العدد 1133 - الأربعاء 12 أكتوبر 2005م الموافق 09 رمضان 1426هـ

معركة الإصلاح

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

بعد أقل من شهر ستمتلئ البحرين بأكثر من ثلاثين وزير خارجية سيحضرون للمشاركة في "منتدى المستقبل"، كما ستستقبل البحرين الوفود الكثيرة التي ستشارك في المنتديات الموازية التي تجمع ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني وأصحاب الأعمال في المنطقة العربية والشرق - أوسطية. ولعل الحديث ينصب على محاور رئيسية تم التطرق إليها مرارا وتكرارا خلال الفترة الماضية، ولكن منتدى المستقبل سيكون مثقلا بأمور كثيرة وهي التي ستحدد ما إذا كان هذا المنتدى مجرد تجمع آخر تزدحم فيه الوفود وتزداد فيه الخطب والكلمات، ولكنها سرعان ما تتبخر مع رحيل هذه الوفود وعودتهم إلى بلدانهم أوانه تجمع له خطط حقيقية تلمس آثارها الشعوب. الإصلاح في الشرق الأوسط أصبح معركة حقيقية، وهي معركة نفسية ومعركة فكرية ومعركة دبلوماسية ومعركة قتالية... ولكن هذه المعركة قد تطول وتستنفد طاقات المنطقة من دون الوصول إلى الإصلاح المنشود. فالتحدي الحقيقي الذي يواجهه منتدى المستقبل هو مدى قدرته على التشجيع على الإصلاح من خلال اقناع شعوب الشرق الأوسط بأن الدول الصناعية الكبرى، وعلى رأسها أميركا، لا تفكر فقط في امتصاص خيرات المنطقة ولا تفكر فقط في مصالحها الأنانية، وإنما تؤمن بأن مستقبل السلام في المنطقة يعتمد على إيمان مشترك بضرورة ايجاد بيئة ديمقراطية تفسح المجال للجميع لأن يعيشوا بحرية وكرامة، وتفتح الأبواب نحو تنمية اقتصادية مستدامة يستفيد منها أهل المنطقة كما يستفيد منها الآخرون. حاليا، تردد شعوب المنطقة أن أميركا لايهمها أي شيء سوى الحصول على النفط وضمان مصالح الدولة العبرية مهما كان الثمن. وهذه الأفكار لها مبرراتها ولها ما يدعمها مما حدث خلال ستين عاما منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى الآن. كما أن شعوب المنطقة يتساءلون: ما الذي سيغير وجهة النظر الأميركية المعادية لتطلعات شعوب المنطقة بحيث تنحاز إلى صالح حقوق الناس وإلى صالح الديمقراطية والإصلاح؟ فيما لو استطاع منتدى المستقبل الإجابة على هذه الأسئلة العالقة في أذهان الناس فإنه سيحقق نجاحا في "معركة الإصلاح" المشتعلة على كل الجبهات منذ حوادث 11 سبتمبر/ أيلول .2001 ربما يكون الأميركان اكتشفوا صعوبة طرح موضوع الإصلاح كأنه أمر "مفروض" ويمكن انزاله عبر القوة العسكرية إذا قررت الإدارة الأميركية ذلك، كما حدث في أفغانستان والعراق. وربما وصل الأميركان إلى قناعة بأن الحكومات التي كانت ومازالت حليفة لهم لا يمكن تجاوزهم بالسهولة التي يرونها. وربما اقتنع الأميركان بأن تغيير انطباع الناس في الشرق الأوسط عنهم يتطلب أكثر من اطلاق محطة فضائية أو إذاعية أو ترديد مقولات بطولية للرئيس جورج بوش عن إيمانه بضرورة نشر الحرية. إذا كان الأميركان وصلوا إلى أي من ذلك، فإنهم ربما يستفيدون من تجربة السنوات الماضية ويبدأون مسيرة أخرى في منطقة مازالت تشكك في نواياهم، وأهم شيء يتطلع إليه أبناء هذه المنطقة هو نتائج ملموسة على أرض الواقع باتجاه الاعتراف بقيمة إنسان المنطقة ودوره في المشاركة الحقيقية في الشأن العام واحترامه على المستوى الدولي بصفته شريكا في التنمية الإنسانية

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1133 - الأربعاء 12 أكتوبر 2005م الموافق 09 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً