يقدم هذا المسلسل إحدى أجمل وأغرب قصص الحب التي يزخر بها تراثنا الأدبي العربي. بطلاها قيس بن ذريح ولبنى بنت الحباب، وتقدم القصة في إطار اجتماعي مشوق تتشابك في تفاصيله المتناقضات ليكون الحب مقابل البغض والإيثار في مواجهة الأنانية، والعطاء والتضحية في مقابل المصلحة الشخصية. هذه المتناقضات أوصلت الصراع الى ذروة المواجهة بين الحب والواجب متمثلا بعلاقة قيس بوالديه ورغبتهما المتعارضة تماما مع سعادته المتمثلة بارتباطه بلبنى. وعندما يحسم الصراع لصالح الواجب يفقد قيس رغبته ومقدرته في صنع الحياة، فيفقد الفرح ويدفع حياته وحياة لبنى ثمنا لما دفع له. سيد العشاق هي حكاية حب عربية تبتعد عن الوحشية والعنف اللذين يعج بهما زماننا هذا لتعود بنا الى رومانسية الأعمال التاريخية الجميلة في بناء ورؤية حديثتين. منتجو العمل يرون ان السر وراء انتاج العمل يعود جزء كبير منه الى الزمن الذي نعيشه والذي يمتلئ عنفا وحروبا وسفك دماء، يقول كاتب قصة المسلسل خالد اليوسف "شاشتنا العربية اليوم أشد ما تكون بحاجة الى الأعمال الشاعرية". ولعل "سيد العشاق" يكون فاتحة جديدة في الرومانسية التلفزيونية يعيد الى الروح صفاءها والى العاطفة سموها. ويواصل "سيد العشاق عمل تاريخي رومانسي هادئ فيه اهتمام شديد بجمالية الصورة وفلسفة الكلمة، نقدمه الى المكتبة التلفزيونية الدرامية العربية آملين أن يشكل اضافة متميزة ومشجعة".

قصة العمل

يلتقي قيس بلبنى، فتتجاذب أرواحهما ويقع في حبها منذ اللقاء الأول. وحين يعلم والداه بأمره، يسعيان لتزويجه من سمية ابنة خالد عمرو التي تحبه "والتي يحبها صديقه همام". يستعين قيس ببعض معارفه مثل أبي عتيق الذي يتمكن من توسيط الحسين بن علي فيضطر والداه الى الموافقة. لا تدوم سعادة قيس ولبنى حين يتدخل والداه مجبرين قيس على طلاق لبنى وهو الأمر الذي يوقع قيس في آلام عذاب الفراق إذ يهيم بلبنى وينعزل في عالم تخيلاته ورؤاه. بعد قصة عناء وعذاب طويلتين يعاني فيها الطرفان يعودان الى بعضهما لكن بعد أن تضيق روحاهما بالحياة. قصة العمل حقيقية حدثت في الفترة الواقعة بين نهاية عصر الخلفاء الراشدين وبداية نشوء الدولة الأموية وهي مرحلة وصفت بالفتنة والاقتتال والخلافات والتغيرات السياسية والاجتماعية. وهي كما يرى الكثيرون قصة تقدم صورة مختلفة للعرب والمسلمين فهم أصحاب مشاعر رقيقة وعواطف صادقة لا تتلاءم مع أي نزعات للعنف أو الكراهية، ولا تتفق مع كثير من ادعاءات كثير من الحاقدين الذين يحاولون دائما وصف الحضارة العربية الإسلامية بأنها حضارة قامت على الحروب والنزاعات، في حين انها حضارة يملؤها الحب والمشاعر الانسانية المرهفة. المسلسل من تمثيل الفنان السعودي تركي اليوسف في دور قيس بن ذريح، والفنانة السورية دينا هارون في دور لبنى، سيناريو وحوار أكرم التلاوي، وإخراج فراس دهني