تحتفل الأمم المتحدة اليوم (16 سبتمبر / أيلول) بيوم عالمي لضمان الأمن الغذائي.

إنّ اليوم بالنسبة للعديد من الناس ليس اليوم العالمي للأغذية، بل يوماً آخر دون غذاء. فعلى الرغم من أن عدد الجياع في العالم قد انخفض بعد أن بلغ في العام الماضي مستوى غير مسبوق بتجاوزه المليار نسمة، لا يزال هناك 925 مليون جائع في العالم. وهذا أمر يذكرنا باستمرار بأن نظم الغذاء في العالم لا تكفل الأمن الغذائي لأكثر الناس ضعفاً في مجتمعاتنا.

وغاية مكافحة الجوع المحددة في الهدف الإنمائي الأول للألفية والمتمثلة في خفض عدد الجياع بمقدار النصف بحلول عام 2015 هي ركيزة ينبني عليها تحقيق جميع الأهداف. فالجائع عاجز عن كسر قيود الفقر التي تكبله ولا مناعة له أمام الأمراض المعدية، والطفل الجائع غير قادر على النمو والتعلم والتطور.

وخلال هذه السنة وحدها، سقط ملايين الأشخاص في براثن الجوع الذي عرّض حياتهم للخطر، وذلك جراء الزلزال في هايتي والجفاف في منطقة الساحل والفيضانات في باكستان. ولا تزال الأزمتان الغذائية والمالية تؤثران على أضعف سكان العالم. وما برحت أسعار الأغذية تتقلب، وقد بلغت أقصاها خلال السنتين الأخيرتين.

وشعار يوم الغذاء العالمي لهذا العام «معاً لمكافحة الجوع» لتطور يبعث على الأمل، إذ إن عدداً متزايداً من الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية والهيئات الإقليمية ودون الإقليمية وأصحاب المشاريع ومنظمات المجتمع المدني تعمل ضمن شراكة لوضع حلول مشتركة موضع التنفيذ. ولتحقيق ذلك، تتبع نهجاً يزداد شمولية، فهي تركز على كفالة جعل إمدادات الأغذية أكثر استقراراً، وعلى تحسين فرص الحصول على الغذاء، وتزويد الأسر بأقصى قدر من التنوع الغذائي. وهذه الحلول تسري على نطاق الأمن الغذائي بأكمله، بدءاً بصغار المزارعين حتى تغذية الأطفال في المدارس. وهي تساعد على إنقاذ حياة الناس في حالات الطوارئ من خلال تقديم المساعدات الغذائية.

وفي الأشهر الأخيرة، بدأ الاهتمام ينصب على التغذية وتقديم الغذاء المناسب في الوقت المناسب لمن يحتاجه. وهذه مسألة تقتضي من نظم الأمن الزراعي والصحي والاجتماعي مراعاة الاحتياجات التغذوية، والاضطلاع بأنشطة محددة تكفل تحسين المستوى الغذائي لدى الأطفال منذ بداية الحمل وحتى بلوغهم العامين من العمر.

وأحث الجميع على العمل من أجل تحقيق هذا النهج الشامل وعلى القيام بذلك ضمن شراكة، ليتسنى لنا الإفادة مما حققناه من تقدم في خفض عدد الجياع. فلنتحد لمكافحة الجوع ولضمان الأمن الغذائي والتغذوي للجميع.