العدد 1104 - الثلثاء 13 سبتمبر 2005م الموافق 09 شعبان 1426هـ

جنون البقر... وجنون القروض... تشابه في الأسباب!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

انتشار الخدمات المصرفية بشتى ألوانها وأشكالها وجنسياتها ولاسيما البنكية، في بقعة صغيرة مثل البحرين لهو مؤشر جيد لا يختلف عليه اثنان من جدوى الاستثمار وتحريك الأموال في جو آمن ومطمئن، وهو مثال لكسر الاحتكار ونشر وعي (التعددية البنكية) إن جاز لنا التعبير، ولكن المصيبة تكمن في كثرة هذه المصارف في فرض تعددية وخيارات كثيرة في مستوى القروض وشروطها وأحكامها سهل الوصول إليها أحيانا ومستحيلة في أحيان أخرى.

فلسهولة الحصول على القروض، والقروض الشخصية خصوصا مشكلة لها تبعات سلبية على المجتمع عموما، فهي قامت بتفريخ أناس (مدمني قروض) وقد نعذر بعضهم في كثير من الأحيان ليأخذ قرضا للعلاج وليستجدي المحسنين لإكمال المبلغ للعلاج، أو أخذ قرض لشراء سيارة مستعملة صالحة للاستخدام الآدمي على الأقل وآخر لترميم بيت الإسكان الذي حصل عليه من وزارة الإسكان (مشكورة) وغيره لبناء شقة في السطح لا تتعدى غرفة وحماما، وبعده للتجهيز للمدارس وذاك للاستعداد لشهر رمضان والعيد، بل المؤسف أيضا هو أخذ القروض المضاعفة للسفر (والفشار) لرحلة لا تتعدى عشرة أيام يظل يدفع فيها أكثر من سنة ونصف السنة!

ولظاهرة انتشار القروض أسباب ومؤشرات... فانتشار جنون البقر له أسباب بالضبط كما لانتشار القروض أسباب بل ودلائل أيضا! فمجتمع صغير مثل البحرين يعاني من مشكلات اقتصادية متنوعة منها المالية والعقارية وأخرى كثيرة تنخر في جسده المتهالك... الفقر له نصيب الأسد وهو جامع شمل المصائب! كونه يأكل فيه كالمرض العضال الذي لا حل له ولا حتى بالاستئصال على رغم ممارسة الحكومة ممثلة في وزارة العمل مختلف صنوف البرامج والاستعدادات إلا أنه لا فائدة والفشل هو الحليف الأول، لأن سبب المشكلة الأم مازال موجودا!

وتدني دخل الفرد المؤدي كذلك إلى مستنقع الفقر له دور جبار أيضا، فلا ننسى أننا في دولة خليجية فيها النفط وفيها اقتصاد منتعش يرتفع ولا ينزل! فيها نسبة تضخم تزداد يوما بعد يوم ولكن مستوى دخل الفرد إن لم يكن في ثبات فهو في انخفاض!

وهل نسيتم نسبة الأجانب في بقعة يزداد عدد سكانها عن (النصف) مليون بقليل، هذا ولن ننسى المجنسين في الحسبة... فهم أيضا مؤشر يؤدي إلى مطب الفقر كونهم أخذوا اللقمة من فم المواطن وأدوا به إلى الفقر وأشباه الفقر.

هذه بعض الأسباب التي تؤدي بنا إلى أن نكون مجتمعا يدمن على القروض... إذ السبب الرئيسي هو نقص ذات اليد والفقر وأشباه الفقر، ولا سبيل إلى حل هذه المشكلات سوى الاستجداء من المصارف للحصول على القرض أو الاتجاه إلى أبواب المساجد والجوامع لتجميع المبالغ الزهيدة لتغطية الاحتياجات، غير أنه حتى هذا المكان تم غزوه من الأجانب وبعض ليس بقليل من المجنسين!

هذا ولم نتطرق إلى عروض المصارف المغرية جدا لهذا المواطن البائس الذي يجبره زمانه الأغبر على الاقتراض من المصرف وأي مصرف كان أجنبيا (كافرا) أو إسلاميا... لا فرق... فنسبة الأرباح أيا كانت تسميتها تراكمية أو مرابحة أو غيرها فهي في النهاية أرباح تصل إلى ضعف المبلغ أو أكثر!

ولصلة هذا الموضوع أسرد لكم قصة صديقي الذي قصد أحد المصارف لطلب قرض عقاري قيمته (ثلاثون ألفا)... حتى أتته المفاجأة بأن عليه أن يدفع سبعين ألف دينار أرباح! يعني سيأخذ ثلاثين ألفا وسيدفعها مئة ألف دينار! يا للهول... ألم تكن الحاجة وجزء من الإدمان سببا رئيسيا لأن يقبل المواطن بهكذا عرض؟!

إضاءة

أدعو أولياء أمور الطلبة والطالبات بأن يودعوا أبناءهم الأندية الصحية بغية التمارين الرياضية والعضلات حتى يتحملوا وزن حقائبهم المدرسية المثقلة بالكتب المدرسية التي لم يراع الاختصاصيون عندما ألفوها مناسبة وزنها لوزن الطلبة والطالبات... وخذوا لكم نظرة سريعة على حقائب الطلبة صباح كل يوم على أبواب المدارس... ولن تحتاجوا إلى دراسة مستقبلية عن زيادة أمراض الظهر والديسك عند البحرينيين.

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 1104 - الثلثاء 13 سبتمبر 2005م الموافق 09 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً