامل معه... كل شيء مضى هادئا مريحا.

وكالعادة حاول فواز أن يختبر والديه حتى يعود إلى اعتماده عليهما... لذلك استمر في إهماله جلب واجباته أو أبحاثه إلى يوم الثلثاء من الأسبوع نفسه... لكن والديه ظلا يحاسبانه على عدم التزامه بما ذكرته من قبل... ثم بدأ يلتزم بجلب واجباته... لكنه لم يلتزم بأدائها في الوقت المحدد... وبدأت محاسبة والديه له مرة أخرى حتى اضطر إلى الالتزام بأدائها كاملة بحسب نظام التوازن الذي وضعه والداه.... ولم يكن الأمر سهلا إذ ادعى في البداية عدم اهتمامه باللعب مع أصدقائه وظل مصرا على إهماله... ثم بدأ يبكي ويتهمهما بأنهما خبيثان معه... لكنه يوم الأربعاء من الأسبوع نفسه... عندما يئس من محاولاته السلبية... دخل غرفته وأكمل واجبه وأعطاهما إياه في الوقت المحدد وخرج يلعب مع أصدقائه... كل ذلك تم بهدوء... وهكذا فعل يوم الخميس إذ أكمل ما كان أهمل في تأديته من قبل.

وهكذا نجح النظام الذي وضعه والداه له... بل تطور فيما بعد وأصبح فواز مسئولا تماما عن واجباته يسأل والديه إذا احتاج إليهما... ثم يتركانه ليكمل ما عليه من مسئولية... وعندما حدث وتراجع يعودان مرة أخرى إلى الزامه بتحمل نتائج إهماله بحزم... ويعود هو إلى التزامه... أما إذا كان لدى الأبناء أسباب أخرى صحية مثلا أو نفسية... فإن على الآباء الاستعانة بطبيب نفساني أو معالج سيكلوجي أو معالج اجتماعي لحل مشكلاتهم حتى يتمكنوا من الالتزام بمسئولية أدائهم واجباتهم

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 912 - السبت 05 مارس 2005م الموافق 24 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً