توقعت شركة التقنيات الأميركية العملاقة «مايكروسوفت» هبوط نسبة «القرصنة» في البحرين إلى 52 في المئة هذا العام من نحو 55 في المئة العام الماضي، والتي تضررت منها جميع الشركات بدرجات متفاوتة، وأن نسبة القرصنة في الدوائر الحكومية تراجعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
كما ذكر مدير الشركة في البحرين، بديع إصبعي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي من الدول المتقدمة في هذا المجال؛ إذ تبلغ نسبة القرصنة فيها نحو 36 في المئة، في حين أن أفضل دولة في الحد من القرصنة في العالم هي لوكسمبورغ التي تبلغ نسبة القرصنة فيها 11 في المئة.
وكان إصبعي يتحدث إلى الصحافيين على هامش مأدبة أقامتها الشركة بمناسبة شهر رمضان.
وأفاد إصبعي أن نسبة القرصنة في البحرين كانت 57 في المئة، لكنها انخفضت إلى 55 في المئة العام الماضي «ونتوقع أن تتراجع هذه النسبة العام الجاري إلى 52 في المئة». وتبدأ السنة المالية للشركة من أول يوليو/ تموز من كل عام.
غير أنه بيَّن أن نسبة القرصنة العالية هذه لا تقتصر فقط على شركة مايكروسوفت، وإنما تضم أيضاً الشركات الأخرى «التي تتضرر من جراء هذه القرصنة، وأن شركة Business Software Associate (BSA)، ومقرها المملكة المتحدة ولها مكتب في دبي، هي الشركة المسئولة التي تقدم البيانات عن القرصنة».
وأضاف «لدينا بعض البرامج التي نحاول تقديمها بحيث يستطيع المستخدم العادي الحصول على نسخة مجانية، وأعطي مثالاً على ذلك أن الشركة تسمح للمؤسسات التي ترتبط معها بعقود بتقديم نسخة من مايكروسوفت أوفس للموظفين، لأن عند تقديم هذه النسخة الأصلية، ستقل نسبة القرصنة».
وعرفت القرصنة بأنها «استخدام برامج «مايكروسوفت» من غير تراخيص، وأن هذه البرامج تشمل الويندوز (Windows) والأوفس (Office) والاكسجنج (Exchange).
وأوضح أن الشركة وجدت في العام الماضي 3 شركات في البحرين لديها نحو 1000 مستخدم ولديها أكثر من 20 سيرفر بدون ترخيص، وأن بعض الشركات قامت بتصحيح أوضاعها، «ودفعت في ذلك نحو 400 ألف دولار».
وأضاف «في العام الماضي، أفضل الجهات التي صححت وضعها هي الحكومة؛ إذ إنها محت تقريباً القرصنة. قد تكون هناك أمور بسيطة ولكن هم الآن فوق نسبة 80 في المئة. أما بالنسبة إلى الشركات فإن النسبة لاتزال عالية».
وأوضح إصبعي أن معظم الشركات الصغيرة ليس لديها رخصة من شركة مايكروسوفت، وكذلك بعض الفنادق؛ إذ يوجد في بعضها أكثر من 300 جهاز سيرفر غير مرخص.
ورد على سؤال بشأن الكلفة التي تتحملها شركة مايكروسوفت فبين أن هذا يعتمد على المنتجات المستخدمة؛ إذ إن كل منتج له سعر خاص به. وضرب مثلاً على ذلك بقوله إن قاعدة البيانات (Data Base) يبلغ سعرها نحو 300 دولار.
لكن إصبعي أوضح أن عدد سكان لوكسمبورغ هو تقريباً عدد سكان البحرين، أو أقل قليلاً «وبعد نزول نسبة القرصنة إلى 11 في المئة فيها، ارتفعت مبيعات مايكروسوفت إلى نحو 40 مليون دولار. أما في البحرين، وبوجود 55 في المئة قرصنة، فإن المبيعات تصل إلى 20 مليون دولار سنوياً».
واسترسل بالقول: «مايكروسوفت هي أكثر الشركات تضرراً من القرصنة بسبب أن الجميع تقريباً يستخدم برامج الشركة لأن الاحتياجات اليومية تضم برامج مايكروسوفت».
وتطرق إلى المنتجات الجديدة التي ستطرحها مايكروسوفت في سوق البحرين، فأفاد بأن الشركة «سقوم بطرح وندوز 7 في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، والذي سيكون طفرة نوعية بالنسبة إلى خدمة الهاتف النقال، وسينافس بقية الشركات مثل آبل».
أما عن المنتج الآخر والمعروف باسم خدمات «الغيوم» (Clouds)، والذي يستهدف الشركات الصغيرة والكبيرة، ويعمل به في الوقت الحاضر في بعض الدول الكبرى، فسيتم طرحه في البحرين في الربع الأول من العام 2011.
والمنتج الجديد يمكن أن يوفر على هذه الشركات التي تشترك في هذه الخدمة كلفة شراء الأجهزة إلى أكثر من النصف، في وقت يمكن للمشتركين الاستفادة منه عبر التواصل مع الشبكة حتى أثناء سفرهم في الخارج.
وأوضح أن هذه الخدمة موجودة في الوقت الحاضر في الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية، وتتمثل في قيام الشركة بشراء جميع الأجهزة التي تحتاجها الشركة أو المؤسسة، وتركيب جهاز صغير فيها يضم جميع المعلومات.
ويتكون منتج «الغيوم» من نحو 25 ألف جهاز، وتوضع هذه الأجهزة في مكان واحد والذي يسمى «مركز البيانات»، وأن هذه الخدمة تساهم في تخفيض الكلفة إلى نحو النصف، في وقت تزيد فيه القدرة على الاستخدام.
وتعد هذه الخدمة هي الأخيرة التي تسعى «مايكروسوفت» إلى إدخالها إلى البحرين التي تتطلع إلى جذب آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا من خلال الشركات العالمية العاملة في المملكة.
ويبلغ حجم سوق منتجات Software في البحرين نحو 86 مليون دولار، حصة «مايكروسوفت» منها تبلغ نحو 21 في المئة. ويقدر أن حجم سوق التقنيات في البحرين تزيد على 350 مليون دولار.
وتعد «مايكروسوفت» شريكاً رئيسياً للمملكة؛ إذ قدمت العديد من الدورات التدريبية إلى المجتمع، بالإضافة إلى مشاركتها المعنوية والمادية في برامج جديدة من ضمنها برنامج «قادة المستقبل».
كما تحالفت شركة ممتلكات البحرين القابضة (ممتلكات) في الآونة الأخيرة مع «مايكروسوفت» لرعاية وتدريب مجموعة «قادة المستقبل». وقد تم تدريب مجموعة في مقر الشركة على إدارة مشروعات تقنية المعلومات والقيادة والمواصفات العالمية في تقنية المعلومات.
ويهدف البرنامج إلى إعداد وصقل مهارات جيل من القيادات الخليجية يكون قادراً على التعامل مع متغيرات عصر العولمة وعالم المعرفة، في ظل تقديرات تحدثت عن أن إجمالي الإنفاق على البنية التحتية في الاقتصاد المعرفي سيتجاوز تريليون دولار خلال السنوات القليلة المقبلة.
العدد 2919 - الخميس 02 سبتمبر 2010م الموافق 23 رمضان 1431هـ