بدأ العد التنازلي لموعد الانتخابات العامة - نيابي وبلدي - في البحرين، والذي يصادف يوم السبت المقبل، وبدأت معه أيضاً دقات قلوب المرشحين تخفق بسرعة أكبر من السابق ترقباً لحصد أصوات الناخبين ومعرفة نتائج الفوز والخسارة.

إن المتابع للانتخابات لاحظ كيف أن الخيم أو المقار الانتخابية في هذا العام استعدت لاستقبال الناخبين مبكراً، وبدا واضحاً كيف أن كل مرشح لم يكتف بفتح المقر الانتخابي له، بل استمر في عقد ندوات وفعاليات باستمرار، وهو الأمر الذي قام بعمله بعض من مرشحي العام 2006 وليس الجميع.

والسمة العامة التي غلبت على جميع المقار الانتخابية للعام الجاري، التي افتتحت ومن خلال المقار التي زرتها هي إما كان عدد الحضور من الناخبين يصل إلى نصف المقاعد كحد أقل، أو يكون كبيراً ويرتفع إلى أن يؤدي إلى ملء جميع المقاعد، وذلك الأمر يعطي إشارة إلى ارتفاع وعي الناخبين بضرورة المشاركة في الحياة السياسية البحرينية من خلال التعرف على ما يجري في المقار الانتخابية وإن كان من باب الاطلاع و «الفرجة» على ما يجري، أو لأن المرشح الذي يتوجهون إليه يستحق ذلك الحضور فعلاً، وربما أيضاً يذهب عدد منهم لتناول البوفيه كما يفعل البعض ويعلن عن ذلك جهرة.

المرشحات البحرينيات أيضاً لم يتأخرن في افتتاح مقارهن أو خيمهن الانتخابية، ولقين تأييداً كبيراً من قبل المشاركين في الحضور في مقارهن الانتخابية من الناخبين، ولكن هل سيبقى ذلك التأييد صامداً حتى تاريخ 23 أكتوبر/ تشرين الأول، الذي يصادف يوم السبت المقبل؟

أعتقد أن الجواب سيكون «نعم»، وأن الجميع قرروا اختيار من يريدون، ولكن تبقى الخشية من تشتيت الأصوات الممنوحة لهن، كما قالها أحد كبار السن من أهالي محافظة المحرق عندما تحدث في مقر إحدى المرشحات صارخاً: نحن سنصوت لمن نريد، ولكن ما يضمن لنا عدم توزيع أصواتنا من خلال المراكز العامة التي ستأخذ من أصوات الناخبين سواء المشاركين أو المقاطعين وتمنح لآخرين حتى وإن كان على حساب وصول المرأة؟

لذا، الخيار الذي سيكون أمام جميع الناخبين يوم السبت المقبل هو المشاركة في الانتخابات ولكن ليس من أجل المشاركة، وإنما لضمان وصول أصوات الناخبين لمن يريدونه أن يصل.