العدد 2940 - الخميس 23 سبتمبر 2010م الموافق 14 شوال 1431هـ

وترجّل الفارس الهادئ عن جواده

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ترجّل قبل أسبوع من اليوم فارس الحد الهادئ الوالد أحمد بن خليفة النعيمي عن جواده، وانتقل إلى جوار ربّه بعد رحلة مع المرض دامت 4 سنوات، ولقد كان النعيمي من أهالي الحد الطيبين، وبصمته كانت وما زالت تشهد لها أرض الحد.

رحمك الله يا أبا خليفة، فلقد كنت من الطيبين الأشراف الأصيلين في ثبات مواقفهم على مر السنين، ولا ننسى بأنّك كنت طيفاً خفيفاً حبيباً إلى قلوب أهل الحد، ممّن عرفوك وعاشوا معك.

لحظات حزينة مرّت ونحن في مجلس النعيمي، تذكّرنا فيها حنين الماضي الجميل، وكان الحزن حزنين، على والدنا أحمد، وعلى ما آلت إليه الحد من كثرة الغرباء، فلا «الفرجان» أضحت كما هي، ولا الناس أصبحوا من الذين نعرفهم، وما ألم أكثر من هذا الألم أو ذاك.

أحمد النعيمي عرفه أهل الحد بهدوئه وطيبة قلبه وحنّيته، ولم يكن ذا غنى فاحش، ولكنه كان رجلاً افتخر أهل الحد به، وكان مسئولاً في جمارك المطار، لم يخشَ في الله لومة لائم، على رغم المسئولية والضغط في بعض الأحيان الملقاة على عاتقه.

وكان سبب مرضه عجباً راقياً لا ينساه أحد، فلقد صلّى الظهر، وطلب من «راعية بيته» إعداد الطعام للعاملين في الشارع، وبعد إيصاله الطعام سقط أمام بيته وترجّل إثر جلطة قويّة في الدماغ.

وقد فقدناه في السنوات الأربع الماضية، وذكرناه بطيب المحفل، فهو ابن أمّه تحمّل مسئولية أبناء أخيه الصغار، بعد أن توفي الأخ، فكان لهم نعم الأب ونعم الأخ ونعم النصير، وهذه هي الرجولة الحقة، التي لا نراها هذه الأيام في زماننا.

رحل الوالد الجار عنّا، ولكن ما زال حضوره ومواقفه أمام أعيننا، فلن ننساه ما حيينا، ونحن من أهل الحد الأصليين، ولا نعتقد بأنّ هناك رجلاً أو امرأة لم يحزنا على الوالد أحمد النعيمي.

قال الرسول (ص): «اذكروا محاسن موتاكم»، ونحن لا نتذكّر منك يا أبا خليفة إلا ريحتك العطرة، وبلسم كلماتك الطيبة التي تنبع من أصلك ومنبتك، وهاهي الأيام فرّقت جسدك عن أهلك وعمّن يحبك، ولكنك ستبقى ذاخراً برحمتك على الصغير وحبّك للكبير، ومساندتك للجار القريب والبعيد، وليرحمك الله رحمة واسعة، وليدخلك في فسيج جنّاته.

وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2940 - الخميس 23 سبتمبر 2010م الموافق 14 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 7:59 ص

      الله يرحمه

      الله يرحمه برحمته الواسعه يارب
      ودعوة للاقتداء لمثل هؤلاء الطيبين الاصيلين بعمل الخير
      والاستقامه .

    • زائر 3 | 4:03 ص

      جمعة مباركة

      "ونحن من أهل الحد الأصليين".
      لفظ مقلق لأبناء اليوم عساه أن تكون الضارة النافعة.
      ((واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)).

      يعطيج العافية.

    • زائر 1 | 11:30 م

      أبن المصلي

      أختي مريم أسعدت صباحاً 0 نعم الرجال هؤلاء يقدمون لنا الدروس والعبر في الطيبة والخلق الحميد هذا هو ذيدن أهل البحرين الكرام الذين حفروا الأرض بأصابعهم نتذكرهم ونسترحم عليهم تنكروا لذاتهم فأكسبهم هذا التنكر الحمد والثناء والمحبة من الناس وخصوصا من عايشهم هؤلاء أهل الحد وهؤلاء أهل المحرق وكل مدينه وكل قرية في هذا الوطن الغالي رجال ونساء معدن صافي متحابين متعاونين على الخير هذا ما عهدناهم وعايشناهم فأضحت البحرين بسجايهم الحميدة علم فوق نار العالم يحترمنا نحن شعب البحرين وهذه مفخرة لنا جميعا عشت وطني

اقرأ ايضاً