العدد 2980 - الثلثاء 02 نوفمبر 2010م الموافق 25 ذي القعدة 1431هـ

زمن افتعال الفتن

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

منذ انطلاق حملة المرشحين لانتخابات 2010 وقبل هذه الفترة بكثير، بدأت حملة إعلامية تستهدف جمعيات وأشخاصاً بعينهم في قالب طائفي بغيض لا يُعبِّر عن أدنى معايير الالتزام الأخلاقي والمهني بالأعراف الصحافية والمهنية، حتى خُيِّل للقارئ في البحرين والمطلع على شأن البلاد في الخارج، أننا نعيش حرباً ضروساً بين فسطاطين على أساس مذهبي وسياسي.

الحملة المحمومة لم تدخر أية وسيلة أو نهج مهما كان محظوراً من أجل تأليب الناخبين على مرشحي المعارضة وتصويرهم على أنهم يتحركون وفق إملاءات وتوجيهات من الخارج، بصرف النظر عن مواقفهم الوطنية المشهودة عبر التاريخ.

ومن هذا المنطلق، تحول مواطنون فجأة ومن دون تبرير من خانة المنتمين إلى هذا البلد إلى قفص المتهم بالخيانة والعمالة والسعي لتنفيذ أجندات غير معلنة، وهنا لست بصدد الدفاع عن المعارضة ولست منتمياً لأيِّ تيار معارض، ولكن هل أصبحت وسائل الإعلام هي من تمنح صكوك الوطنية والولاء والتضحية؟ وهل يجوز الصمت عن أبواق تستهدف الوحدة الوطنية والسلم الأهلي والاجتماعي بخرائط افتراضية ومؤامرات من نسج الخيال لتحريض السلطة على الشعب؟

النتائج التي خرجت بها الانتخابات جاءت على عكس ما تشتهي تلك الصحف، فبعد سلسلة من المتابعات الإخبارية وإطلاق سيل من صواريخ الانتقادات وسهام التجريح، تبيّن أن قيام مرشح نيابي مستقل بتخصيص أرض لمأتم بدلاً من مواقف للسيارات جاء بناءً على موافقة المجلس البلدي الذي كان ينتمي إليه في الدورة السابقة، فتحوّلت حملة التسقيط إلى حشد للتأييد قاد الناخبين للتعاطف مع هذا الرجل والتصويت له بكثافة في الجولة الثانية من الانتخابات في دائرة صعبة تكللت بانتقاله إلى المجلس النيابي.

المشكلة كانت في تحويل الأرض إلى مأتم (حسينية)، وهذه الصورة بحد ذاتها تفصح عن مدى انحياز بعض الأقلام الصحافية لإشعال البغض والكراهية بين الناس انطلاقاً من الخلاف العقائدي، فالمرشح ينتمي إلى مذهب آخر وبالتالي كيف سمح لنفسه بأن يقف مع مكون أساسي في دائرته ومؤازرتهم لإنشاء مأتم يذكر فيه اسم الله؟ أوَليس من المفترض أن يتجرد من حسِّه الإنساني والديني والوطني فينقاد وراء أجواء الشحن والتحشيد والانقسام؟

ما يؤسف له أن من ينخرون في جسد الوطن بكتاباتهم التي تقطر سُمّاً، هم ذاتهم من وقعوا على ميثاق الشرف الصحافي، وهم أيضاً من رموه في سلة المهملات عندما واجهوا رياح التغيير والانفتاح، فلم تعجبهم الانتقادات ولم يَرُقْ لهم أن يحدث تقارب بين الناس على حب هذا البلد، فأصبح شغلهم الشاغل التصيُّد في الماء العكر، واستغلال أي حدث لتحويره وتمييعه ولصقه بفئة من المواطنين بتهمة الانتماء لدول مجاورة أو على أقل تقدير تشبيههم بالخلايا النائمة.

نأمل في مراجعة ما يُنشر من عبارات ومعلومات مغلوطة قد تخلق كارثة لا تُحمد عقباها على المدى البعيد، فالمسألة تبدو هادئة لمن يراقبها بنظرة غير فاحصة، إلا أنها في الواقع في مرحلة الغليان الذي يسبق العاصفة.

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 2980 - الثلثاء 02 نوفمبر 2010م الموافق 25 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 5:56 ص

      تتكلم عن المعارضه سقطوها ونسيت شنوا هي تسوي في عباد الله

      اشوف نزهت رجال المعارضه ونسيت ما فعلته الوفاق في مرشح الدائرة الأولى وسطى من تسقيط واتهام وهو على ملة محمد عليه الصلاة والسلام ومنكم وفيكم الله يعين لو كان واحد منه احنه لكان قطعتوا لحمه ورميتوه للكلاب وللسامعين الكرامه ياخوك اكاذيبكم كثيرة واطماكم كبيره فلا عاد تقول معارضه ومعارضه بعد ما دخلتوا البرلمان وصرتوا فيه وتمسكتوا بكراسيه كأنه ورث تتوارثونه قمت تقول الناس سقطتكم عاد تكلم عن قصور نوابكم عن اداء حقوق لشعب حطوها على ظهورهم ونسوها إلى يوم الدين الله واكبر عليهم وعلى كل واحد نكر حقوقنه انشر

    • زائر 6 | 4:34 ص

      جعفر

      الف مبروك بعد طلعت الروح ، ما بغيت تتكلم عفيه عليك

    • زائر 5 | 2:58 ص

      الطبخة معروفة

      وهل يجوز الصمت عن أبواق تستهدف الوحدة الوطنية والسلم الأهلي والاجتماعي بخرائط افتراضية ومؤامرات من نسج الخيال لتحريض السلطة على الشعب؟ والسؤال هنا وهل يجوز للحكومة "السلطة" ان تقبل هذه الفرضيات او كما يطلق عليها المؤمرات برحابة صدر او تعتبرها من السلمات بل وتتخذ كل الاجراءات من سجن وتعذيب وتغريب وترويع للمتهمين والمفترى عليهم لو لم تكن هي من نسج هذا الخليط ؟؟

    • زائر 4 | 2:26 ص

      لك كل الشكر والاحترام

      أشكر الأخ أحمد على هذه المقالة المهمة جدا والمنصفة إذ تصدر عن قراءة دقيقة للواقع ومتابعة حثيثة للحراك الإعلامي.
      كم أتمنى من الجهات الرسمية المختصة أن تنظر في مثل هذه الأصوات المتعقلة التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وأن توقف كل أبواق الفتن والتحشيدات الطائفية المذهبية الفئوية عبر تكثيف الرقابة وإيقاع عقوبات رادعة لكل من تسول له نفسه إحراق البلد.
      بوركت وبورك قلمك.

    • زائر 3 | 12:45 ص

      لم أعهد منك إلا الصراحة والانصاف

      أستاد/ أحمد .. هؤلاء أقلام مأجورة ماتت ضمائرهم لا نرتجي منهم الخير وصحوة عقولهم لأنهم طبع على أذانهم وأبصارهم فهم ......

    • زائر 2 | 12:32 ص

      عبدالله

      بالبركة ما بغيت تنطق

    • زائر 1 | 12:17 ص

      بوتيله

      اول مره تقول شي عدل

اقرأ ايضاً