العدد 2935 - السبت 18 سبتمبر 2010م الموافق 09 شوال 1431هـ

دحلان: «لم نتفق بعد على جدول أعمال المفاوضات المباشرة الفلسطينية - الإسرائيلية»

مصادر لبنانية: رفض مطلق لدعوة ميتشل المشاركة في مراحل المفاوضات

كشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان أن المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية «لم تنطلق عملياً» وان الجانبين لم يتوصلا بعد إلى اتفاق على جدول الأعمال.

وقال دحلان في مقابلة أجرتها معه صحيفة «الحياة» اللندنية ونشرتها أمس (السبت) إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اللقاء الأخير ببيته انه لن تكون هناك مفاوضات إذا استؤنف الاستيطان، وذلك رداً على قول نتنياهو إن البناء في المستوطنات سيستأنف مجدداً بعد انتهاء فترة التجميد المؤقت نهاية الشهر الجاري.

وأضاف: «حتى الآن لا توجد مفاوضات، المسألة بحاجة إلى قرارات سياسية، لذلك الموضوع بكامله في يد الرئيس ونحن معه في مواقفه التي أعلنها وتحديداً في اختبار نيات نتنياهو وجدية الإدارة الأميركية في مسألة تجميد الاستيطان».

وأضاف: «الموضوع (الاستيطان) ليس شكلياً، انه جوهري ويمس جوهر الحل النهائي ومستقبله وطبيعته، فإذا وافقنا على مفهوم نتنياهو للتفاوض في ظل الاستيطان، فهذا يعني قبولنا شرعياً ورسمياً بالاستيطان الذي لن يكون شرعياً حسب كل القرارات الدولية».

وأوضح: «وافقنا على التفاعل مع الحراك السياسي لإبداء حسن النيات الفلسطينية في شأن رغبتنا في الوصول إلى حل، مع إدراكنا المسبق إن نتنياهو لا يريد، وغير مؤمن بحل نهائي أو بحل دولتين».

وقال «مفهوم المفاوضات الذي يريده نتنياهو شكلي احتفالي، ولن نسهم في هذه اللعبة، لدينا موقف عربي استنفد كل ليبراليته وعقلانيته مع الإدارة الأميركية. وعلى رغم أننا نقدر جهد الإدارة الأميركية، إلا انه لا يوجد أي تقدم في أي شيء، حتى في جدول الأعمال .

وعن تجربته التفاوضية السابقة مع نتنياهو، قال دحلان «نتنياهو بارع ومحنك ودبلوماسي لكنه شخص يكره السلام. لا يرى أن الشعب الفلسطيني يستحق الحياة والدولة. هذه نظرته الاستراتيجية. يعطيك أجمل الكلام في الجلسات، لكن النتائج على الدوام صفر. مع نتنياهو لا تستطيع أن تكتب محضر اجتماع. فقط كلام عام». وأضاف: «هو يملك القوة السياسية لصنع السلام، وهو أقوى من(مناحم بيجن) لكنه لا يريد ولا يرغب».

وأوضح دحلان أن الجانب الفلسطيني يريد اتفاقاً فورياً على الحدود لأن اتفاقاً من هذا النوع يضمن الاتفاق على القضايا الأخرى حتى لو جاء التطبيق على مراحل.

وعن اقتراح إقامة دولة على 90 في المئة من أراضي الضفة، قال: «بالتأكيد لا. نريد أن نعرف شكل الدولة ومضمونها ومساحتها. والتطبيق يمكن أن يكون على مراحل. لكن لا نريد أن نترك شيئاً للمجهول، فمع إسرائيل الحل الانتقالي يتحول إلى نهائي. فقد كان لدينا اتفاق انتقالي لخمس سنوات، والآن مرت 17 سنة» كانت المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين انطلقت في الثاني من الشهر الجاري وعقدت الثلثاء الماضي جولة ثانية في منتجع شرم الشيخ المصري أعقبتها محادثات بين عباس ونتنياهو في القدس الأربعاء الماضي.

وفي بيروت، صرحت مصادر رسمية لبنانية بان المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، السيناتور جورج ميتشل طرح على القيادات اللبنانية فكرة مشاركة بلادهم في المراحل التالية من المفاوضات، لكنه اصطدم «برفض مطلق».

وقالت المصادر لصحيفة «الشرق الأوسط» في عددها الصادر أمس إن هذا الرفض تكرر، حتى عندما اقترح ميتشل أن تكون المشاركة مرهونة بحصول تقدم على المسارات الأخرى. وأشارت المصادر إلى أن المسئولين اللبنانيين أكدوا له أن لبنان لا يذهب إلى المفاوضات «إلا ضمن سلة عربية متكاملة».

و كان ميتشل أكد لدى زيارته للبنان أمس الأول (الجمعة) أنه «من دون لبنان لا يمكن أن يكون هناك سلام شامل في هذه المنطقة»، معربا عن «إيمان بلاده بأن لبنان جزء أساسي في السلام الشامل في الشرق الأوسط الذي يسعى إليه الرئيس باراك أوباما وتنادي به المبادرة العربية للسلام».

إلى ذلك، ذكر تقرير إعلامي أمس أن خمسة فلسطينيين اعتقلوا وأصيب العشرات بجروح إثر «اعتداء» القوات الإسرائيلية أمس على مسيرة بيت أمر الأسبوعية بالضفة الغربية ، والتي تنظمها «اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان» على أراضي المزارعين المهددة بالمصادرة بالقرب من مستوطنة «كرم اتسور». وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن «قوات الاحتلال تصدت للمشاركين ، واعتدت بالضرب المبرح على الناطق الإعلامي في مشروع التضامن محمد عوض أثناء تصويره للمسيرة»، مشيرة إلى إصابة «متضامنة سويدية» بقنبلة صوت وإصابة عشرات الآخرين بحالات إغماء جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع. وأوضحت أن القوات الإسرائيلية اقتادت المعتقلين الخمسة إلى «جهة مجهولة».

ولفتت الوكالة إلى أن القوات الإسرائيلية أعلنت المنطقة عسكرية مغلقة، ومنعت المزارعين من دخولها. جرى تنظيم هذه المسيرة للتضامن مع يوسف أحمد خليل أبو هاشم (17عاما) المعتقل منذ أربعة أشهر، والذي أصيب بمرض غامض في السجن، وترفض القوات الإسرائيلية علاجه والكشف عن مرضه، حسبما أفادت «وفا»

العدد 2935 - السبت 18 سبتمبر 2010م الموافق 09 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً