(أ) محمود الدعّاس وقصيدة خفيفة الظل، لا تعقيد فيها ولا إسفاف، هذا الصوت يبشر بالكثير من المفاجآت، فقط لو لم يحصر مضامين قصائده في موضوعة واحدة ويتيمة.
توّك صغيره وابتديتي تحبين
من علّمك ليل السهر يا صغيره؟
بدري عليك العشق يا بنت هالحين
حرام هذا القلب وشْ هُو مصيره؟
انتي بريئه في الهوى ليه تشقين؟
صَدْمَاتَهْ لْقلبك تراها خطيره
عيشي الطفوله واتركي الحب بَعْدَين
ودْروبه طْوالٍ عليك وعسيره
الشوق يفضح لا انكشف داخل العين
واتي بنفسك ما هقيتك بصيره
إن كان قصدك بالمحبه تسلّين
بالعكس بتشوفين همٍّ وحيره
الحب قبلك هز ناسٍ كثيرين
خلّى القلوب تعيش خوفٍ وغِيره
طيعي كلامي واحتري لا تمادين
تراجعي لعلّ في الأمر خيره
عيشي الطفوله والبراءه لك سنين
وبعدين حبي لا غديتي كبيره
(ب) ما يلفت في الدعاس تعامله الدمث، واستعداده لسماع الملاحظات التي ترد على نصوصه التي يبعث بها الى «ريضان» من دون تعنت أو مكابرة، بهكذا خُلق يمكن للإنسان - وخصوصاً الشاعر - أن يرتقي الى مراتب من الحب بمعرفة إمكاناته وقدراته من جهة واستعداده الى الإصغاء أكثر من الثرثرة
العدد 1170 - الجمعة 18 نوفمبر 2005م الموافق 16 شوال 1426هـ