العدد 2962 - الجمعة 15 أكتوبر 2010م الموافق 07 ذي القعدة 1431هـ

«ديجافو» الانتخابات... و«حنين» لما سبق

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

«ديجافو»، déjà vu، عبارة فرنسية مستخدمة في اللغة الإنجليزية، وهي تصف حالة يشعر بها الإنسان عندما يمر بحدث ما، بحيث يستدرك المرء مع نفسه قائلاً «لقد مررت بهذا الوضع من قبل»... والعبارة تصف الاستغراب من تكرار الأمر ويشعر الإنسان بأنه ألف الحدث من قبل.

وهذا الأسبوع هو الأخير قبل الانتخابات (في يوم السبت المقبل 23 أكتوبر/ تشرين الأول)، وشهدت الفترة خلال الأسابيع والأشهر الماضية أحداثاً مكررة وأخرى مريرةلم يتوقعها أحد. بعض الأحداث المكررةمررنا بها قبيل انتخابات 2006. حينها مثلاً تم حل جمعية الشفافية؛ لأنها خططت كثيراً (آنذاك) من أجل مراقبة الانتخابات عبر الاستعانة بخبرات من الخارج، وعبر ورش تدريبية، ولذا تم تركيعها وتحجيمها، وجمعية الشفافية لم تستطع العودة إلى قوتها السابقة رغم إخلاص قيادتها الحالية، وذلك بسبب الضربات الموجعة جداً التي تلقتها. ونشهد حالياً كيف تم حل مجلس إدارة الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان قبيل انتخابات 2010؛ لأنها أيضاً اضطلعت في برامج عديدة وورش عمل لتدريب ناشطين ومشاركة جهات ذات توجه مماثل في الشأن الحقوقي والانتخابي، وليس معلوماً ما ستؤول إليه الجمعية بعد الضربات الموجعة التي وجهت إليها.

أيضاً، في العام 2006، وقبيل الانتخابات تم طرد المعهد الوطني الديمقراطي (إن دي آي)، وحالياً صدرت بيانات تحذر وتنذر أي مؤسسة مشابهة، سواء جاءت من أميركا أو الدنمارك أو أي بلد آخر من دخول البحرين، وصدرت تحذيرات مباشرة لبعض الناشطين في هذا المجال.

حديث الجهات المعارضة مكرر أيضاً، ولذا نسمع ونقرأ مطالبات بإلغاء المراكز العامة والحديث عن توزيع الدوائر، ويمكن للمرء أن يقرأ خبراً صدر في العام 2006 ولن يجد فيه أي فرق عن 2010. يندرج الأمر على أمور أخرى أيضاً، وهي تدخل ضمن شعور الـ «ديجافو» المرتبط بالانتخابات.

ولكن، كما ذكرت، فإننا نمر بفترة عصيبة لم تشهدها البحرين من قبل، وهي ترتبط بتغيير الاستراتيجية الأمنية (منذ 13 أغسطس/ آب 2010) وطريقة التعامل مع بعض الأحداث واعتماد خطاب رسمي يحتوي على مصطلحات لاتتناسب مع الإصلاح. كما سوف نشهد بدء محاكمة المتهمين الـ 23 في يوم الخميس 28 أكتوبر (بعد خمسة أيام من انتخابات 23 أكتوبر)، وهذا الحدث ليس له علاقة بشعور الـ «ديجافو»؛ لأنه لم يحدث منذ بدء المشروع الإصلاحي في 2001، ولذا فإن المجتمع - بمختلف فئاته واتجاهاته - سعى إلى استيعاب الصدمة، ومن ثم مراجعة الظروف بحثاً عن سبيل للتعامل مع المستجدات التي تحمل معها تبعات عديدة.

ولذا فإن هناك «حنين» حالياً لفترة ما قبل 13 أغسطس، ولكنه شعور عاطفي أكثر منه واقعي، فما كان قبل 13 أغسطس قد لا يعود أبداً... بعض من الأمور لا نريد رؤيتها، مثل الحرائق والتخريب، ولكن حيوية المجتمع المدني المستقل، والحريات العامة بالمستوى الذي كانت عليه نود عودتها، ومن حقنا أن نحنَّ إليها.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2962 - الجمعة 15 أكتوبر 2010م الموافق 07 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 4:51 م

      خبر ادانة فرنسا

      خبر ادانة فرنسا من قبل الاتحاد الاوروبي بسبب احتجازها لشخص 20 ساعة بدون محامي !!

      http://www.lemonde.fr/societe/article/2010/10/14/garde-a-vue-la-cour-europeenne-des-droits-de-l-homme-condamne-paris_1426031_3224.html

    • زائر 29 | 1:34 م

      المرونة نحـــو ... الهدف السامــــي

      هنـــاك خلل(...)يقول المثل الصيني:"هو أن تفعل كل شيء كما تفعله دائماً بالضبط بنفس الطريقة ثم تنتظر نتيجة مختلفة " أي أن تكرار سلسلة المشاهد المريرة قبيل الانتخابات للعام 2006 حتى هذا العام 2010 ما هي إلا محاولات لجلب مشاغل والانهماك في مواجهتها وحلها أو تعقيدها بشكل مستمر ومتواصل،هنا يلزم -كل الأطراف- استعمال المرونة وتكيّفها مع الظروف والتغيرات ويتفحصوا المسيرة ويتفكروا في الاتجاه الذي يسلكونه،حينئذ تتضح ملامح الأهداف التكاملية البنائية الإنسانية السامية.كل الشكر للوسط ... نهوض

    • زائر 27 | 9:07 ص

      خاطري اصير مواطن يولد الجمري

      ياولد الجمري، وربك خاطري اصير مواطن بحق وحقيقة وخصوصا حين ادخل وزارة الدولة المرور والجوزات اريد ان استشعر باني انا البحراني لي كياني وصالتي ابا عن جد

    • زائر 23 | 6:43 ص

      خالد الشامخ : أحرار التواير

      قلد حذرنا مراراً و تكراراً من السكوت علي مماراسات الصبيه و لاكن لا من مجيب و الان يجب أن نشد الحزام الامني حتي نتخلص من الوباء و يتعافي المجتمع من الحمي المستورده..بعدها سنري كل ما يسر الصديق و يكره العدو...

    • زائر 21 | 6:33 ص

      هني الحچي

      اي هذا الكلام الا نبي نسمعه يادكتور ويش حلاوتك اذا تكتب بنبرة ناقد معارض بناء لايخشى في الله لومة لائم

    • زائر 18 | 4:53 ص

      الحرائق ،، ما هو البديل ؟

      ***
      لا أحد عنده ذرة من العقل يوافق على الحرق (( الاطارات ، الحاويات ، الخ .
      ولكن الا تعتقدون أن الحرق جاء بعد أن منعت التدوات ، والاعتصامات ، والمسيرات وكلها خيارات معقوله ومشروعة ؟
      لا اعتقد أن ماحدث بعد 13 / 8 هو حل جذري .
      وارى أن تفعيل مواد الدستور والعمل بها فيما يتعلق بحقوق المواطن والجمعيات هو الكفيل بعودة الهدوء . وراحة البال .((( اللهم إحفظ البحرين أم الدنيا ))) والسلام ختام ...

    • زائر 17 | 3:32 ص

      لم لا يكون الحنين لما هو أفضل؟

      من حقنا أن يكون حنيننا إلى الأفضل وليس إلى أفضل الأسوأ.. وشكراً

    • زائر 16 | 3:31 ص

      وهذا ما يتمناها كل بحريني وطني غيور

      يمكن عدم الرجوع والى الأبد وهذا ما يتمناها كل بحريني وطني غيور
      إذا رجعنا الى السنوات الأولى من الإصلاح وكما ذكر الدكتور في مقالة سابقة القبول بالآخر، يمكن عدم الرجوع والى الأبد ،فنتمنى ان تكون هذه الظروف هى آخر ما تمر بها البحرين وانشاء الله بغير رجعة ، وهذا ما يتمناها كل بحريني وطني غيور محب لهذا الوطن .

    • زائر 15 | 2:56 ص

      كل يرجع الى اصله

      لم ولن تقوم في الدول العربية اي حكومة ديمقراطية وخذها مني كلمة كل من يتكلم عن ديمقراطية فانما هي شعارات وترجع حليمة لعادتها القديمة الديمقراطية كلمة تخب وكلمة فوق مستوى هذه الانظمة الرجاء منهم ان لا يستخدموها لانها كلمة تفشل ارجوا النشر

    • زائر 14 | 2:41 ص

      يمكن عدم الرجوع والى الأبد

      إذا رجعنا الى السنوات الأولى من الإصلاح وكما ذكر الدكتور في مقالة سابقة القبول بالآخر، يمكن عدم الرجوع والى الأبد ، يقول التاريخ ان على رأس كل عقد تتكرر الأحداث ،انا لم اعياش الا التسعينات فقط ولكن قرأت وسمعت فقط ، فنتمنى ان تكون هذه الظروف هى آخر ما تمر بها البحرين وانشاء الله بغير رجعة ، وهذا ما يتمناها كل بحريني وطني غيور محب لهذا الوطن .

    • زائر 13 | 2:21 ص

      سؤال

      د منصور صباح الخير انت حبيبنا من غير أدنى شك بس عندي سؤال كثيرا ما يشغل بالي
      (هل الد كتور منصور سيشارك ي الانتخابات ام لا ولمن سيصوت) اتنمنى الاجابة ولو من خلال الاعمدة التي تكتبها لأنني متابع لكتاباتك
      مع تحياتي
      (ورحم الله صاحب القلب الكبير شيخنا الجليل)

    • زائر 12 | 2:13 ص

      اذا كلامك هذا يعني

      ما هي الا ديمخراطية للعب على ذقوق البحرينيين المنخدعين من الرسمية اولا ثم من رجال الدين ثانيا ، فكلا الجهتين تدفع بهما للمشاركة ، وهم لا ناقة لهم فيها ولا جمل ... النواب بيدهم الزمام فهم الرعاة يقودن قطيع الشعب والسلطة من امامهم والعلماء من ورائهم يضربون كل من حاد ارجوا النشر

    • زائر 11 | 1:49 ص

      حصاد مر

      نحن الان في مخاض أنسلاخ التجربة المجهولة وفي اعتقادي ربما نكون مثلا يحتدي به او تجربة مريرة يتعلم الاخرون منها سوا الشعب او المنطقة وبكل حتمية اليأس هو عدو النجاح والعصبية تجعلنا لا نراء الطريق فالله سبحانه أعطانا العقل ولنا عقول لماذ لا نستعمل عقولنا لنرسم درب اجيالنا

    • زائر 10 | 1:31 ص

      المعركة مستمرة

      يجب ان لاتنحرف البوصلة كلام الدكتور سليم معركتنا مع الفساد الادراي معركتنا مع مناوئء الاصلاح وليس مع العلماء والجمعيات لابد من توجيه البوصلة الوجهة الصحيحة نحن ننشد الاصلاح ، بتقول هناك خطأ في الوسائل ، هناك ملاحظات على العمل ، قد تصيب وقد تخطى ولكن لابد ان نوجه البوصلة في المسار الصحيح

    • زائر 9 | 1:15 ص

      الحنين

      احلى كلمه اعجبتني الحنين نعم حنينا الى الماضي حيث الصفاء والمحبه والقلوب على بعضها عكس مانحن عليه الان لماذا اصبحنا هكذا كل منا لايهتم الا بمصلحته ولا يهتم للاخرين اي زمن هذا فمن سمع مسلما ينادي ياللمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم حنينا لاخىلاق الرسول واهل بيته حنينا لكل ماهو اصلي وصافي فهل ياترى له عوده حنينا لكلمات الجمري وامثاله من الصادقين الذين ان وعدوا وفوا مهما كان الثمن

    • زائر 8 | 1:07 ص

      الى زائر 6 واشكاله.....

      يا الحبيب اسئل نفسك عن هذا الفساد والتمييز والبطالة والتجنيس والسرقات لما في الجو والارض والبحر و...... و..... و....... و...... و..... و..... الخ هو من نتاج عمل العلماء أو المعارضة ... صحيح المثل اللي يقول ان لم ......... فقل وأفعل ما شئت.

    • زائر 7 | 1:03 ص

      الى متى

      على الرغم من رقة الكلمات وطابع الهدوء والاتزان الذي يلفها إلا أنها من أقسى ما يكتب لتشريح الوضع الذي تحن عليه والطريق الذي نحن ماضون إليه فكل أهل هذه المرحلة من الأطياف السياسية لا يبدو أنها تفكر في من ضحى من اجل أن يكون هناك برلمان إنما كل همها الانقضاض على الكعكة .
      إن علينا جميعاً أن نتأمل في هذا المقال لندرك هول المصيبة التي نعيشها !!!

    • زائر 6 | 12:16 ص

      ديجافو المعارضة فقط

      لماذا لم تتطرق الى ديجافو المعارضة و سلبياتها قبل الانتخابات , لماذا لم تتطرق الى ديجافو الشيخ على سلمان بادعائه بالتزوير اذا لم يحصد عدداً معينا من الكراسى فى البرلمان , لماذا لم تتطرق الى ديجافو بعض العلماء وهم على المنابر من تزكيتهم لفئة معينة من الشعب كعادتهم كل 4 سنين . ليتك يا منصور ذكرت ديجافو الجميع ولم تركز على الحكومة فقط

    • زائر 5 | 11:34 م

      كلام جميل يادكتور ولكن ؟؟؟؟؟

      ماأجمل كلامك يادكتور ولكت هل من مشتري أو مستوعب هل نعود الى ما كنا عليه ؟ أم الى مزيد من السكوت والركون والانزواء وخاصة جمعياتنا التي تعد بالمئات وأقلام المخلصين من أبناء الوطن الغيارى لا أقلام تجار الكلمة ؟؟؟؟؟

    • زائر 4 | 11:12 م

      ماهكذا عودتنا

      فما كان قبل 13 أغسطس قد لا يعود أبداً... ارى فى ثنايا كلماتك قد تسرب اليأس و ماهكذا عودتنا اترى وانت المطلع على بعض الامور بان السلطة قد ضاقت ذرعا بحيوية المجتمع المدني المستقل، والحريات العامة بالمستوى الذي كانت عليه ام ماذا؟؟

    • زائر 3 | 11:11 م

      بهلول

      أمور لا نريد رؤيتها، مثل الحرائق والتخريب ... فعلاً ... ولكن ، كيف ؟ الجواب بمنع الوقود و الأوكسجين عنها و توبة القائمين بها من كافة الأطراف و الأيدي العلنية و الخفية.
      أما الوقود و الأوكسجين فهما الظلم و التمييز وخنق جمعيات حقوق الإنسان، و مواد الإطفاء فهي رغوة الشفافية ورياح العدالة و الصدق. هذه أفضل بكثير من أن يقوم كل طرف بإتهام الآخر بأنه هو الذي يقوم بـ أو على نشر الفوضى لأغراض في نفسه !

    • زائر 2 | 10:26 م

      اعيدوا المياه الى مجاريها

      حتى امريكا عندما حدت من الحريات بشكل استثنائي لمحاربة الإرهاب - ارهاب القاعدة و ليس الأطفال!- عادت بعد ذلك الأمور الى سابق عهدها ، فان كانت حكومتنا كذلك تقوم باعمال استثنائية يجب اذن ان تعود المياه الى مجاريها بعد انتهاء الاعتقالات!

    • زائر 1 | 10:08 م

      هل هناك حنين حقا لما قبل 13 اغسطس ؟

      عندما يتم اشعال نار لهدف محدد فمن غير الممكن ان يتم ضمان السيطرة التامة عليها طوال الوقت لاداء هذا الهدف المحدد فمن المحتمل ان تخرج عن السيطرة لتحرق من اشعلها مع اهدافه التي كا يرجوها

اقرأ ايضاً