"منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب مال" كلمة للإمام علي بن أبي طالب "ع". قالها الشاب ثم رنا إلى البعيد خلف البحر الهادئ. وعاد ووضع كفه على بطنه من الجوع. تساءل الشاب: "هل أنا نهم إلى المال أم إلى العلم؟ ان بطني يؤلمني من شدة الجوع والعطش، ولا رغبة لي لا في العلم ولا في المال. آه لو يؤذن المؤذن الآن بدلا من الانتظار ساعتين". سرح الطالب قليلا وتذكر مقرر الرياضيات تحديدا، وقال: "آه..." كان يريدها مخفية ولكن لشدة ألمه خرجت الكلمة قوية من فمه الى الدرجة التي أثارت انتباه رجل آخر بالقرب منه. ضحك الشاب من نفسه وقال لها: "طالب علم آل" أنا جوعان أكل لا جوعان علم ولا جوعان مال، أنا طالب أكل لا طالب علم ولا مال". وضحك وضحك على نفسه وقال لها: "أليس حراما عليك أن تتعب هكذا من أثر الجوع وأنت رجل كبير. قم وذاكر مقرر الرياضيات قليلا وكن طالب علم لا طالب أكل ولو ليوم واحد". ولكنه توجه إلى سيارته بتثاقل ومن حسن حظه لقي شابا من معارفه ففرح وقال لنفسه: انها فرصة للحديث حتى ينقضي الوقت. الا أن الشاب اكتفى بالسلام عليه وأخذ بقراءة كتاب كان في يده. قال صاحبنا: "ما هذه البلوى؟ لا أجد أحدا يتحدث معي، ليس أمامي إذا غير الإقرار بالأمر الواقع". ذهب إلى سيارته وأمسك بمقرر الرياضيات وأراد أن يراجع المسألة الحسابية، ولكن القلم سقط من يده. ففتح عينيه على صوت النقال: "ألو محمد أين أنت لقد أذن المؤذن منذ نصف ساعة ونحن في انتظارك"