هذا المثل للعبرة، فهل يعتبر بعض المسئولين في مواقع العمل عندما يظلمون أو يضطهدون موظفيهم؟! اعلم أيها المسئول واعلم أيها "المتجبر" أن الله لك بالمرصاد وأنه يمهل ولا يهمل، وأن المركز ليس باقيا لك وأن الغرور والتكبر سيئول مصيره إلى الذل والهوان مهما طال ليله وزمنه. فإلى المدير أو المدير العام... لماذا تأخذك بهرجة المسئولين وتترفع وتتعالى على خلق الله، فتصدر أوامرك المتعجرفة بحق هؤلاء بلا وجه حق أو حتى إنصاف، فيجب أن تكون عادلا منصفا لا تأخذك الحساسية أو التمييز أو أي شكل من أشكال الشوفانية البغيضة.
إنك اليوم على كرسي الرئاسة والمسئولية، وغدا ستذهب كما ذهب غيرك ويبقى فقط الصدى الطيب والأثر الحسن والسيرة العطرة التي كنت تنتهجها... أما إذا كنت من أصحاب القلوب المريضة "السوداء" والغلابة الموظفون ساخطون عليك فلن تجني راحة البال أو راحة الضمير أبدا.
ولنا في ذلك أمثلة كثيرة وعبر لا حصر لها في ما آل إليه الطواغيت أو الدكتاتوريون أو أي مفسد وظالم، فالنهاية مصير هؤلاء إلى بوار ومصيرهم إلى المجهول، فهل نعتبر من ذلك وهل نعتبر من تقلبات الزمن؟
نصيحة لكل مسئول ولكل مدير أو مدير عام أن خاف الله أولا وأخيرا واتقه وابتعد عن مضرة العباد وسوء العاقبة، وجنب نفسك ويلات عاقبة الأمور في الدنيا والآخرة. وختاما، تذكر أنه لا يبقى ولا يصح إلا الصحيح، وأن المسئول النظيف أو صاحب الملف الطيب والسمعة الجيدة يبقى صداه وأثره وذكره على كل لسان، بل يدعون ويتضرعون لله عز وجل أن يطول في عمره وأن يمتعه ببقائه في مركزه، بل ويبقى مخلدا في النفوس والضمائر مدى الدهر... فهل نعتبر من ذلك ونغير النظر قبل فوات الأوان؟
علي ثامر
العدد 956 - الإثنين 18 أبريل 2005م الموافق 09 ربيع الاول 1426هـ