العدد 968 - السبت 30 أبريل 2005م الموافق 21 ربيع الاول 1426هـ

حتى الهواء!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

عندما تسكن في جزيرة ولا تستطيع أن تطل على البحر إلا من منافذ محدودة لا تشكل معشار سواحل تلك الجزيرة ستهضم ذلك، وتقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وعندما تشاهد صورا حية تعبر عن انتهاك صارخ لبيئة الأجداد من خلال الردم، الذي ليس في مقدور أحد أن يوقفه، ستبلع غصتك بمرارة وتقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وعندما ترى البساتين الخضراء التي سرح ومرح فيها أجدادك مطوقة بسياج لا يسمح بدخول إلا المتنفذين، ستحط على قلبك طينة وعجينة، وتقول: حسبي الله. أما أن يصل الأمر إلى الهواء الذي تستنشقه، ولا تستطيع الاستغناء عنه دقيقة واحدة فلن تجد نفسك إلا مسلوبا حتى من حق الحياة، ولو كان الهواء سلعة يمكن شراؤها في قناني المياه المعدنية لأصبح الأمر هينا، ولكن الأمر ليس كذلك.

هذا هو لسان أهل المعامير ومن يجاورها، عندما استيقظوا فجر اليوم الذي تسرب فيه الغاز، وقد يستيقظ الإنسان يوما من الأيام ليجد سيارته مسروقة، أو يجد بيته مسروقا، أو يجد أحد أقربائه مسروقا أيضا، ولكن أن يستيقظ ويجد الهواء الذي يتنفس منه مسروقا، هذا لم يحدث إلا في حلبجة وفي المعامير.

حسنا فعل رئيس الوزراء عندما أمر بالتحقيق في الموضوع، حتى يعرف الذين صرحوا بأن "سرطانات المعامير عادية" بأنها ليست كذلك، و إلا لما أمر رئيس الوزراء بذلك، وليعرف ممثلو الحكومة الذين أفشلوا طلب النواب بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية، بأن تشكيل تلك اللجنة هو أقل ما يمكن عمله في مثل هذا الحدث

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 968 - السبت 30 أبريل 2005م الموافق 21 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً