العدد 2920 - الجمعة 03 سبتمبر 2010م الموافق 24 رمضان 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

فاستمعوا لهم وأنصتوا...

لا أحد يسمعني، لا أحد يكترث لأمري، جميعهم يتحدثون حول أمورهم متناسين وجودي بينهم، حتى حينما أرفع صوتي اعتراضا أو لألفت انتباههم لوجودي فهم يسكتوني.

تلك كلمات رددتها فتاة تبلغ من العمر 13 عاما، تشكو حالها بألم وكأنها تحمل هموم الدنيا فوق عاتقها وعلى ما يبدو أن ما رددته يصف حال الكثيرين ممن في مثل عمرها ومن الجنسين الأولاد والبنات.

تقول تلك الفتاة إنها تشعر بالحزن طوال الوقت لاستشعارها الدونية بين أهلها، أي أنهم لا يستمعون إلى شكواها ولا إلى رأيها وأنهم إذا ما بدؤوا النقاش في أمر ما وأحبت هي أن تشاركهم النقاش يخرسونها من باب (حين يتحدث الكبار يصمت الصغار) وذلك للأسف ليس بابا يفتح بل باب يغلق في وجه البراءة لمنعها من استنشاق ما ينميها ويحثها على الارتقاء بالفكر. إذن، كيف تتبلور شخصياتهم؟ كيف يكبرون ويتوسع إدراكهم وحسهم الاجتماعي؟ لماذا لا نشركهم معنا في حواراتنا ونقاشاتنا الصغيرة منها والمصيرية؟

ترى هل يدرك الجميع ماذا يحصل للطفل حين يدمج في نقاشات الكبار؟ إنه وبلاشك سيشعر أنه طفل محبوب ومحظوظ ومقبول اجتماعيا وأن له رأياً وصوتاً مسموعاً وشخصية مستقلة وستنمو بداخله الثقة بنفسه وبالآخرين بشكل إيجابي متسارع ليعطي ثمره في النهاية. يرى مصطفى أبوسعد أن الإنصات الفعال يعني اهتماما بما يريد الطفل التعبير عنه وتعني اهتماما ايجابيا بالرسائل الخفية للطفل وهو طريق لتجاوز الحالات المتوترة بين الوالدين والأبناء وكلما مورس الإنصات الفعال كلما عرفت العلاقات الأسرية انحسارا وتقلصا للحالات المتشنجة.

تلك الفتاة ولأنها ليست أهلا للنقاش كما ترسخ في داخلها فهي تجد من يستمع إليها باهتمام بالغ عبر غرف الدردشة والفيس بوك. هناك تجد ضالتها، فهي تغرق في عالم لا يعلم مداه إلا الله عز وجل فقط؛ لأنها لم تجد في الواقع من يستمع إليها ويحاكي همومها ويتبع صوتها، فهي تعيش في عالم يغلفه الصمت المطبق وهي طليقة اللسان تتحدث وتضحك وتلهو فقط حينما تكون برفقة صديقاتها بالمدرسة ولكن بمجرد أن تعود إلى المنزل أو (الكهف) كما تسميه يطبق فمها ويسترخي لسانها وتبقى النظرات تعبر عن شعور دفين بالألم والحزن والحسرة، فهي بين أهلها ليس لها دور سوى الأكل والشرب ومذاكرة الدروس وتنفيذ الأوامر وكأنها في معسكر للجيش، ولكن ليس من حقها الاعتراض والتذمر ولا حتى النقاش في ابسط الأمور فهم يعتقدون بأنها طفلة وأن جميع أمورها خاضعة لحكم والديها وأن لهم كل الصلاحية في التصرف في كل شئونها الصغيرة منها والكبيرة دون أخذ رأيها لأنها في اعتقادهم صغيرة وبعقل صغير محدود الفكر ولا يمكنها اتخاذ القرار الصحيح في الغالب، فهي طفلة.

من قال ذلك؟ وما الدليل على هذا الهراء؟ فمن حقها كعقل مهما كان صغيرا أن تناقش وأن تعبر عن رغبتها وطلباتها ومشاعرها بالفرح أو بالحزن بأعلى صوتها ومن واجب الأهل الإنصات لها ومناقشتها بهدوء وروية وتعقل، ويمكننا حينها إيصال الفكرة بطريقة عقلانية مبنية على الأخذ والرد لا الطريقة الاستبدادية.

فمن مجموعة الأقوال المأثورة يقول، دين رسك: إن من أفضل طرق الإقناع الإنصات الجيد، فلم لا نكون مستمعين جيدين حين نناقش أبناءنا فقد نقنعهم بوجهة نظرنا وقد يتمكنون بذكائهم الطفولي إقناعنا بوجهة نظرهم، إلا إذا كنا نهاب مواجهة تلك العقول الخارقة؟ وهم كذلك. ولكن للأسف تلك الفتاة لا تعبر عن وضعها الخاص بل تعبر عن شريحة كبيرة ممن في مثل عمرها، نعم فالكثير منهم يعانون من تجاهل الكبار لهم وللأسف الشديد تلك المشكلة تقبع في بيوت الكثيرين حولنا وهي ليست مشكلة صغيرة كما يعتقد بعض الأهالي بل هي كبيرة إلى الحد الذي قد يوصلنا إلى مرحلة الندم حين لا ينفع الندم، ولأقرب الصورة أكثر سأطرح بين أيديكم نموذجين لطفلين في عمر 14 عاما.

الأول يعاني من التلعثم، والخجل الشديد، والتأتأة، وصعوبة في التعلم، والاضطراب الشديد لدى مواجهة مجموعة من الناس.

الثاني يتمتع بشخصية صلبة، واثقة، سريع البديهة، فصيح اللغة، يتمتع بذكاء اجتماعي ملموس، حسن الخطابة.

لماذا هذا الفرق؟ هذا لا يعني بأن تلك وراثة تلك حالات مكتسبة أثبتتها التجربة والرجوع إلى تاريخ حياة الطفلين وكيف عاشا.

فالأول عاش حياة مغلفة بالأوامر ولا يسمح له بالنقاش مع الكبار وكان يجلس بينهم كالتمثال صامتا لا يحرك ساكنا سوى عينيه اللتين تراقبان ما يجري عن كثب وكان والده يفخر بذلك كونه رمزا للأدب والطاعة ولذلك لم تنمو بداخله الثقة بنفسه أو حتى بالآخرين وحرم من أن تكون لديه الجرأة في الخطاب أو حتى التحدث ببضع كلمات وباتت التأتأة رفيقة دربه في كل المحافل فهو لا يستطيع أن يقرأ بشكل متصل ومستمر في درس القراءة ولا يمكنه التحدث مع الآخرين بلغة واثقة ويفتقد إلى القدرة في تكوين علاقات اجتماعية.

أما الثاني ولأن المجال فتح أمامه منذ الصغر واعتاد على مواجهة الناس ونقاشهم والتعامل مع كل الأصناف ومختلف الشخصيات نمت بداخله الثقة بشكل صحيح وأصبح ذا قدرة على المخاطبة والمواجهة وإبداء الرأي بكل بساطة.

فأيهما نختار لأبنائنا؟ الثقة أم اللاثقة؟

ولكن لا تقتصر المشكلة على ذلك ولن تنتهي فقط بالتأتأة والتلعثم أو الاضطراب بل إنها ستصل إلى مسافات أبعد من ذلك بكثير ستصل إلى شعور الطفل بالكآبة والوحدة وأن وجوده بلا فائدة ولا هدف وهذا ما قاد بعض الأطفال في السنوات الأخيرة ودفعهم إلى الانتحار وتلك من أخطر المشاعر التي قد تسيطر على شخصية الطفل وتبلورها على نحو سلبي، وقد تحمله على كره من همشه واستصغر وجوده حتى وإن كانا والديه. قال الإمام الصادق (ع): جبلت القلوب على حب من نفعها وبغض من ضرها.

وبالطبع نحن كآباء وأمهات لا ينبغي لنا أن نحمل أبناءنا على بغضنا بسبب تهميشنا لهم بقصد أو بدون قصد، فهم ليسوا صغارا فلديهم عقول تدرك صغائر الأمور تلك التي قد لا يدركها الكبار أنفسهم ولديهم مشاعر قد تنجرح وتهان وتتأثر أسرع مما نتصور والمشكلة أن ما يخدش مشاعر الطفل الصغير تكبر معه وتبقى في ذاكرته وتؤثر في حياته على جميع المستويات فهم يستمعون ويترجمون ويتأثرون ولكن هل نحن مستمعون جيدون؟ هل نصغي لهم كما ينبغي وبالقدر الذي يكفيهم؟

أترك الإجابة لكم.

نوال الحوطة


وطنيات العيسى

 

مَرِيْضْ اِلْحُــبْ أَنا قَلْبِي وَلا طابْ

عِشَقْ رِيْحَةْ هَلِـهْ وَأَرْضَهْ وُلَحْبابْ

أَنــا مُغْـرَمْ وُعاشِـقْ لِبِـلادِي

جُبَرْني الشُوْقْ يُبَهْ وِالشُوْقْ غَلابْ

@@@

خَلِيجْ اِلخِيرْ مِثْلْ إعْضـاي فِينِـي

لُوْ يِنْصاب اِلْعِضُو جِسْمِي يا ذِينِي

آحِبِّكْ وَأعْشَقْ إِتْرابُكْ وُبَحْــرِكْ

وَأضُمُّكْ في وُسُطْ قَلْبِي وُعِيْنِــي

@@@

خَلِيجْ اِلْوِدْ وُدِّي لَهْ مَعَــزِّهْ

أَنا اْحِبِّهْ وَاحِبْ إِللي يِعِــزِّهْ

إِذا سافَرتْ وُرِحْتْ إِبْعِيْدْ عَنِّهْ

آحِنْ وَأشْتاقْ لَهْ فِي كِلْ حَزِّهْ

@@@

دِيْرَةْ اِلأحْبابْ يا أَحْلَى وَطَـنْ

فَرْحَةْ اِلْمِشْتاقْ وُيِنْبُوْعْ اِلْشَجَنْ

دارْ أَمْنْ وُأَرْضْ خيرْ وُنَبْعْ حُبْ

أَحْلَى غِنْوَهْ دِيْرِتِي وَأْحْلَى لَحَنْ

@@@

مَعَزَّتْنِهْ وُكَرامَتْنِهْ بِالاوْطـانْ

وُأرْواحْنِهْ فِداكُمْ يـا بُوسَلْمانْ

وُتامُرْنِهْ وُكِــلْ مِنّـا يِلَبِّي

وُيَنْصِرْنِهْ عَظِيْمْ اِلْمَنْ وِالشانْ

@@@

سُواحِلْ دِيْرِتِي تَغْـرِي فُؤادِي

وُبَحْرْ اِلسِيْفْ عِنْدِي غِيْرْ عادِي

وُنَسْماتْ اِلْهَوَا إِتْهِبْ عَلِيْنِـهْ

بِرِيحَةْ طِيْبْ مِنْ زَهْرَةْ بِـلادِي

@@@

شِعِرْكُمْ يا دُعاةْ اِلْعِشْقْ خايِـبْ

شِعِرْ لَحْرارْ في الأزْماتْ صايِبْ

تِذِيْعُوْنْ اِلغَزَلْ في وَقْتْ لِحْرُوْبْ

عَجايِبْ يا عَـرَبْ وَالله عَجايِبْ

@@@

صَباحْ اِلْخيْرْ يا صَبْحَا هَلا بِجْ

أَلِفْ مَرْحَبْ وُمَلْيُوْنْ لِلِّي يابَجْ

تَبارَكْ هَالبَحَرْ بِقْـدُوْمْ صَبْحَا

وُقَرَّتْ عِينْ كِـلْ مِنْ إِلْتِقابِجْ

@@@

عَزِيْزِهْ وُغالْيِهْ إِبْلادْنِهْ عَلِيْنِهْ

حَبِيْبَتْنِهْ وُعَنْهِهْ ما سِلِيْنِــهْ

تَعَلَّمْنِهْ وُعِشْنِهْ فـي حِماهَهْ

وُفُوْقْ إِتْرابَهَهْ حِنِّــهْ رُبِيْنِهْ

@@@

في وُسْطْ اِلْعِيْنْ وِنْحافُظْ عَلِيْهِهْ

وُكِلْ اِلزينْ وِالمَحْبُوبْ فِيهِــهْ

وَنا لُـوْ خَيِّروني غِيْرْ أَرْضِى

غِيْرْ البحرين لُوْ جَنِّهْ ما بِيْهِـهْ

@@@

فِرِيْجْ اِلْبُوْ خَمِيْسْ نِعْم اِلْرِجاجِيلْ

عَرَبْ أَجْوادْ وُتِشْرَبْ مِنْ فَناجِيْلْ

دُواعِيْسْ اِلْفِرِيْجْ تِحْلِهْ بَهَلْهِــهْ

يِسامِرْها اِلْكَُمَرْ لِيْلَةْ مُواوِيْــلْ

@@@

فِرِيْجْ إلْبِنْعَلي مِــنْ أَهْلْ لَيْـوادْ

عَرِيبِين اِلأصُلْ مِنْ نَسْلْ لَجْــدادْ

نُواخْذِهْ لِلْبَحَرْ في الغُوْصْ وُلَسْفارْ

مِـنْ أَشْرافْ اِلْعَرَبْ أَجْدادْ وَأحْفادْ

خليفه العيسى


احترام المشاعر

 

دعوتان متناقضتان الأولى: تحت عنوان «مطران كركوك للكلدان يشدد على احترام مشاعر الصائمين»، دعا المطران لويس ساكو المواطنين المسيحيين إلى إظهار الاحترام إلى أشقائهم المسلمين، من خلال الامتناع عن الإفطار علناً في شهر رمضان، ففي رسالة له بمناسبة حلول شهر رمضان قدّم تهانيه للمسلمين العراقيين على أمل أن يكون شهر رمضان شهراً مميزاً للعبادة وزيادة الإيمان. والعنوان الآخر استنكار لدعوات الإفطار علناً بالمغرب، إذ أثارت دعوات أطلقها مجموعة من الشباب المُفطر في المغرب بالسماح لهم بالإفطار علناً في نهار رمضان، وإلغاء بند في القانون يعاقب على الإفطار في شهر رمضان، جدلاً في الأوساط المغربيّة، واستنكاراً للأمر، رافضين استفزاز مشاعر الصائمين بالإقدام على الإفطار علناً في نهار رمضان. رمضان هو شهر الله، وقيل أن كلمة الرَّمْضِ تعني شِدَّةِ وقْعِ الشمس وحرارتها، وهي إحدى الدلالات الرمزية لمعاني الشهر الفضيل، لوجوب تقديم الطاعة لله، اتقاء شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ، الذي لا يقاس بحرارته شيء إِلا رَمْزاً، وما يميز شهر رمضان أنه فرصة لتوحيد مسلمي العالم أجمع بكل أطيافهم وانتماءاتهم، في وجوب صومه، فاحترام ذلك الشهر ليس لأنه قانون وضعي، قد يختلف عليه البعض وقد يؤيده البعض الآخر، بل هو قانون إلهي، ما ألزمه الله وقرن به اسمه إلا لخير الإنسانية قاطبة، سواء أدرك الإنسان خير هذا الشهر أم لم يدرك.

لا يمكن أن يوجب الله شيء ويصفه بالخير، ولا يتجلى أثره وخيره للناس، وعدم إدراك آثار شهر الله لا يكون إلا جهلا وتقصيرا، ومع ذلك لا يعني في أي حال انتفاء خيره وبركاته، إذ يكفي الناس الصائمون فرصة التغيير المتاحة عبر الصيّام، والإحساس بحالة مختلفة عن بقية الشهور، وذلك بهدوء النفس من أثر ابتعادها عن الملذات ولو وقتياً، وهي من أثر الألطاف الإلهية، لإعادة برمجة الإنسان البرمجة التي ينبغي أن يكون عليها. إلا أن تلك الخطة الإلهية التي هيئت للإنسان، تواجهها عقبات من قبل برمجيات أخرى شيطانية، تأبى إلا أن تنسف تلك التهيئة الربانيّة، التي تسعى إلى إرجاع البوصلة إلى وضعها الصحيح، لتكون مصداقاً للآية (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ،ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي)»الفجر:29»، وذلك بوضع خطط معاكسة تماماً لحالة الصفاء، والاطمئنان والإحساس والشعور بالرغبة في التقرّب إلى الله، بالتغيير إلى الأفضل بما يرضي الله، وترك الكثير من الأفعال والسلوكيات التي لا تتناسب ولا تليق بالإنسانية عموماً وبالمسلم خاصة.

لذلك الحال فالشياطين تستنفر جنودها، لتستدرك ذلك الخطر المحدق بها، فتعمل جاهده على نسف كل تلك القواعد، عبر خطط موجهة لتستنفذ كل الطاقات لتصرفها لوجهة أخرى، معاكسة تماما للوجهة والهدف الذي كان شهر رمضان يهدف إليه، فتعدُّ البرامج التلفزيونية والمسلسلات خصيصا لشهر رمضان، وتصرف الملايين لتعدَّ العدة للانقضاض على ملء أوقات الشهر، بشكل مسلٍ وملهٍ عن الهدف الأساسي الذي من أجله فرض الشهر، ولا يقف الأمر عند المحطات الشيطانية، بل يتعداه إلى الأسواق وعروضها التسويقية، والفنادق وخيمها المسماة بالرمضانية، والمطاعم ووجباتها الإفطارية والسحورية.

شهر رمضان هو شهر تتجلى فيه رحمة الخالق على عبيده، ومن فضل الله على الناس أن أوجب عليهم الصيام، لا ليعطشوا ويجوعوا لمجرد العطش والجوع، ولكن ليشعرهم بذاتهم الإنسانية، ويرجعهم إلى جادّة الصواب، وليُحنن قلوبهم على بعضهم البعض، وليرحم قويهم ضعيفهم، وليعطف غنيهم على فقيرهم، وليزيل عن بعضهم البعض العداوة والبغضاء، وليتعلّموا في هذا الشهر كما يريدون أن يحترم الغير مشاعرهم، بأن يحترموا مشاعر الآخرين، فكما أن للمسلمين مشاعر، تتمثل في الإيذاء في حالة رؤية أحد يتناول طعاماً أو يشرب شراباً ،فكذلك الآخر المخالف يشعر بالإيذاء في حال عدم احترام مشاعره الخاصة به.

احترام المشاعر ليس منة، بل هو واجب التأدب به، وهو يمسّ العلاقات والمعاملات الإنسانية، وإن كانت البرمجيات المضادّة لشهر الله تتعدى المساس بشعور الصائمين، إلى تخريب البرنامج الربانيَّ، حتى لا يرجع الإنسان للهدف الذي من أجلة خُلق، ولكن ليكون مجرد مستهلك، همه نفسه، ولا شيء يحرّك من مشاعره سوى رغباته، من هنا فعدم احترام الشعور بعظمة هذا الشهر الشريف عند الله، هو باب لعدم الاكتراث بما هو دونه، فإنما الأولى احترام إرادة الخالق الذي له المنة، ومنه يتفرع احترام الآخرين معنا سواء دينياً أوعقائدياً أو فكرياً، فمادمنا نشعر بإنسانيتنا فأي ضير أن نحترم شعور الآخرين كما يحترمون هم مشاعرنا .

طاهر عبد الكريم


قال إن كلام الناس لا يقدم ولا يؤخر؟

 

سمعنا جميعاً عن قصة المقولة المشهورة «كلام الناس لا يقدم ولا يؤخر» حيث إنه كان هناك مجموعة من الرجال يبحثون عن الشيء الذي لا يقدم ولا يؤخر، فبدأوا رحلتهم عند كبار المثقفين والمفكرين لكنهم لم يجدوا الإجابة الشافية والوافية لهم، ثم توجهوا إلى عامة الناس علّهم يجدون الإجابة عندهم لكنهم لم يجدوا ما يبحثون عنه، وأخيراً وبعد يأسٍ اعتلاهم من الحصول على الإجابة قابلوا رجلاً عجوزاً عند شاطىء البحر، فسألوه في محاولة يائسة (ما هو الشيء الذي لا يقدم ولا يؤخر في هذه الحياة، فأجابهم هذا العجوز: إن كلام الناس هو الشيء الذي لا يقدم ولا يؤخر) فرح هؤلاء الرجال واعتقدوا أخيراً أنهم وجدوا الإجابة الصحيحة والمقنعة لهم بل وللناس أيضاً ومنذ ذلك الوقت وهم يرددونها ويتناقلونها من جيل إلى جيل.

لكنني بناءً على الواقع الذي نعيشه في وقتنا الحاضر في مجتمعنا العربي والإسلامي، أرى أن هذه المقولة خاطئة تماماً، ولا تحتمل الصحة، فمجتمعنا الشرقي يعيش ويموت على كلام الناس، أو بالمعنى المتداول (السمعة) فكم من أخ قتل أخته خوفاً على السمعة، وكم من رجل أعرض الناس عن مصاحبته بسبب السمعة، وكم من بيوت خربت وهدمت بسبب السمعة، حيث إن مجتمعنا يحيا ويموت بناءً على السمعة وكلام الناس عنا، أي إن كان كلام الناس في صالحك فأنت في مأمن أما إذا كان ضدك فأنت في ورطة كبرى، فلا نستطيع أن نتجاوز ولو قليلاً عما يقال عنا من كلام الناس.

المحزن في هذا الأمر أنه يغلب عليه السلبية أكثر من الإيجابية، قد يكون إيجابياً من خلال مراقبة الإنسان لتصرفاته وأفعاله والالتزام بتعاليم الدين والعقيدة وبالتالي الحد من أخطاء الإنسان المحتملة، ولكن من جهة أخرى نرى أن الناس تضع هذا الموضوع أولاً في سلم قراراتهم، حيث إن قراراتهم تتوقف على موافقة هذه القرارات بما يعجب الناس أو لا، وبالتالي تُتخذ قرارات قد لا نكون مقتنعين بها شخصياً، وتقديم ما سيقال من قبل المجتمع على ما تؤمن به أنفسنا. وهكذا نجد أن الحكم الأول والأخير من وجهة نظر المجتمع هو كلام الناس، أما بالنسبة إلى العجوز الذي قد يكون سمعه ثقيلاً قليلاً فيبدو أنه سمع السؤال خطأً ظناً منه أن السؤال هو «ما هو الشيء الذي يقدم ويؤخر» وبالتالي يكون الجواب هو كلام الناس.

أماني الشويخ


الألعاب النارية (الجراخيات)

 

يهل علينا عيد الفطر المبارك قريباً بعد أيام بكل تجلياته وخيراته وأجوائه المباركة ومثلما ننتظره بفارغ الصبر لنعيش أيامه ولياليه، فإن الاحتفال بالعيد يشهد سلوكاً درج عليه بعض الكبار والأطفال وهو اللعب بالألعاب النارية (الجراخيات)، وهو موضوعنا اليوم وسوف نتناوله من الناحية القانونية وذلك لما في تلك الألعاب من خطورة حيث جرمها القانون حمايةً للناس.

وقد حظر القانون التعامل في جميع أنواع المفرقعات والأسلحة والذخائر إلا بترخيص من الأجهزة والوزارات المعنية وذلك طبقاً لما جاء في المرسوم بقانون رقم (16) لسنة 1976 في شأن المفرقعات والأسلحة والذخائر.

ومنع القانون الاتجار في المفرقعات أو تصنيعها، وأيضاً كل مادة تدخل في تركيب المواد المفرقعة حظر التعامل فيها وهذه المواد يصدر بتحديدها قرار من معالي وزير الداخلية.

كذلك حرم القانون التعامل أو الاتجار في أي من الأجهزة أو الآلات أو الأدوات التي تستخدم في تصنيع أو تفجير المفرقعات.

وقد حسم القانون إجازة الترخيص بقوله في المادة الأولى (لا يجوز الترخيص بالاتجار فيها أو صنعها بحال من الأحوال) وقد هدف المُشرّع من وراء ذلك حماية الأرواح والأنفس من العبث بها عن طريق تلك المفرقعات والمتفجرات ولم يستثنِ المُشرّع البحريني المفرقعات الخاصة بألعاب التسلية (الألعاب النارية) التي قد يتهاون في استيرادها بعض الناس بهدف اللعب أو اللهو متناسين خطورتها الفادحة على أرواح الناس.

إذ إن نص المادة (20) من القانون أفاد بأن العقوبة المقررة الخاصة بحيازة أو إحراز أو حمل الألعاب النارية أو (الجراخيات) أو |(بومب الأطفال) هي الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنوات وغرامة لا تقل عن 50 ديناراً ولا تجاوز 200 ديناراً.

وفي النهاية يجب علينا في عمود الثقافة الأمنية تذكير الجميع بالمسئولية الجنائية نتيجة الإصابة أو القتل الخطأ بسبب استعمال الألعاب النارية.

وزارة الداخلية


نموذج القدوة والقيادة

 

ترتبط شخصية الفرد ارتباطاً وثيقاً ببيئته مع ما ترتكز عليه من مقوماتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وشخصية والديه سواء الايجابية منها أو السلبية، فالأبوان يصبان الطفل في القالب الأخلاقي المرتبط بهما ويحددان شخصيته، وبمعنى أصح هما مرآة لشخصيتهما وطريقة تربيتهما له. وقد كانت فاطمة الزهراء ثمرة بيئة لا يمكن تحديد أبعادها لجلالها وعظمتها فهي سليلة الرسول الأعظم وزوجة مفتاح مدينة العلم وأم السبطين، ومن سلالتها جُعلت الولاية مستمرة متصلة حية بعد النبي (ص) إلى الأبد.

فكما قال عباس محمد العقاد في كتابه فاطمة الزهراء والفاطميون ص69 (فإذا تقدست في المسيحية صورة مريم العذراء ففي الإسلام لا جرم تتقدس صورة فاطمة البتول).

فحياة الزهراء حافلة بحصيلة كثيرة وكبيرة من الحوادث المهمة التي لو صبت على أي شخص لفتكت به وحطمت شخصيته وجعلته بجسد خائر لا يقوى على مجابهة ما قد يتعرض له إلا إنها كانت كالذهب الذي تجلوه النار فقد تجلت ملكتها الفكرية وصقلت روحها وأعدتها للمواجهة . سني الطفولة التي عاشتها مع الحصار الاقتصادي الذي فرضته قريش على بني هاشم وبني المطلب تركت آثارا على روحها وظهرت بصمات واضحة في سلوكها وشخصيتها فلقد فتحت عينيها على الحياة من خلال جدران المعتقل ورأت كيف يعذب أبوها وأصحابه وهم يضحون ويؤثرون بكل شيء من أجل الأهداف المقدسة .

في جو موحش قضت الزهراء سنواتها الأولى من حياتها في شعب أبي طالب ودرجت فيه وتعلمت كيف تتغلب على المصائب وهي تسمع أنين الجياع وصراخ الأطفال المحرومين لتجعله انطلاقة لصلابة شخصيتها. تعاقبت الحوادث بعد فك الحصار وحفلت حياتها بمواقف أبرزها بعد فقدانها لأبيها، فكما قال عباس محمد العقاد في كتابة سابق الذكر، ص 60 (غير أن الصدق فيه لا مراء إن فاطمة الزهراء أجل من أن تطلب ما ليس لها بحق ) .

انتصار الجزيري

العدد 2920 - الجمعة 03 سبتمبر 2010م الموافق 24 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 8:03 ص

      مَعَزَّتْنِهْ وُكَرامَتْنِهْ بِالاوْطـانْ
      وُأرْواحْنِهْ فِداكُمْ يـا بُوسَلْمانْ
      وُتامُرْنِهْ وُكِــلْ مِنّـا يِلَبِّي
      وُيَنْصِرْنِهْ عَظِيْمْ اِلْمَنْ وِالشانْ

    • زائر 1 | 4:38 ص

      سُواحِلْ دِيْرِتِي

      سُواحِلْ دِيْرِتِي تَغْـرِي فُؤادِي
      وُبَحْرْ اِلسِيْفْ عِنْدِي غِيْرْ عادِي
      وُنَسْماتْ اِلْهَوَا إِتْهِبْ عَلِيْنِـهْ
      بِرِيحَةْ طِيْبْ مِنْ زَهْرَةْ بِـلادِي
      @@@
      شِعِرْكُمْ يا دُعاةْ اِلْعِشْقْ خايِـبْ
      شِعِرْ لَحْرارْ في الأزْماتْ صايِبْ
      تِذِيْعُوْنْ اِلغَزَلْ في وَقْتْ لِحْرُوْبْ
      عَجايِبْ يا عَـرَبْ وَالله عَجايِبْ

اقرأ ايضاً