العدد 2920 - الجمعة 03 سبتمبر 2010م الموافق 24 رمضان 1431هـ

السرطان والبيئة

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

من المسلّم به أن معدل الإصابة بالأمراض السرطانية في البحرين قد ازداد بوتيرة مرتفعة سواء مقارنة بالأجيال الماضية أو بالدول الخليجية المجاورة، وهذه الحقائق تؤكدها الإحصائيات التي قام بنشرها المركز الخليجي لتسجيل السرطان والذي قام بإنشائه مجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي ومقره الرياض. الأسباب الرئيسية والتي يعزوها المختصون لزيادة معدلات الإصابة هي التعرض لعوامل بيئية من مبيدات وأسبستوس وبعض المواد الكيميائية، بالإضافة إلى السلوكيات اليومية والمرتبطة بنمط الحياة من تدخين، وتناول الأطعمة غير الصحية.

الأرقام المجردة توضح أن الأعداد المعرضة للإصابة ستزداد لأن الفئة الرئيسية للنسيج العمري للمجتمع الخليجي هم الشباب وخلال العقدين المقبلين من المتوقع مضاعفة أعداد المصابين لتوازي مثيلاتها في العالم. فعلى سبيل المثال، عدد المصابين سنوياً في السعودية يبلغ 7 آلاف حالة (خلال العام 2007) بينما عدد السكان كان مساوياً لأستراليا والتي بلغ فيها عدد الإصابات السنوية 40 ألفاً، وهذا سيزيد من المبالغ التي ستقوم الدول الريعية في المنطقة بتوفيرها لمتطلبات العلاج.

نشرة «السرطان والبيئة» الصادرة من قبل وزارة الصحة الأميركية تعدد 246 مركباً مسرطناً وقد تم نشرهذا التقرير بعد أبحاث معمقة في هذا المجال. هناك أمثلة عديدة على تعرض من يشغل بعض الوظائف لهذه المركبات. فعلى سبيل المثال، الذين يقومون بتزويد المركبات بالبنزين في محطات الوقود يتعرضون خلال فترة عملهم لاستنشاق البنزين المتطاير من الوقود وبما أن الدول الخليجية بصورة عامة معروفة بارتفاع درجة الحرارة فإن درجة التطاير لمركبات البنزين تكون مرتفعة مؤثرة بالتالي على الموظف خلال 8 ساعات من العمل المتواصل بالإضافة إلى المنازل المجاورة عندما يتم بناء محطة الوقود بالقرب منهم. خلال تواجدي في الولايات المتحدة، لاحظت أن سائق العربة هو المسئول عن تزويد سيارته بالوقود بينما نحن هنا نعتمد على العامل (سواء البحريني أو الأجنبي). نتساءل من خلال هذا المقال إن كان هذا العامل يحصل على بدل خطر لاشتغاله بهذه الوظيفة وإن كانت شركات الوقود تقوم بفحصهم دورياً مثلما تفعل شركات النفط والبتروكيماويات لموظفيها وهل هناك قياس لنسب تركيز البنزين في محطات الوقود؟

هناك العديد من المركبات الضارة مثل مركبات الدايكسن وهي ناتجة عن حرق النفايات المحتوية على مركبات الكلور والهيدروكربونات، والهيدروكربونات العطرية المتعددة الدورات بسبب حرق المركبات التي تحتوي على الكربون مثل الوقود والفحم والخشب وتتواجد في الأغذية المشوية بالفحم ويسبب سرطان المسالك البولية والرئة والجلد. الكادميوم ويستخدم لمنع تآكل المعادن في البطاريات والبلاستيك وبالتالي حرق المخلفات المحتوية على هذا المعدن أو حتى دفنه قد يؤدي إلى إطلاقه في التربة والمياه الجوفية؛ لذلك أقترح أن تقوم هيئة البيئة أو البلدية بتوفير صناديق في الأسواق الاستهلاكية لرمي البطاريات المستخدمة لمعالجتها.

الحياة لم تعد طبيعية وبسيطة مثل زمن الأجداد والآباء لأسباب عديدة لذلك فهناك حاجة أن يكون هناك توعية من الجهات التربوية لمواجهة أخطار انتشار الأمراض المستعصية والخبيثة وتوفير السبل لخفض المعادن عند طمر النفايات.

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 2920 - الجمعة 03 سبتمبر 2010م الموافق 24 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • منى أحمد حسين | 6:25 ص

      خلال هذين أسبوعين

      أعرف 3 نساء شابات أجرين عملية استئصال لاورام خبيثة بالثدي( هن ليس من المعامير) . هذا اللي أعرفهم غير اللي ما أعرفهم.
      مطلوب وقفه جادة لمعرفة الاسباب
      وكذلك عناية خاصة اثناء الاشتباه بالاصابة من قبل المصاب والمستشفى.
      أنا ايضا من ضحايا ألتقصير الطبي

اقرأ ايضاً