حصد: بعد الحصاد لابد من التنقية وهذا ما أردت! انتقال هذا العمود إلى صحيفة "الوسط" لسببين: الأول، رحابة الأفق والمتسع، والثاني، يبقى طي الكتمان حتى إشعار آخر! أفاتحكم بهذه القصيدة حتى لا يساء الظن بي كما ظن البعض: ما عمري ضخمت "الأنا" في حياتي ولا ادعيت بشي خارج نطاقي ما قلت "أنا" إلا لتعريف "ذاتي" عني "أنا" أحكي "أنا" مع رفاقي أمقت غرور النفس وآقول هاتي أكثر تواضع كلما صرت راقي ذرة كبر ما أبغي للقلب تاتي ولا لي حاجه بالكذب والنفاق وش كنت "أنا" حتى أضخم أناتي لن توصل المريخ شبرين ساقي ومهما لبست أقوى وأشد الجواتي لن أخرق "الأرض" وهذا نطاقي وبعد هذه القصيدة التي لم أغمض عينيها، فهي باصرة حتى لا يتكلف القارئ، وخصوصا أنها جاءت في مقال يحتاج القارئ فيه إلى فهم القصد بسرعة القراءة وبعد فهم معناها واصلوا معي بآذان صاغية وعقول منفتحة وقلوب واعية، فهذا العمود سأجعله من اليوم و"رايح" مختلفا عما قبله وسترون بأنفسكم من الآن علامات التغيير وقبل كل شيء أخبركم بأنني لست في خلاف مع الزميل "أبوراشد" - فهذا - الرجل الطيب الذي لم يقصر معي في شيء، لا دخل له في انتقال هذا العمود إلى "الوسط" والباب لم يوصد بيننا، فبيننا رفقة صادقة اجتمعنا عليها في بيت الشعر لا دخل لما أكتبه فيها مهما كان قاسيا! من اليوم و"رايح" ستكون كتابة هذا العمود في الوجهة التي وجهها التجاهل والتهميش وعدم قبول الرأي الآخر وسأكشف زيف المستشعرين الذين لا هم لهم سوى مصالحهم الشخصية بعصبية الزمن الجاهلي البائد وسأبين لهم بالإثبات العلمي والمنطقي من الشاعر الحقيقي ومن الشاعر المزيف، خدمة مني للوطن الذي عرف الأدب منذ مئات السنين وسأعرفهم بمعنى الغيرة على الوطن الذي لا نقبل بأن تتلاعب بأدبياته شرذمة من غير المؤدبين حقا! فرجائي ممن عرفني وأحبني أن يعذرني وسبحان الذي يغير ولا يتغير.
لا أدري حقيقة ماذا حل بالساحة التي دائما نراهن عليها بأنها ذات سمعة طيبة ومرموقة، ماذا حل بها؟ حتى قام فيها من اتهمها بالوهن والكسل والتخاذل على الملا والعلا ومن دون اختشاء ولا حياء يقوم الآن ليحمل راية النصر وكأنه المنقذ الذي ينتظره الغريق والعجب أنه يفزع بل ويحرص كل الحرص على رقيها ورفعتها وعمل ما لم يستطع عمله شعراؤها الحقيقيون وسيأخذها للنصر الأكيد بشجاعته التي انتفضت بعد كسل ووهن جاء كفارس بحسب منظوره المزري حقا بعد أن لمعه وصقله الإعلام الموجه بحسب النزعات والمصالح الضيقة، جاء لينثر حقده الأسود وعنترياته الجوفاء على الكبير والصغير ظنا منه وتوهيما لنفسه المنحطة في غرورها الأهوج، فهذا الشخص بالذات تجاهلته منذ أمسية مركز الرفاع الاجتماعي التي شارك فيها مع شعراء يختلفون عنه اختلافا كليا في الشعر والخلق الكريم، وما تجاهلي له منذ ذلك الوقت وحتى وصوله إلى هذا المكان الذي هو فعلا ليس أهلا له ولا كفؤ، وإنما تعودنا دائما أن نرى من لا يناسب في المكان المناسب والدليل هو تقدمنا الصارخ في كل المجالات العلمية حتى باتت المفاعلات النووية أقرب الينا من حبل الوريد شئنا أم أبينا، فما تجاهلي له في كل كتاباتي إلا عن قناعة ترسخت معي بتصلف هذا الملمع "التكبر على المتكبر عبادة" ثم لحدسي شأن خاص في معرفة الشاعر الحقيقي الذي يستحق الإشادة من أول قصيدة يقولها واللا شاعر مهما ادعى والشاعر الشاعر ليس بسبع أو عشر قصائد لمعت وانتفضت وانتفخ معها حتى على من علموه الكتابة ثم أنكرهم، وإنني لا أحب الاعتداء على أحد، لكنني لا أرضى ولا أقبل لمن يعتدي على الشعراء العرب والمسلمين لأنني منهم ومن أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم "حديث نبوي شريف".
لكوني عربيا، فالعرب اخوتي أينما كانوا، وعيسى بدينه وموسى بدينه! ثم لا أدري عن هذا الابتكار الذي جاء به في القصيد وألغى به كل الشعراء الفطاحل وغير الفطاحل الذين يكتبون شعر الغزل الذي عرفه الشعر العربي منذ زمن الجاهلية وحتى الآن وسيبقى على رغم الابتكار الجبار الذي يحاول إلغاءه، و"اللوزة اللي ما تنطال، ينقال عنها حامضة"، وهذا دليل على الإفلاس وعدم القدرة لا أكثر ولا أقل، وطالما الرجولة فكر فقط بحسب مفهومه الضيق لمعنى الرجولة، فلماذا يأتي بقصائد سبق وأن طرحت أفكارها وغير جديدة، وربما يخدع بها أنصاف المتذوقين للشعر، أما متذوقي الشعر فـ "حامض على بوزه" ان يخدعهم، فرجولة فكر الثعالب لا تنطلي على فكر الأسود أبدا ما بقي الليل والنهار!
أنصح هذا المتشاعر ألا يجعل من معنى الواحة كما يحلو له من تبديل للمعاني الحقيقية وتحويل الواحة إلى صحراء قاحلة يصفي فيها حساباته على حساب الأدب الشعبي ومحبيه وألا يناقض نفسه كثيرا، فقد وضح عنوانه في هذا الجانب وأن يتجنب السخافة ويتعلم الثقافة، وإذا لم يزل مفلسا، فلا يقدم للقصائد ويكتفي بتقديمها مباشرة للقارئ ومن دون مقدمات غير أخلاقية وغير أدبية، ففتل العضلات والاستعراضات لا تمت للأدب بصلة.
قالوا قديما "الروس نامت والأذناب قامت" فأينكم أيها المبدعون عن الساحة، وإني أقصد المبدعين الحقيقيين في ساحتنا وما أكثرهم، تركتم الساحة للصلف، أتمنى عودتكم للساحة ولو كما قال الشاعر الذي غنت له فيروز "زوروني" لا أدري حقيقة ماذا أصاب الساحة بعد هذا النجاح الذي تحقق والذي يراد منه أن يستمر ويتطلب منا الحفاظ عليه حتى نصل إلى درجة من الكمال، لأن الكمال لله وحده، وهذه قلناها في أعمدتنا وفي قصائدنا وفي عقيدتنا، وما نحن إلا بشر لم نخلق لكي نصبح عمالقة، وهذا مفهوم خاطئ يتشبث به البعض، بل ويصر على تكراره على رغم الحقائق العلمية التي تثبت بالدليل القاطع، عكس هذا الإدعاء والأدهى في هذه العملقة هو القزمية في التقديم لأجمل شاعر استطاع بتمرده على الحروف حتى أشعلها لهبا وهز جذوع القصيد وارتقى به للشموخ وتساقط على الذائقة العربية رطبا جنيا وعلى رغم هذا لم يدع بأنه خلق ليصبح عفريتا ولم يخجل الآخرين بل بث فيهم روح المعنى ومعنى الروح حتى تسامى وأصبح من عمالقة الشعر، وهو يعلم أنه لا يعلم بيقين أنه خلق ليصبح عملاقا، وحقيقة لا أدري ومن قال لا أدري فقد أفتى. ماذا أصاب الساحة بعد أن استبشرنا خيرا وفرحنا لانطلاقة صفحات شعبية جديدة تسهم في رفعة الساحة وشأنها، إلا أننا نفاجأ بارتباك الأقلام وفلتان الأحاسيس والمشاعر، متقمصة الأدب لتصفية حساباتها مع الآخرين باستعراضات وتعاليات قل نظيرها وليس لها مبرر على الإطلاق! وما هي إلا مجلبة للربحية التجارية فقط لا غير.
رصد
رصد يرصد رصدا فهو راصد!
بقدر ما أحزن عندما يبتعد المبدعون عن الساحة بقدر ما أفرح لهم بعودتهم الحميدة لها وما أثلج صدري حقا عودة أحد المبدعين المميزين، فرجائي من المعد العملاق "المعلاق" الذي بدأ من حيث انتهى إليه الآخرون أن يحرص على ألا تكون الرمانتين آخر كرم من مبدع متميز ورائع، والذي راهنا عليه منذ فترة ليست بالقصيرة في إحدى النبشات التبرية الخالصة والمخلصة للناس وللتراث والأدب الشعبي وللوطن الذي ولدنا فيه.
الأخ الشاعر العزيز أمير هلال، لا أخالك تجهل أسباب عزوف واختفاء الشاعرات عن الساحة، فالأسباب واضحة وغير خافية، وخصوصا على أمثالك المتابعين باهتمام لمشوار الساحة ومساراتها، فلماذا اللفلفة؟!
قصد
النمام والمغتاب ومكيد الشر لغيره يؤخذ من حسناته لغيره ويقع هو في كيده!
ليعلم البعض بأنني على اطلاع ببعض ما يحاك وينسج لي من وراء ظهري، سواء كان خيرا أم شرا، وذلك بفضل البارئ للنسمات أولا وللاخوة الأعزاء المخلصين ثانيا، وهذا أصلا من صالحي ليقيني بالله الثابت الذي لا يغفل عم يفعل الظالمون. "وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون".
تصد: لا أتصدى لأحد بالحقد والحسد، إنما بالحب فقط وبس فقط أبد!
آخر ما توقعته بأن شاعرة بحجم روى الوجدان التي عودتنا على العذب الزلال والعسل المصفى في كتاباتها تفاجئنا بطبق من ويل لتطعمنا لقمة من نار تصلي بها نخبة الشعراء على سجادتها فأي انتصار للأدب هذا؟ "أبقي كما عهدناك رائعة".
تردي
"مكفاية بئه... تعذيب وشئه... ودموع وآهات... وفراء ولئه... فات المعاد!".
عندما يصل بنا الحد إلى التجاذبات والمهاترات والقذف والمنافسات غير الأدبية واللا أخلاقية ولا تخدم الساحة في شيء سوء المشاحنات والفرقة والشتات، أليس هذا ما يعرف بالتردي!
تحدي
من داقق السبع أصبح للدواء يحتاج!
أتحدى البعض من الشعراء والشاعرات أن ينبذوا طباعهم المنهمكة في القيل والقال، ويبدلوا هذا الحال بأحسن منه، لا أظن أنهم محل التحدي والسبب بسيط جدا كبحر البسيط، و"اللي فيه طبع ما يجوز عن طبعه".
قصد
هذه القطعة أنموذج على أن الهجاء ليس صعبا، وإنما مذموما، لذلك لا أحبذه!
دام عندي مبدأ وعندي هدف
ما تخوفني ردود الآخرين!
ودام إيماني بأقطاب السلف
راسخ وثابت بقلبي باليقين
بجعل أشعاري ومقالاتي تحف
مني أهديها لكل الطيبين
ما يهم لو عمري في حبهم "تلف"
المهم أبقى على عهدي أمين
لي لساني قال كلمة ما خلف
الرجل لي "كلمته" قدر ثمين
وطالما موجود بالدنيا "علف"
ما يهمني "كل كلام" المفترين
العدد 1086 - الجمعة 26 أغسطس 2005م الموافق 21 رجب 1426هـ