العدد 919 - السبت 12 مارس 2005م الموافق 01 صفر 1426هـ

عائلة كانو والموقف الإنساني النبيل

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

عندما أقرأ عن إنجازات رفيق الحريري وما قام بتأسيسه في لبنان من مشروعات خيرية إنسانية، ومن ابتعاث آلاف الطلبة للدراسة في الخارج، ومن إنشاء مراكز صحية أو مدارس أو مبرات أو معاهد أشعر بتفاؤل كبير واطمئنان بأن الدنيا مازالت بخير، ولاشك أن في الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية من هم على شاكلة الحريري وان غابت عنهم الأضواء، وكم هو كبير لأية عائلة كبرى عريقة في أي بلد أن تسجل اسمها في ذاكرة الشعب لتعطي صورا من الصور الإنسانية التي يذهب ريعها الإنساني إلى تاريخها وحياتها وميزانها الدنيوي والأخروي.

كان الحريري يقول... أحيانا ألتقي بأناس من المجتمع يرحبون بي ترحيبا كبيرا... في يوم من الأيام أوقفني شاب سلم علي وقال لي: هل تعرفني؟ قلت له: لا. فقال: أنا اسمي "..."، مواطن لبناني... أرسلتني مؤسستك لإكمال دراسة الطب في الخارج، وأنا الآن فتحت عيادة ويأتيني الكثير من المواطنين اللبنانيين لعلاجهم.

في البحرين يعيش الناس أزمة خبز وأزمة نقص في المراكز الصحية والاجتماعية و... إلخ، فبإمكان عدد كبير من التجار أن يشاركوا في تأهيل الناس ورفع مستوياتهم، في الماضي كانت هناك أياد بيضاء عملت على مساعدة الناس، وفي الحاضر هناك جنود لا نعرفهم، وما أعلمه أن هناك نشاطات ومشروعات لصالح المجتمع البحريني.

ما الذي سيؤثر على أي تاجر بحريني كبير لو تكفل بعشرة يتامى أو عشرة فقراء يطمحون إلى إكمال دراستهم أو بناء شقق لأهالي القرى والمدن الفقراء حتى ولو تم الإيجار بسعر مدعوم؟ تلك صورة جميلة إنسانية تبقى ذكرى خالدة للإنسان في حياته وبعد مماته. الحريري رحل عن الدنيا في ومضة عين، ولكن السؤال: لماذا كل هذا التأثر على الحريري على رغم أن هناك من بكى عليه ممن اختلفوا معه في بعض اطروحاته؟! الحريري عمل عملا إنسانيا في بعض محطات حياته، لهذا بقي بريقه إلى اليوم.

لقد فرح المجتمع البحريني للمبادرة الخيرة التي قام بها مجلس إدارة مؤسسة يوسف كانو عبر رئيسها عبدالله كانو والمتمثلة في تشييد مركز كانو الصحي في النويدرات تبلغ كلفته 2,2 مليون دينار بحريني ليخدم المنطقة والمعامير والعكر الغربية والشرقية. إنه موقف إنساني كبير تستحق عليه عائلة كانو والمؤسسة ورئيسها كل الشكر، ولاشك أن هذه المبادرة ستترك أثرا طيبا في نفوس عامة الشعب وخصوصا أهالي المنطقة، وعائلة كانو عرفت بهكذا مواقف إنسانية ولها مشروعاتها السابقة في خدمة الشعب البحريني.

وخيرا فعل أهالي النويدرات عندما قدموا شكرهم إلى هذه العائلة الكريمة والأيادي البيضاء التي قدمت هذا المشروع.

في الكويت هناك مئات التجار ممن ساهموا ومازالوا يساهمون في بناء وتدشين المؤسسات الإنسانية حتى أصبحت ظاهرة عملية تلحظها في الكويت من بناء مراكز للقلب ولزراعة الكلى والسرطان وبناء مراكز لكبار السن وغيرها، وقد كتبت سابقا عن ذلك في مقال موسع.

لاشك أن بناء المركز الجديد في النويدرات سيكون له انعكاس كبير على قلوب الناس، وسيحفر في الذاكرة الشعبية بخيوط ذهبية إنسانية وليس بوسع الجميع إلا تقديم الشكر على هذا الجهد، وكل الأمل أن تتواصل مثل هذه المشروعات لدى بقية تجار البحرين ممن عرفوا بمواقفهم الإنسانية وما أكثرهم

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 919 - السبت 12 مارس 2005م الموافق 01 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً