العدد 1051 - الجمعة 22 يوليو 2005م الموافق 15 جمادى الآخرة 1426هـ

العدلية مدينة الصخب والسهر

حوط ومقاه وسرقات في وضح النهار

العدلية، منطقة كتب لها أن تولد ضمن رسم المخططات الجديدة في المملكة. .. منطقة يكسنها خليط من الجاليات العربية والبحرينيين. منطقة زحف لها سكان العاصمة المنامة ومدينة المحرق هربا من الزحمة السكانية، وبحثا عن الاستقرار العائلي ولكن...

القيدوم ينقلنا إلى أهم مشكلات المنطقة بقوله: "تشهد منطقة العدلية هذه الأيام مشكلة خطيرة وهي تزايد السرقات، ولذلك رفعنا رسالة إلى وزارة الداخلية بضرورة تكثيف الدوريات لكيلا يصفو الجو للصوص الذين بدأوا يثيرون قلق الأهالي ويهددون الأمن".

مطاعم الدرجة الأولى ... آفة تقلق راحة الأهالي

على صعيد آخر، يتحدث عبدالرحمن السقا وهو أحد أهالي العدلية عن إشكال مطاعم الدرجة الأولى التي تتستر بتراخيصها وتقدم ما هو مسموح للمطاعم السياحية فقط، فتبيح المسكرات والحفلات الصاخبة. ويقول: "في الحقيقة نحن نعاني كثيرا من بعض المطاعم المخالفة للقوانين، ففي ليالي الإجازات تخصص المطاعم للحفلات وتتحول إلى ملاه ليلية ونحن الضحية، لا نستطيع أن ننام بسلام، وحين نخرج نضطر إلى الانتظار في طابور السيارات الذي لا ينتهي، ناهيك عن المخالفات الأخلاقية التي يشهدها القاصي والداني في المنطقة وخصوصا أن طابع المنطقة هو طابع أسري لا تجاري".

إلى ذلك، يشير القيدوم إلى أنه رفع عريضة من أهالي العدلية إلى المجلس البلدي لبلدية المنامة، وعلى إثر ذلك قام المجلس بمخاطبة إدارة السياحة وتم إغلاق مطعم مخالف للاشتراطات. ويبين أن الأهالي رفعوا شكوى على أحد الفنادق الموجودة في المنطقة نظرا إلى الممارسات اللاأخلاقية في الفندق المذكور وتم رفع الشكوى إلى الجهات المعنية. ويشير القيدوم أيضا إلى مشكلة المقاهي التي تنتشر في المنطقة وتقلق راحة الأهالي نظرا إلى شغلها مواقف السيارات. وأوضح أن المجلس البلدي لبلدية المنامة أوقف منح الرخص لفتح مزيد من المقاهي في المنطقة، إذ تم رفض 4 طلبات للمقاهي لعدم قدرة المنطقة على استيعاب المزيد من هذه الأنشطة.

اختناق مروري ليل نهار...

وينتقل القيدوم إلى الحديث عن مشكلة الاختناق المروري في أوقات الذروة، وتنظيم الإشارات المرورية في العدلية، قائلا: "تحتم على ساكني العدلية أن يكونوا ضحية نظرا إلى موقع منطقتهم الرابط بين جنوب المنامة وشمالها، إذ تحولت إلى منطقة عبور عبر شارع أسامة بن زيد الرئيسي، وهو شارع حيوي سبب أهم المشكلات للأهالي... أولا الشارع تطل عليه من الجهتين مجموعة من المحلات التجارية، وخصوصا المطاعم وبعض البرادات الكبيرة، كما أن هناك مصارف على الشارع نفسه، وجنوب الشارع منطقة حيوية جدا نظرا إلى وجود الحركة الاستثمارية، كل ذلك سبب ضغطا على الشارع وازدحاما في أوقات الذروة - من 5 عصرا حتى 11 ليلا - علاوة على الازدحام الموجود أساسا بسبب موقع العدلية".

ويواصل: "وهذا الشارع لا يتجاوز عرضه 12 مترا، وبإضافة الأرصفة فإن العرض يصل إلى 16 مترا، فكيف يتحمل هذا الشارع هذه الحركة الكبيرة وهذا الكم الهائل من السيارات التي تقطعه... ولا ننسى المشكلة الأخرى التي نعاني منها بسبب ضيق المدخل الرئيسي للمنطقة، فالمدخل عبارة عن مسارين، للداخلين والخارجين من المنطقة، وعلى جانبي المدخل مجموعة من المحلات التجارية، مع العلم أن الشارع غير تجاري، ما يستدعي وقوف بعض المارة على جانبي الطريق ولذلك يتحول هذا الممر إلى مسار واحد، فالداخل ينتظر مرور الخارج، والخارج يتعطل لينتظر الخارج من المنطقة ولنتخيل الوضع".

عبدالرحمن السقا يعلق على الموضوع بقوله: "هناك عدة حلول طرحت للقضاء على هذه المشكلة، الأول هو تحويل هذا المدخل إلى مسار واحد، أو على الأقل منع وقوف السيارات على جانبي الطريق".

القيدوم يشير إلى أن المجلس رفع خطابا إلى "وزارة الأشغال" لحل هذا الإشكال فطلبت الوزارة استطلاع رأي الأهالي، وعلى إثر ذلك اجتمع الأهالي في منزل الشمري وخرج الاجتماع بعدة حلول، الأول وضع رصيف صغير وسط الشارع لكي يمنع وقوف السيارات على الجانبين، أو وضع سياج على جانبي الطريق إلا أن الوزارة بينت استحالة هذا الحل لضيق الشارع. وبشأن شارع أسامة بن زيد "خرجنا بمقترح ينص على سد الفتحة التي يلتف من خلالها المارة إلى اليسار بوضع رصيف صغير أيضا".

الحاج علي أحمد يتحدث عن مشكلة شوارع العدلية، فيوضح أن بعض الشوارع بحاجة إلى إعادة تأهيل، وبعضها الآخر بحاجة إلى رصف من جديد، "ونستغرب من وضع الشوارع في المنطقة على رغم أنها إحدى المناطق الجديدة في العاصمة إلا أن إهمال الشوارع أدى بها إلى هذا الوضع".

القيدوم يقول: "رفعنا رزمة من الشوارع المتضررة في العدلية وهي طريق ،2705 ،2739 2735 و2728 وغيرها، وتم تجديد طريق رقم 2755 وتم الاتفاق على ترميم البقية".

الحوط... مشكلة أخرى

ويعرج بنا القيدوم على مشكلة الحوط التي تنتشر في مناطق عدة من العدلية بحسب القيدوم. ويقول: "هذه الحوط تخزن هياكل السيارات المهجورة، وتتكدس فيها السكراب والأنقاض وحاويات كيماوية، ما يؤثر على صحة سكان المنطقة المجاورين إلى هذه الحوط، ناهيك عن المظهر غير الحضاري لها فهي عبارة عن مساحة محاطة الأخشاب والنفايات وغيرها... من جهتنا رفعنا عبر المجلس البلدي رسالة لإزالة هذه الحوط من المنطقة نظرا إلى اضرارها بصحة الأهالي".

من جهته، تطرق عبدالرحمن السقا إلى افتقار المنطقة إلى الخدمات كمدارس للأطفال بنين وبنات، إضافة إلى خلو المنطقة من الحدائق التي يمكن أن يلجأ إليها الأهالي للترويح عن أنفسهم. في الإطار نفسه، يبين القيدوم أن العمل جار على إعادة تأهيل حديقة العدلية التي ستكون جاهزة بعد شهرين من الآن، كما أن هناك خطة لإنارة المنطقة.

... وأخيرا

اختناق مروري في شوارعها ليل نهار، ملاه ليلية ومطاعم تبيح المحظور، تتستر برداء مطاعم الدرجة الأولى وتقدم ما هو مباح للمطاعم السياحية... فنادق تخرق المألوف وما تعارف عليه الناس، ممارسات لا أخلاقية "على قفى من يشيل". حوط ومداخل غدت كمواقف السيارات، شوارع بحاجة إلى رصف ومشكلات أخرى. هذه باختصار هي العدلية، المنطقة التي أصبح أهلها ضحية سكنهم في منطقة تحولت إلى شارع عبور. ترى، إلى متى ستستمر معاناة الأهالي؟

العدد 1051 - الجمعة 22 يوليو 2005م الموافق 15 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً