العدد 2939 - الأربعاء 22 سبتمبر 2010م الموافق 13 شوال 1431هـ

دعاء طاغور

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

أكثر ما كان يضيء البحرين خلال السنوات العشر الماضية، هو الإفراج عن الكلمة التي كانت قابعةً في سجنٍ مؤبدٍ في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، إلى أن أُطلقت حريتها بعد توقيع ميثاق العمل الوطني، وأصبحت الكلمة الواحدة من يومها كلمات متعددة بتعدد الآراء، وصارت مختلف التيارات تعبر عن نفسها، من خلال نشرات، وندوات، وحتى مسيرات، واعتصامات في بعض الأحيان.

بعد التوقيع على الميثاق خرجت البحرين من إعلام الرأي الواحد، إلى إعلام الرأي والرأي الآخر، وهو أكثر ما كان يزيِّن البحرين في السنوات العشر الماضية، وصرنا نقرأ ونسمع آراءً متعددة، ولعل السلطة كانت أكثر المستفيدين من هذا الوضع الشفاف لأنها حينها انتقلت من مرحلة الاستماع لنفسها فقط، إلى مرحلة الاستماع لغيرها، ممن يختلفون أو يتفقون معها، وكانت تلك سمةٌ تحسب للبحرين لا عليها.

اليوم ومع طابور طويل من القرارات، وخصوصاً المتعلقة بالصحافة والنشر، والتي كان من بينها قرار سحب تراخيص نشرات بعض الجمعيات السياسية، وإنذار بعضها الآخر، يستحوذ على الذهن طابور من الأسئلة لا يقل طوله عن طابور القرارات الجديدة، ويتصدر تلك الأسئلة سؤال كبير: هل البحرين تستعد لمرحلة جديدة لا يريد أحدٌ أن يستمع فيها إلى أحد؟!

طوال السنوات العشر الماضية كانت الأطراف تقر بعضها بعضاً، وتسمع لبعضها بعضا، حتى وإن كانت وجهات النظر تختلف تختلفان، وتتناكف، إلا أن كل ذلك في إطار تعدد الآراء، وهو ما كان يعطي للكلمة نكهة الحرية، وهو ما يحدث في الديمقراطيات العريقة التي يشتد عودها كلما سمحت للكلمة بتنفس الهواء الطلق، ويذبل عودها وتختنق كلما قطعت عنها تيارات الأكسجين.

جليٌ جلاءَ الشمس في كبد نهار أغسطس، أن الكلمة لدينا دخلت نفقاً مظلماً بعد أن كانت تنطلق محلِّقة في خدمة الوطن، وأجلى من جلاء الشمس، أن هناك من يُطبِّلون بعصيٍ حديديةٍ حتى لا يعلو صوتٌ على صوتهم، لأنهم يريدون الاستفراد بالكلمة، والرأي، وكل من يتفوه بحرف لا يتفق مع ما يكتبون، فإن الاتهامات المعلبة جاهزة على الرف، لكل من تسوِّل له نفسه الاختلاف مع وجهة تلك النظر! فهل نحن نتقدم بذلك أم نتأخر؟

الإنسان الحر يحترم حريات الآخرين، وفي هذا المضمون ليس أجمل من دعاء الفيلسوف الهندي رابندرانات طاغور الذي يقول فيه «يا رب لا تجعلني أتهم من يخالفني الرأي بالخيانة».

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 2939 - الأربعاء 22 سبتمبر 2010م الموافق 13 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 3:17 م

      لنكون احرارا وامناء على حماية القانون

      بلاشك الحرية ليست العبثية كما ان القانون ليس بالضرورة يعبر عن صوت الحق وكلاهما يمكن يظلا طريقهما ويسيرا في تعارض مع منهج الحق والعدالة الاجتماعية التي هي جوهر مفهوم القانون كحامي للحرية والحقوق والحرية كحامية لمبدأ عدالة القانون
      وينبغي القول عند اختلال موازين السلم الاجتماعي تختل تباعا معايير فهم معنى القانون ومبدأ الحرية وعادة ما يستغل طرفا معادلة الصراع الاجتماعي هذان المبدان ذو القيم الانسانية لتصفية حساباتهم ويكون المجتمع برمته هو الضحية اننا ندعوا الى التعقل والحوار حفاظا على وحدة مجتمعنا

    • زائر 20 | 12:40 م

      هل فعلا كانت الكلمة محلقة في خدمة الوطن؟

      اخي العزيز عقيل .. اعتقد ان كلامك غير دقيق عندما قلت عبارة (( كانت الكلمة محلقة في خدمة الوطن )) بل كانت محلقة في خدمة تكتل معين له ما له من الغايات والاحلام .. تكتل يبكي على الديمقراطية وعندما تتعارض مع غاياته يتبرأ منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب .. يا عزيزي عقيل انني سعيد اليوم لأن ال 50% من الشعب الطيب بدأ يستفيق ويكشف الالاعيب .. بدأة اقلام حرة وطنية تستنكر وتنتقد .. ولم تعد بحاجة الى كتاب من الدول الشقيقة او حقوقيون يدافعون عن تراب هذه الارض العربية المسلمة الطاهرة ..

    • زائر 16 | 9:49 ص

      بهلول

      صدقت يا أخ خالد الشامخ ،
      فعندما يتم الإعتداء على ممتلكات الوطن سواء بالهبات للمحسوبين والعزوة أو الإستحواذ اللامشروع على الأراضي و السواحل بالكيلومترات المربعة لا يسمى ذلك حرية إقتصادية بل جريمة تعاقب عليها القوانين و الشرائع و لا مجال لحرية التعبير لأنها تفضح و تعري المتنفذين.
      و عندما يتم الإعتداء على أهل الوطن وتعذيب المتهمين لانتزاع الإعترافات ثم يبرئهم القضاء و يخلي سبيلهم بعد كل البهدلة و الظلم فذلك جريمة لا تتسامح أو تتهاون معها الإنسانية.
      و عندما ... و عندما ... و عندما

    • زائر 14 | 5:45 ص

      الى بنت البحرين

      هل الانتقاد البناء يعتبر اساءة واعتداء على الغير طبعا في مجال الحرية المعطاة واذا كان الانتقاد جريمة فلا بد من ارجاع قانون امن الدولة لاسكات كل منتقد سواء للسلطة او جهة منها ، وما حجب المواقع وغلق الصحف الخاصة بجمعيات مشاركة في الحياة السياسية الا خطوة في الدخول في نفق مظلم يا اختي العزيزة ، واتمنى ان نرجع للخلف قليلا لان سمعة البلد في الخارج بدأت تتراجع وخاصة عند المنظمات الحقوقية

    • زائر 13 | 3:42 ص

      المساحات لم تكن حقيقية

      المساحات المتروكة لم تكن حقيقية وإلا لما ضاقت الصدور بالنقد حتى وإن كان من خارج البرلمان
      وستدرك الدولة خطأها بعد حين ولكن بعد فوات الأوان. وعدم التحمل يرجع إلى كمية الفساد الهائل بحيثث تتبوء بلدنا الكريم منزلة متقدمة عالميا ضمن الدول التي يستشري فيها الفساد هذا مع عجز البرلمان عن تقديم إدانة لوزير واحد رغم أن كل الناس تتلمس الفساد في معظم الوزارات.
      ولا خير في برلمان لا يستطيع إدانة وزير واحد
      في بلد يعجّ بالفساد

    • زائر 12 | 3:17 ص

      بنت البحرين

      الى الزائر 5 اتفق معك بأن ننقل الحقائق ونكون حيادين ونراجع ردود القراء قبل نشرها من باب إحترام الذوق العام بس أختلف معك لما الجرائد تطبق هذا المنطق على بعض المواضيع والأخرى تضرب بها عرض الحائط وتحاول إثارة النعرات والطائفية ولا أريد أن أخص اي من الجرائد. البكاء على الأطلال لا ينفع واللبيب بالإشارة يفهم

    • زائر 9 | 2:02 ص

      يعاب على تعليمنا بانه تلقين وحفظ واسترجاع

      يعاب على تعليمنا بانه تلقين وحفظ واسترجاع اليس كذلك ومن هنا جاءت مشروعات تطويره والطالب مطلوب منه ان يكون نسخة من معلمه في الشكا والتفكير وغير مسموح له ان يتبنى ما خارج الكتاب المدرسي ، هذا على مستوى التعليم فما بالنا نعمل على تعميم مالا نرضاه على مستوى أوسع نريد مواطنين لا راي لهم يستقون المعلومة المسلم بصحتها من مصدر واحد لاننا نريد مواطنين من نسخة واحدة غير مسموح لهم التفكير بل نحن نفكر عنهم ولهم لا ما هكذا يبنى المواطن وتبنى الاوطان الاراءتبني الوطن والراي الواحد يعمل فيها ما يعمله المعول.

    • زائر 8 | 1:42 ص

      إلى الاخت بنت اليحرين

      هذه الفترة تشهد تراجعا واضحا في الحريات العامة وزيادة التضضيق على حرية التعبير، انعكس بوضوح على الصحف وخصوصا المستقلة منها، لأن الصحف الاخرى ما يفرق معها شيء. والكاتب عقيل ميرزا يتكلم عن هذه الحالة التي يستشعرها الكاتب والقارئ، ولم يدافع عن الاساءة عن رموز الدولة ومؤسساتها. ويمكن المقارنة اليوم بين ما تقوم به الوسط وما تقوم به صحف اخرى تدعو للقمع والتنكيل بالناس، حتى وصلت الوقاحة للمطالبة بمنع الاعلانات عن الصحيفة المستقلة.

    • زائر 7 | 1:35 ص

      خالد الشامخ:الفرق بين الحريه و الاعتداء

      عندما يتم الاعتداء علي الوطن لايسمي هذا الاعتداء حريه بل عدواناً علي ركيزة الحرية و مجالها الحيوي و هو الوطن..

    • زائر 6 | 1:03 ص

      بنت البحرين

      يا أخ عقيل الحرية شيء والإحترام شيء أخر وأعتقد خلال السنوات الأخيرة الكثير إستغل هذه الحرية وحورها بشكل غير صحيح الى أن تحولت الى قلة إحترام. لا أعتقد بأن التطاول على الدولة ومؤسساتها ورموزها من الحرية وبالتالي دعاء طاغور لا ينطبق في حالتنا. صباحكم ورد

    • زائر 5 | 12:09 ص

      يا رب لا تجعلني أتهم من يخالفني الرأي بالخيانة».

      الإنسان الحر يحترم حريات الآخرين، وفي هذا المضمون ليس أجمل من دعاء الفيلسوف الهندي رابندرانات طاغور الذي يقول فيه «يا رب لا تجعلني أتهم من يخالفني الرأي بالخيانة».

    • زائر 3 | 11:09 م

      أ[ن المصلي

      اسعدت صباحاً أخي عقيل ميرزا على هذا الطرح الجميل0حقيقة أن الكلمة لدينا دخلت نفقا مظلما بعد أن كانت تحلق الكلمة في فضاء الحرية عشنا روعتها وتنفسنا بها الصعداء بعد ما كنا قابعين في زنزانة ولو ان مساحتها كبيرة لكنها كانت خانقة ومرعبة لدرجة أن الواحد أذا نسي يوم من الأيام قصاصة من الورق في جيبه مدونه بها بعض الكلمات التي لاتمت بالسياسة بشيء يخاف ويتخلص منها بشتى الطرق واليوم قد عادوا الينا من ينفخون على الجربة مرة اخرى ليعلوا صوتهم فقط فالذي لم يكن معنا فهو ضدنا وهذا من سخريات القدر أن تلجم الأصوات

اقرأ ايضاً