لمتابعة التلفاز خلال عطلاتي الصيفية السنوية كلما أعود للبحرين ميزة خاصة، فهناك دائما الكثير من المستجدات، قنوات جديدة، صرعات جديدة، وكليبات "ماصخة" جديدة.
وفي حين تجدد الكثير من القنوات حلتها بدءا من شعار القناة وانتهاء بالمذيعات، تبقى هناك قناة وحيدة، لا تتزعزع، تتمسك وبإصرار القالب التراثي "الحزر" والمثير للشفقة نفسه.
نعم، هي قناة البحرين.
أعود كل عام، فأراها "زي ما هيه"، ولولا المدلول الزمني لنشرات الأخبار، لاعتقدت أن برامج قناة البحرين ما هي إلا شريط مسجل يعاد عرضه.
عموما، لكل قناة حسناتها، ومن الإجحاف أن انتقد القناة على رغم أنها في كثير من الأحيان تمنحني ابتسامة أو قهقهة كما تفعل قناتا اليمن والسودان، قناتا "الطماشة".
أذكر خلال عطلتي الفائتة أنني صادفت برنامجا اعتبرته "بيضة ديك" في تاريخ القناة، شاهدته مرتين على الأرجح، ولزمني في المرتين أن أتابعه وحدي حفاظا على مشاعر بقية أفراد العائلة ممن يرتفع ضغطهم من قناة البحرين كأختي الكبرى التي ما أن "أفر على بي تي في" حتى تنهرني قائلة: "صفوي... لو سمحتي!". وإن لم تخني الذاكرة، كان اسم البرنامج "حكايات علي وناريمان". وعلى رغم أن البرنامج محاولة متواضعة لاستقطاب الشباب ورصد قضاياهم، ويشهد على ذلك شريط المسجات المتحرك أسفل الشاشة، اعتقد في رأيي الشخصي المتواضع أنه يفتقر لأهم مقومات البرامج الشبابية ألا وهو "اللوك".
على رغم أن علي الشاب الوسيم بمصاحبة ناريمان الجميلة عاملا جذب، فإن ديكور الاستوديو "رايحة عليه" ويفتقر بشدة للطابع الشبابي، ومن جانب آخر فشريط المسجات "أملح" والخط المستخدم لعرض المسجات هو نفسه المستخدم في شريط الأخبار وأسعار الأسهم، والرسومات الكاريكاتيرية التي تقفز بين تارة وأخرى في "قمة الحزورة" وتفتقد للحيوية، والتصوير "تعبان" إذ مازال الإخراج يعتمد أسلوب التصوير من "الزاوية اللي تحت الطاولة" وهو موضة فات أوانها، إضافة إلى أن الجو الشبابي مصطنع لأبعد الحدود.
أمور كهذه تدعو للتساؤل، أمازال الطاقم الإعلامي في تلفزيون البحرين هو نفسه الذي يعمل فيه منذ "أبد الآبدين"؟ أين هم خريجو الإعلام الشباب الذين نسمع عنهم؟ أين هي الطاقات الشبابية من مصورين ومعدين ومهندسي ديكور؟ هل يعي القائمون على القناة أهمية توظيف مبدعين في الجرافيك والملتميديا؟ هل موازنة وزارة الإعلام غير قادرة على كلف الديكور أو جلب تقنيات أكثر تطورا؟ هل موازنة الوزارة قادرة فقط على تحمل كلف الديكورات الباهظة لمهرجانات سينمائية لا تسمن ولا تغني من جوع من دون أن تستطيع تحمل كلف ديكور برنامج شبابي؟
برنامج آخر أحبه ولكنني أفضل سماعه على مشاهدته، هو برنامج سعيد الحمد. قد تغيب عنه كثير من مقومات البرنامج الحواري "الفلتة"، ولكنه جيد لمتابعة الشئون المحلية السياسية والبرلمانية، ولكن مجددا أعتب على الديكور "التعبان" بخلفيته السوداء الداعية للكآبة، ومنصة الحوار التقليدية.
عموما، هذه الملاحظات مبنية على آخر ما شاهدت منذ ستة شهور، فاعذروني إن تغير الحال! ولكنني أشك في ذلك، "تيتي تيتي... مثل ما رحتي جيتي"!
* طالبة جامعية في نيوزلندا
العدد 1004 - الأحد 05 يونيو 2005م الموافق 27 ربيع الثاني 1426هـ