في حديث جرى أمس مع وكيل وزارة الخارجية للتنسيق والمتابعة الشيخ عبدالعزيز بن مبارك آل خليفة، أشار إلى ان الاستعدادات جارية لعقد منتدى المستقبل "الذي أطلقته مبادرة مجموعة الدول الثماني بشأن الاصلاح في الشرق الأوسط" في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. كما أشار إلى أن نية الوزارة تتجه إلى اشراك مؤسسات المجتمع المدني في الحوارات التي يرعاها المنتدى، وأوضح أن واحدة من المبادرات التي نتجت عن الاشتراك في مبادرة الاصلاح في الشرق الاوسط هي اتخاذ البحرين مركزا لـ "رواد الأعمال"، وان هناك مركزا آخر سينشأ في المغرب أيضا للغرض نفسه.

أما بالنسبة إلى البحرين، فإن دراسة جدوى تبدأ حاليا، ويجريها معهد بايسترBeyster الأميركي الذي زار البحرين والتقى مع المسئولين عن معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية BIBF ووجد ان المعهد لديه إمكانات تؤهله لاحتواء مركز لرواد الأعمال. ومعهد بايستر متخصص في تطوير مفاهيم وتطبيقات ريادة الأعمال entrepreneurship وتمليك الموظفين المؤسسات التي يعملون فيها كوسائل أساسية للدفع باتجاه الابداع في الأعمال التي تنمي اقتصادا مستداما. والتوجه لدى مثل هذا المعهد هو إحداث النمو المستمر في الأعمال وتكوين الشركات الصغيرة والمتوسطة واشراك هيئات المجتمع المدني، والمصارف والوكالات الحكومية في برامج تشجع الشباب والناشطين الجدد الذين يبحثون عن بيئة لتنمية قدراتهم وادخالهم السوق بصورة تؤهلهم للوقوف على أرجلهم.

البحرين كانت لديها تجارب عدة في هذا المجال، ولكن ليس بهذا المستوى، فيما لو تحقق ما هو مطروح نظريا حاليا. ففي العام 2001 أنشأ معهد البحرين للتدريب برنامجا لتدريب الشباب على تأسيس وادارة الشركات الصغيرة وتضمن التدريب تأهيل المتدربين لإجراء دراسات جدوى وتحديد العقبات وطرق حلها، وان البرنامج كان سيركز على الباحثين عن عمل على أمل منحهم شهادات بعد تخرجهم.

على أن مثل هذا الحديث دفنته تطورات الاعوام الماضية ولم يعد هناك حديث عن رواد للأعمال بالصورة المطلوبة.

وحاليا، فإن وزارة الصناعة والتجارة لديها مركز لاحتضان الصناعات الناشئة في المنطقة الصناعية في الحد، وهناك بعض التجارب الناجحة التي خرجت من تلك الحاضنات، ولكن العدد مازال أقل مما هو مطلوب، والتسهيلات، على رغم توافرها، ليست معلومة للجميع.

إن أمامنا فرصة توفر للبحرين مجالا أوسع لتأسيس مركز لرواد الأعمال يؤسس بضوابط دولية رائدة، ويتخذ من معهد الدراسات المصرفية والمالية مقرا له، ولاسيما أن المعهد أثبت جدارته في تأهيل المنتسبين اليه ويعود نجاح المركز الى شراكة فريدة من نوعها بين الحكومة والقطاع الخاص ساعدت على تطوير امكاناته والارتقاء بسمعته. ويمكن للبحرين ان تستفيد من الفرصة التي يوفرها منتدى المستقبل لتأسيس مركز بمستوى عال لتأهيل رواد الأعمال الشباب، وبالإمكان ان تعمم التجربة لإعادة إحياء برامج معهد البحرين للتدريب بحيث تتحول البحرين إلى مركز إقليمي لتخريج رواد الاعمال، كما تستهدف المبادرة، وكما نأمل ذلك لبلادنا