العدد 2980 - الثلثاء 02 نوفمبر 2010م الموافق 25 ذي القعدة 1431هـ

داعية حربٍ جديدة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لم أكن أتوقع حين ذهبت الأسبوع الماضي، لتغطية ندوة عن «مستقبل السياسة الأميركية في الخليج»، أن أسمع خطاباً يذكّر بغلاة ما كان يسمى في العقد المنصرم بـ «المحافظين الجدد».

الموضوع كان مغرياً بالحضور، لتسمع شيخاً أميركياً يتكلّم عن مستقبل منطقتك، وكيف يُراد لها أن تكون... فقد ارتهن تاريخ المنطقة الحديث بالنفط ومستورديه، وسيظل كذلك لعقودٍ قادمة.

المتحدّث (جوزيف ليبرمان) لم يكن شخصاً عادياً، بل كان مرشّحاً ديمقراطياً كنائبٍ للرئيس في حملة آل غور في انتخابات 2000، ودخل مرشّحاً للرئاسة ضد جورج بوش في انتخابات 2004، وبذلك فقد كان قاب قوسين أو أدنى من حكم العالم. وهو سيناتورٌ بارزٌ يشغل منصبه للمرة الثالثة عن ولاية «كونيكتيكت»، وكان اسمه يتردّد في الإعلام بسبب مواقفه المتطرفة ضد بلدان المنطقة، والمؤيدة بالمطلق لـ «إسرائيل». فقد كان من أشد الدعاة المتحمسين للحرب على العراق، وتشديد الحصار على سورية وحركات المقاومة. وفي محاضرته الأخيرة، لم يتحدّث عن مستقبل السياسة الأميركية بقدر ما كان «يبشّر» باندلاع حربٍ جديدةٍ في المنطقة، مخوِّفاً من الملف النووي الإيراني الذي يهدّد كافة دول العالم كما قال. وهي لعبةٌ خبرناها في حرب العراق حتى تكشّفت عن فضيحة «أسلحة الدمار الشامل» العراقية مما خوّفوا به دول العالم أجمع، باعتراف وزير الخارجية الأسبق كولن باول.

المفارقة أن هذه الدعوة تأتي في عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، الذي وعد ناخبيه بإغلاق ملف الحرب العراقي خلال عام، وملف حرب أفغانستان في العام الثاني، بينما يأتي هذا السناتور الديمقراطي ليبشّر بالحرب وكأنه يتكلّم عن نزهةٍ ممتعةٍ في الصحراء.

للأميركان أن يفكّروا بالطريقة التي يريدونها، ويصنّفوا البشر أعداءً وحلفاء كما يريدون، ولكن ليس من حقهم أن يفرضوا مقاييسهم وتصنيفاتهم على أبناء المناطق الأخرى من العالم. وهو الدرس الذي لم يستوعبوه في فيتنام من قبل، وفي العراق وأفغانستان وحتى الصومال لاحقاً. فالسناتور الذي حذر من الخطر الإيراني أكثر من ثلاثين مرة في محاضرةٍ لم تستغرق أكثر من ثلاثين دقيقة، لم يذكر «إسرائيل» النووية، ولا حروبها الست خلال ستة عقود من إنشائها، بمعدل حرب كبرى كل عشرة أعوام، غير الحروب و «الغزوات» الصغيرة هنا وهناك. وهي بهذا الاعتبار تمثّل الخطر الأكبر من وجهة نظر الشعوب العربية والإسلامية بالإجماع.

ليبرمان الذي دعا للقيام بأي شيء يمكن فعله لمنع إيران من تحقيق طموحاتها النووية، حتى بالعمل العسكري، أراد أن يورّط الآخرين بقوله: «إنها ليست مسئوليتنا وحدنا، بل بالتعاون مع جميع حلفائنا في المنطقة والعالم». هذا ولم ننسَ أن ثلاث حروب، تورّطت فيها دول المنطقة، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، كان الأميركان طرفاً مباشراً في اثنتين منها، وطرفاً يعمل من وراء الستار في الحرب الثالثة. وهي حروبٌ عرقلت خطط التنمية الحكومية وأضرت بمستقبل الشعوب، واستهلكت ميزانيات الدول حتى دفعت بعضها للاقتراض، بعد أن كانت تتمتع بفوائض مالية كبيرة.

ونحن نخرج من القاعة، سألت زميلةً للتأكّد مما سمعت: ألا يذكّرك هذا الخطاب باليمين الأميركي المتطرف؟ فأجابت بغضبٍ: لقد سمعت مثل هذا الكلام من الزوار الأميركيين أكثر من خمسين مرة، ألا يكفيهم ما فعلوه في العراق؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2980 - الثلثاء 02 نوفمبر 2010م الموافق 25 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 11:34 ص

      لا خوف

      لا خوف على شعوب الخليج طالما و جود شباب متخرج من برنامج ( نجم الخليج ) وسوبر ستار وشاعر المليون والاخ الاكبر و القائمة تطول لماذا نخاف طالما ارسال رسائل نصية بقيمة 500 فلس لبرنامج تافه وتقدر قيمة المسجات بالملايين بينما أمرأة تستجدي من يساعدها لعلاج أبنها من الحول و لشراء نظارة طبية لأبنها الفقير وعليه تبقي المقولة المعروفة ( كلشي تمام يا أفندم) .

    • زائر 23 | 7:01 ص

      نحن الذين ستفلس دولنا وتستدين

      تسلم يا بريد الشوق، بس وين اللي يفهمون؟ واحد امريكي متغطرس جاي يحرض الحكام على لمشاركة في الحرب القادمة، وإذا جاء كاتب وطني يفضح هؤلاء فهو يقوم بواجبه تجاه وطنه وشعبه وتجاه دول الخليج العربية بالدرجة الاولى، ومع ذلك ياتي من يتهمه بالدفاع عن ايران. يا جماعة لما تقوم الحرب دولنا هي التي ستتدمر مو فقط ايران. بعض الدول التي عندها الآن خيرات سوف تفلس وتقوم بالاقتراض من البنوك الدولية، لتسديد المعاشات. كلمة والثانية قالوا ايران. مالت على الغباء السياسي.

    • زائر 21 | 6:23 ص

      الى زئر17

      أستغرب كيف يستميت العالم للدفاع عن فلسطين ..وبعدها يقولون ولائنا للبحــرين؟؟!!!!!
      ولائك لفلسطين أنته ؟؟
      ياخي مااله داعي هالتقسيمات ...ايران دولة أسلامية وتتعرض لضغوطات بشعة من دوله يهودية عدوة للأسلام بغض النظر عن المذاهب !! يعني وش تبي نسوي ؟؟
      بعد أذا عندكم امريكا صديقة الأسلام وايران عدوه للأسلام ..ويش نقول لك؟؟
      موقفنا مماثل تجاه تعرض اي دولة اسلامية لهجوم من اعداء الاسلام ..فلسطين العراق ايران باكستان كله واحد حبيبي ...وبسنا طائفيية

    • بريد الشوق | 6:08 ص

      لصاحب الرد 17

      أهبل لو تستهبل ؟ عمومًا الكاتب لم يدافع عن إيران بقدر ما كان يفضح الأميركان و خططهم في المنطقة و الشيء الآخر و الذي لمسته من ردك أنك متحامل على إيران يا المتفلسف أنت مثل المسمى ليبرمان اللي عينه عورى ما يشوف جرائم الصهاينة في المنطقة بس يشوف البرنامح النووي الإيراني السلمي ؟؟؟
      بريد الشوق

    • زائر 20 | 5:45 ص

      أتعجب كيف يستميت البعض في الدفاع إيران ؟

      أتعجب كيف يستميت البعض في الدفاع إيران ؟ و بعدين يطالبوننا بأن لا نتهمهم بالولاء لإيران !!!!!

    • زائر 19 | 5:40 ص

      الرديكاليون الجدد

      عجبت من ان الشعب الحبوب الودود الامريكي صوت لمديري الأزمات وتنفيذيي الحروب

    • زائر 18 | 4:52 ص

      ABEEM

      Why not shot hem by your shoes.you are only talkig no do any thigns ..Only MONTder Azidi he don..thank you

    • زائر 17 | 4:34 ص

      هكذا هم فهل نفهم نحن

      من المؤكد أنهم يعملون على تشغيل مصانع السلاح لديهم وجني الأرباح وتشغيل أكثر قوى عاملة لتقليص البطالة لديهم وكل ذلك وغيره على حسابنا نحن الذين ابتلانا الله بقيادات عربية وإسلامية كما يقول المثل (برو برو تعو تعو)

    • زائر 16 | 4:21 ص

      زائر 11 و اللمماحكات و الأستغفال

      تعليق رقم 11, مماحكات؟؟ أية مماحكات؟ هذه و قائع و نشرات اخبار و وثائق مكتوبه..إذا لا تريد ان يخدعونا مره أخري , فيجب علينا معرفة ما يبيتون لنا .. من قبل كانوا مع الشاه و صدام و السادات.. استغفلوهم و أنقلبواااا عليهم. راجع التاريخ.

    • زائر 15 | 4:21 ص

      الأمريكيون هم اصل وفرع كل مشكلة في منطقتنا.

      العيب في من اعطى المنصة لمثل هذه الشخصيات لبث سمومها بيننا. هذه السموم نفسها التي مدت الطاغوت بالأسلحة الكميائية. هذه السموم نفسها التي مدت الصهاينة بكافة الإمكانات العسكرية واللوجستية والدعم الغير محدود في الحافل الدولية.
      الدولة الصهيونية كانت ومازالت وسوف تكون الخطر والتهديد الوحيد في منطقتنا.

    • زائر 12 | 2:21 ص

      لا تكونوا مغفلين مرة اخرى

      نحن لسنا نهتم بايران ولا غير ايران، نحن نفكر بمصالحنا ومستقبلنا ومستقبل اولادنا، ولا نريد ان يخدعنا الامريكان مرة اخرى. كل مرة يبرمج للحرب ونحن نكون وقود لها. الحب اذا اندلعت سنكون اول المتضررين واكبر الخاسرين. وياليت يترك الاخوان (مثل الزائر 8 و9) مماحكاتهم ويفكرون بكيف لا نكون عرضة مرة اخرى للاستغفال.

    • زائر 11 | 2:09 ص

      دم العراقيين

      الكاتب الموقر.. هل ترد علي تعليق رقم 4 مع التوضيح..كيف تدعم إيران المسلمه من تلطخت ايديه بدم ابناءبلده(بحسب و يكي ليكس)

    • زائر 10 | 2:03 ص

      حلم و سرير

      شديد الأستغراب من الذين يقولون بالحرب الغربيه ضد ايران. حلفت العراق بأمها و ابيها بأنها لاتملك اسلحة دمار شامل و مع ذلك ابيدت.إيران تصرح و تصور و تقول و صلنا 20 % من التخصيب,,لم تطلق رصاصه واحده عليهم. تذكرون معادلة بما أن ..إذن.. بما ان ايران مع امريكا ضد العراق و افغانستان ..إذن إيران و امريكا تنامان في سرير واحد و تحلمان بحلم واحد.

    • زائر 9 | 1:58 ص

      و الجاره نسيتهه؟؟

      فعلا" ألا يكفيهم ما فعلوه بالعراق؟ هم و من ايضا".. أنسيت الجاره المتداخله في صلب القرار العراقي؟ هل راجعت ملفات ويكيليكس؟ ايران + امريكا في خندق واحد ضد العرب. كما سوريا تهدد اسرايل و اسرايل تضرب و سو ريا تطنش,

    • زائر 7 | 12:53 ص

      اسلمنا ام امنا ؟؟؟؟

      لا نلوم لا ليبرمان و لا سوبرمان بل نلوم الذين يعروفون خير المعرفه لنوايا امريكا و الصهاينه و لكنهم يعمدون لذهاب الى هذه الأنواع من الندوات بدون شجاهة و حذاء زيد العراقى .

    • زائر 6 | 12:49 ص

      ويلاه

      مشكلة امريكا مثل الاطفال دائما يلعبون بالنار بس لما تشب ما يعرفون اشلون تطفونها

      كان «يبشّر» باندلاع حربٍ جديدةٍ في المنطقة،
      وان شاء الله رح تكون الحرب الاخيره للامريكا

    • زائر 5 | 12:45 ص

      أمريكا هي دول قائمة على الارهاب والقتل والدمار والحروب

      دولة تتغذى وتنموا على دماء الابرياء في العالم
      فهي في حاجة ماسة الى افتعال الحروب في العالم.
      دولة شيطانية خطيرة على السلم العالمي.
      دولة خبيثة تعبث بأرواح البشر.
      الدولة الوحيدة التي تقتل الابرياء في مكان في الارض, وكأنه شئ عادي, قبلوا عن طريق الخطأ.
      هذا هو الشيطان الاكبر.

    • زائر 4 | 12:13 ص

      فلا نستغرب من المتصهينين هذه التصرفات ؟؟

      خصصت احدى القنوات العربية مساء الثلاثاء ثلاث ساعات بالكامل لتحليل الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس حول حرب العراق. وحاول هذا البرنامج ايصال بعض الرسائل الى مشاهديه منها ان حجم جرائم القوات الامريكية في العراق هو اكثر بكثير من المعلن.
      لقد اطلع رئيس الوزراء بدور مباشر في عمليات الاعتقال والتعذيب والقتل لقد كان لايران ضلع في التفجيرات والاغتيالات في العراق
      واذا كان الاخوة يحرضون على اخوانهم مستندين على ذلك بشهادات الاعداء ،فكيف بالغريب والعدو نفسه فلا نستغرب من المتصهينين هذه التصرفات ؟؟

    • زائر 3 | 11:35 م

      أبن المصلي

      صباح الخير أخي قاسم هؤلاء المتصهينون الذين ذكرتهم لاتستغرب منهم ما يطرحونه من هرج ومرج على الساحة من تهويل وتخويف من البرنامج النووي الأيراني ليخلقوا لهم مبررات للهجوم على الجمهورية الأسلامية الأيرانية وماهذا الا لمقدمات مثل ماكانت هناك مقدمات لضرب العراق بتهامه بأسلحة الدمار الشامل وكان لهم ماارادوا وخططوا له ونحن صدقناهم يغضون الطرف عن غريمتهم اللقيطة اسرائيل وعن برنامجها النووي والتي تمتلك في خزينته اكثر من سبعون قنبلة نوويه ويغضون عن عربدتها وقتلها الشعب الفلسطيني المظلوم بدم بارد

    • زائر 2 | 11:17 م

      يسيرون كالأبل

      ثلاث حروب، تورّطت فيها دول المنطقة، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، كان الأميركان طرفاً مباشراً في اثنتين منها، وطرفاً يعمل من وراء الستار في الحرب الثالثة. عرقلت خطط التنمية الحكومية وأضرت بمستقبل الشعوب، واستهلكت ميزانيات الدول حتى دفعت بعضها للاقتراض،
      والسبب الانقياد الأعمى ورائهم خوفا على الكراسي حتى وان جاعت الشعوب

    • زائر 1 | 10:27 م

      «كونيكتيكت» !!

      حاولت أقرأها أكثر من خمس مرات ولا قدرت ..
      وفى الأخير قلت ( كونكري ) وبنتى الصغيرة قالت ( كرى كرى ) ..

اقرأ ايضاً