(أ) لا يسعنا جميعا أمام هذه القدرة الفذة على استدراجنا الى مساحة من الشفافية واستنطاق الحنين، الا أن نكون أكثر استعدادا اليوم وأكثر من أي وقت مضى كي نضع الشاعر علي عبدالله خليفة نصب أعيننا وذاكراتنا ... شاعر بحجم تنبؤه بالدقيق من تفاصيلنا اليومية التي نتوهم أنْ لا أحد قادر على الدنوّ منها.

أشقيتني يا زمن وأمليتني بأحزان وتروح

من ذا يعالج عذابات النفس ويضمد الروح

لوما العشب والشجر والفن جان القلوب تروح

والشعر غيمة فرح تمطر عشق في مهجتي وحيّه

مهما أغالب زماني وامتحن ما ينقطع وحيه

الشعر هذا نديمي لي ذهب كلما انتباوح يه

اهو سلاحي ورفيجي والنفس اللي يجي ويروح

موال

يا يمه، ما هو عجب ظلم النذل لي زاد

والا العدو ليمن خلط سمّه بحلو الزاد

لكن، عجب للي اسكتوا والنار من تحتهم تنزاد

تخسين يا لحظة ندم في دنيا غدّاره

يا بو فهد، دير الفكر في ذا الزمن، داره

الحر ما يرضى على عرضه ولا يرضى على داره

والدنيا ما تسوى قهر كلمة رخص فـِ مزاد.

مع الأعشاب

عزيزي، يا ظما افّادي

ويا شوق الشيَر للماي

أحيّي طلعة جبينك

وهي تغبّش على الدنيا، وتبدعها

وأحيّي عمرك الذاوي ورا اللقمه

وَصَافح كفك السمره

وهي تطلع مع الأعشاب

زهره للشمس تكبر

وتروى من عرق ليلك

عزيزي، يا ظما افادي

ويا شوق الشير للماي

أمشي لك على عيوني... في كل سكه

أحمل لك كلام أخضر

يطق بابك غناوي للزمان الياي

أحط قلبي على قلبك

ولي زاد العطش ألقاك جدّامي

وجريب حذاي.

معادن

كلما آشوف الناس وافكر وآعاين

واقعد مع الغزلان وآسهر معاهن

أحس الفرق ما بين الذهب والمعادن

واكتشف ان الذهب أنواع

ذهب يشترى وينباع

وذهب ما تطاله اليد

ولا تشوفه خزاين

(ب) علي عبدالله خليفة، شاعر شاهق، مثل نصه تماما، عليك أن تكون على استعداد لأن تذهب معه في مسالكه الشاقة والممتعة معا