العدد 1010 - السبت 11 يونيو 2005م الموافق 04 جمادى الأولى 1426هـ

بنتي عايشة

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

زمان وفي العام 1963م كنا نعيش في مدينة المحرق وكانت العائلة مكونة من أبي وأمي "يرحمهما الله" وعدد أربع أخوات وأخوين وأنا الثالث. .. يعني كان عددنا سبعة إخوة وأخوات هذا عدا عن ثلاث أخوات أخريات أكبر مني سنا وتوفاهن الله بأسباب مختلفة... وفي ذلك العام كانت والدتي واسمها "عايشة" حاملا وفي شهرها التاسع ومستلقية في الغرفة لأخذ قسط من الراحة وكنا أنا وأخي "أحمد" نلعب بكرة صغيرة في الغرفة نفسها ومن دون أي قصد أخذت الكرة وضربت والدتي بواسطة الكرة وبكل قوة في بطنها... أخذت والدتي تصرخ وتتلوى من الألم فترة ثم كظمت ألمها وغيظها خوفا علي من عقاب والدي... وفي الصباح الباكر من اليوم التالي وضعت والدتي طفلة جميلة ولكنها مضروبة في الظهر ما سبب لها تهشما في العمود الفقري وشللا كاملا في الجزء السفلي من جسمها... عاشت أختي شيخة "وهذا اسمها" لمدة 19 يوما فقط ثم توفيت... وبعد ذلك ولمدة ليست بالقصيرة كانت والدتي تعاتبني على مسئوليتي في قتل أختي... أو هذا ما ظنته هي... ومضت الأيام وكبرنا وتزوجت في العام 1977 قبل وفاة والدي بشهرين... وفي العام التالي وضعت زوجتي المولودة الأولى "منار" وكانت بنتا جميلة ولديها ضربة الكرة نفسها في ظهرها وتهشم في العمود الفقري وشلل كامل في الجزء السفلي من جسمها فأخذتها إلى لندن للعلاج ولكن في يوم كمالها التسعة عشر يوما من عمرها "عمر أختي نفسه" توفيت هناك ودفنتها في مقبرة المسلمين... وفي العام 1979 رزقت بولد "محمد" والحمد لله هو صاحي ومتزوج الآن ولديه أطفال... وفي العام 1980 رزقت بولد أيضا "صقر" وهو الحمد لله متزوج الآن ولديه أبناء... وفي العام 1982 رزقت بابنة أخرى "منيرة" وكانت لديها ضربة الكرة نفسها في ظهرها وتهشم في العمود الفقري وشلل كامل في الجزء السفلي من جسمها وتوفيت في يوم كمال عمرها التسعة عشر يوما "عمر أختي نفسه"... وفي العام 1984 رزقت بولد "عيسى" وبعدها قررنا أنا وزوجتي أن نوقف انجاب المزيد من الأبناء حتى لا نتعرض للمزيد من الحزن والأسى على فقد البنات... وفي العام 1986 كنا في زيارة لوالدتي في المحرق وبعد السلام عليها مسكت يد زوجتي وقالت لها لديك الآن ثلاثة أبناء فلماذا لا تجلبين معهم بنتا جميلة، لقد جعلني زوجك أفقد ابنتي فأفقده الله ابنتين مقابلها وأنا الآن راضية عنه كل الرضا وبودي أن أرى له ابنة، لذلك أنصحك بالذهاب إلى بيت الله الحرام والطلب منه أن يرزقك ابنة معافاة وبعد أن تلديها أسميها "عايشة" على اسمي وأعطيني إياها لمدة أسبوعين أربيها لك وإن شاء الله ستعيش لكم العمر كله.

نفذنا وصية والدتي حرفيا وفي العام التالي رزقنا ببنت جميلة أسميناها عايشة وسلمناها إلى والدتي لمدة أسبوعين وعاشت البنت والحمدلله رب العالمين... وبما أن الإنسان طماع بطبعه فقد حاولنا في السنة التي بعدها أن نكرر الموضوع نفسه عسى أن نحصل على بنت أخرى ولكن محاولتنا جاءت بولد رابع "عبدالله" وليس بنتا... فقلنا خلاص يكفي أربعة أولاد وبنت نعمة من الله والحمد لله على كل شيء.

كان بين والدتي وابنتي حب كبير ومتبادل وشاءت الأقدار أن تكون ابنتي عايشة أول من يرى والدتي متوفاة "رحمها الله" عندما ذهبنا لرؤيتها في المستشفى في العام .1999 هذه هي الأقدار... وأمس السبت هو يوم تخرج ابنتي الوحيدة من المدرسة... عايشة تخرجت مساء أمس وكم كنت أتمنى أن تكون والدتي موجودة لترى الابنة التي ربتها وعوضتها عن الابنة التي خسرتها بسببي... ولكني كنت مع زوجتي وباقي أبنائي وزوجاتهم حاضرين في حفل تخريج ابنتي عايشة وكنا نرى في وجهها صورة أمي يرحمها الله

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1010 - السبت 11 يونيو 2005م الموافق 04 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً