العدد 1145 - الإثنين 24 أكتوبر 2005م الموافق 21 رمضان 1426هـ

فندق صح النوم

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

ستتم خصخصة الموانئ في مملكة البحرين، بما معناه أنها ستتحول من تحت يد الحكومة إلى سيطرة القطاع الخاص الذي سينظر إلى الربحية بالدرجة الأولى في عمله وهو ما سيؤدي إلى تخفيف العمالة وزيادة ساعات العمل...

طبعاً جميع (أو غالبية) الموظفين في إدارة الموانئ أصابهم الهاجس والخوف على مستقبلهم الوظيفي بعد أن تتم عملية تحول موانئ البحرين من القطاع الحكومي (العام) إلى قطاع الشركات المساهمة (الخاص)، وهذا ما دعا المسئولين الحكوميين الحاليين عن الموانئ إلى التصريح عبر وسائل الإعلام المختلفة عن ضمانات اجتماعية وامتيازات تقاعدية ومكافآت كبيرة لنهاية الخدمة لجميع موظفي الموانئ المتضررين أو الذين يعتقدون بأنهم سيتضررون من عملية الخصخصة...

سؤال: منين يا حسرة؟ من أين سيأتون بالأموال لهؤلاء الفقراء؟

لو أخذنا الوعود الوردية (من قبل المسئولين) والتي تقطر عسلاً والصادرة إلى الموظفين الخائفين في إدارة الموانئ وأضفناها إلى التقارير الصادرة من المسئولين الكبار عن صندوق التقاعد والتأمينات الاجتماعية بشأن قرب إفلاس الهيئتين بمشيئة الخالق الأحد، فماذا نستنتج؟ الاستنتاج المؤكد هو أن الهيئات الحكومية ليس بينها أي تنسيق ولا تعرف الواحدة منها إمكانات الأخرى وكل منهم يعمل بمعزل عن الآخر... يعني هم يعيشون في حارة كل من إيدو إلوه...

كان هناك مسلسل سوري قديم عرض وشاهدته على عدة حلقات في مطلع السبعينات يحمل اسم «صح النوم» وقد أخذ العنوان من اسم فندق يقع في حارة اسمها حارة كل من إيدو إلوه... وفندق صح النوم الذي هو من الدرجة التي تحت الصفر تملكه فطومة حيص بيص التي يقع في غرامها عامل الفندق غوار الطوشة الذي يسجنه أبوكلبشة ويتصادق في السجن مع أبوعنتر...

والظاهر أن أبوعنتر (المسئولون عن الموانئ) الذي يسكن في حارة كل من إيدو إلوه يواعد الموظفين الخائفين على مصائرهم بعد أن تتم عملية خصخصة الموانئ بالتعويض من أملاك فطومة حيص بيص (صندوق التقاعد) وضمانات اجتماعية خيالية من غوار الطوشة (التأمينات الاجتماعية)... يواعدهم وهو بحاجة إلى أن نرسل له أبوكلبشة (مقالنا) حتى يعلم بأنه ساكن في فندق صح النوم...

وأبوكلبشة يقول إن الخصخصة تعني بيع وتأجير الكثير من المعدات والمخازن إلى الشركة التي ستقوم بإدارة الموانئ، والبيع والتأجير يعني تسلم أموال ضخمة... وهذه الأموال تمكن المسئولين الحاليين في الموانئ من صرف التعويضات المناسبة بشكل مباشر لجميع المتضررين، إضافة إلى التأمين عليهم جميعاً في شركات تأمين معتبرة...

أما إذا سلمت الأموال إلى صندوق التقاعد فأنا متأكد بأنها ستطير في خلال أقل من سنة على رواتبهم الضخمة والبونس... وتجديد أثاث مكاتبهم الفخمة والتونِّس.

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1145 - الإثنين 24 أكتوبر 2005م الموافق 21 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً