الرياض، الكويت، عمان، الرباط، صنعاء، والخرطوم أصبحت على التوالي عواصم للثقافة العربية خلال السنوات الخمس الماضية. البحرين لماذا لا تقدم على خطوة جريئة مماثلة لتصبح المنامة عاصمة للثقافة العربية، وخصوصا أن شعبنا يملك مقومات عريقة تؤهله لاحتضان أكبر تظاهرة ثقافية عربية سنوية؟ صحيح أن المشروع بحاجة الى عمل دؤوب، لأنه يشتمل على مزيج من الفعاليات الثقافية من فنون وآداب ومسرح ومهرجانات وندوات ومعارض، لكنه إذا أخذ نصيبه من التخطيط الجيد سيحقق للبحرين وجها ثقافيا مشرقا اقليميا ودوليا. وتعود فكرة "العواصم الثقافية" إلى المؤتمر الذي عقد في المكسيك تحت مظلة الأمم المتحدة العام 1982 بشأن السياسات الثقافية، انطلاقا من فكرة رئيسية تستند إلى أن الثقافة عنصر جوهري في التنمية البشرية. البحرين بدأت في سياسة إصلاح للركود الثقافي، فبعد أشهر من الآن ستفتتح أكبر مكتبة وطنية بحرينية وستكون صرحا ثقافيا متميزا، وهناك تخطيط لبناء مسرح وطني كبير، وهناك مشروع طموح لوزارة الاعلام بنشر المؤلفات البحرينية إلى الأسر مجانا ولو ان تفاصيله لم تعلن بعد. على مسار مواز لدينا عناصر شبابية موهوبة في مختلف الفنون تنتظر أن تأخذ حصتها من الرعاية والاهتمام، إذا نحن نملك قاعدة ثقافية تؤهلنا لاحتضان هذا المشروع، الذي نتمنى أن يتبناه جلالة الملك شخصيا... فهل قريب هو اليوم الذي ستصبح فيه المنامة عاصمة للثقافة العربية، لا شيء مستحيل اذا توافرت الإرادة الصادقة
العدد 1148 - الخميس 27 أكتوبر 2005م الموافق 24 رمضان 1426هـ