«بيض الصعو» اسم شعبي، نطلقه على الأشياء التي نسمع بها ولا نراها، حتى نظن أنّها من صنع خيالنا، فهذا هو «بيض الصعو»، الذي يعرفه المواطن البحريني!

وإسكان الحد أصبح كـ «بيض الصعو»، نَسمع به ويُصرّح في الصحف من قبل وزير الإسكان عن أزلية وجوده، إلا أننا لا نراه في أرض الواقع، وأعتقد بأننا حتى لن نراه بعد سنوات عجاف طويلة.

لقد تحدث وزير الإسكان أمس في إحدى الصحف المحلية، عن تنفيذ عدد من المشاريع المستقبلية في منطقة المحرق، منها تنفيذ المشروع الإسكاني شرقي الحد، بما لا يقل عن 5000 وحدة سكنية.

ولكن أصل الحكاية هي أننا نقرأ التصريحات منذ سنوات، ولكننا لم نجد التنفيذ الفعلي إلى وقتنا الحاضر، وقد جفّت الأقلام المطالبة وزير الإسكان بالشفافية، ورؤية الحلم يتنفّذ، وتراه عيون «الحديّين»!

وقد كتبنا في مقالات عديدة عن أرض الحد الشرقية والغربية، التي قام جلالة الملك بوهبها كإسكان إلى أهالي الحد، ولكن المشروع لم يحقق أو يرى النور حتى الآن، وذلك بسبب سطو متنفّذين على أرض الحد الغربية، فأُلغيت من خارطة تحويلها إلى إسكان للأهالي البسطاء.

ومن ثمّ رأينا في الصحف خلال سنوات كثيرة، «الطنطنة» على وجود إسكان في أرض الحد الشرقية، ولكن ما نراه في الصحف لم يمس الواقع المعاش أبدا، لا من قريب ولا من بعيد.

علما بأن الوزير صرّح بتاريخ 9 فبراير/ شباط في الصحيفة نفسها، عن أسماء المشروعات الإسكانية خلال 2009 و2010، وتمثّلت المشاريع في الآتي:

المشروع الإسكاني في مدينة زايد «المرحلة الثانية « 454 بيتا و230 شقة، المشروع الإسكاني في دار كليب 163 بيتا وعدد 6 أراض، المشروع الإسكاني في جدحفص329 بيتا و23 أرضا، المشروع الإسكاني في عراد 42 بيتا و785 شقة، المشروع الإسكاني في سلماباد 101 بيت و92 شقة، المشروع الإسكاني في سماهيج والدير «المرحلة الثانية» 116 بيتا، المشروع الإسكاني في شمال شرق المحرق 210 بيوت و778 شقة، ضاحية اللوزي «المرحلة الثانية» 1532 شقّة، مشروع النويدرات «المرحلة الثالثة» 450 بيتا، مشروع البديع «المرحلة الثانية» 44 بيتا، مشروع الرفاع «المرحلة الأولى» 77 بيتا، مشروع البسيتين 550 بيتا، مشروع المحرق مجمع 207، 180 بيتا، مشروع المالكية 451 بيتا، مشروع البرهامة 624 شقة، مشروع الحلة 40 بيتا، مشروع المرخ 80 بيتا، مشروع توبلي 500 بيت، مشروع البلاد القديم 224 شقة، مشروع البحير 1800 بيت، مشروع الهملة 62 بيتا،مشروع أبو صيبع 50 بيتا، مشروع ضاحية اللوزي 111 بيتا، مشروع الجفير 192 شقة، مشروع الحنينية 600 بيت، مشروع مدينة حمد 600 بيت.

ولم نجد اسم مشروع الحد 5000 وحدة سكنية، وهذا إن دل إنما يدل على عدم جدّية وزير الإسكان في إقامة هذا المشروع الذي طال انتظاره يا أهالي الحد.

علما بأننا ناشدنا نائب الحد غانم البوعينين، ولكننا لم نسمع منه ردا أو استجابة على اهتمامه بهذا الموضوع، وقمنا بمناشدة جمعية «الوفاق» التي استجابت بالفعل، وتم الاجتماع بالنائب عبدالجليل خليل، الذي أطلعنا على ما توصّل إليه عن أرض الحد الغربية، ووعدنا بالمطالبة في المجلس عن أرض الحد الغربية والشرقية.

إن المَشاهد للأحداث الأخيرة في البحرين والتصريحات غير الفعلية من قبل بعض المسئولين، يُقلق أهالي الحد، الذين صبروا على هضم حقوقهم من قبل قاداتهم الشعبيين، ومن قبل مسئولي الحكومة، ولسان حالهم يقول: إلى متى هذا التجاهل لمطالب أهالي الحد؟!

مدينة الحد المسكينة لا ترى النور ولا البهجة، في ظل سطوة المتنفّذين على أراضيها، وبعد غزو الشقق السكنية والعمارات المقززة داخل أحيائها الشعبية الأصيلة، وبعد دخول ذوي الأصول غير البحرينية والعمالة الأجنبية من كل قطر إليها!

أهذا ما يريده مسئولونا في الدولة، أن تُسلب الحقوق وتُنهب الأراضي، وأن نُوعَد سنينا وسنينا، حتى أن المواطن العادي ما إن تسأله عن إسكان الحد الشرقي، يضحك بمرارة ويقول: طال الانتظار وليس هناك أمل، وأعتقد بأنه سيكون ميراثا لأحفاد أحفادي!

نتمنى من وزير الإسكان أن ينفذ هذا المشروع من دون وعود، ولا تصريحات في الصحف، نريد المشروع ببساطة على أرض الواقع، يستفيد منه المواطن فقط