العدد 1171 - السبت 19 نوفمبر 2005م الموافق 17 شوال 1426هـ

مسئولية من؟

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

في ورشة فريدوم هاوس "بيت الحرية" المقامة حاليا في المنامة تمت إثارة الكثير من القضايا والإشكالات التي تواجه سن قوانين تنصف المرأة وأفراد أسرتها من بطش التجاوزات القضائية التي تحصل في دول المنطقة العربية، سواء كان ذلك في حال وجود القانون أو عدم وجوده. وفي هذه الورشة - التي ضمت مجموعة من الناشطات والقانونيات والإعلاميات وحتى قضاة شرعيين - أثيرت قضايا مازالت محل نقاش في كثير من المجتمعات العربية - التي أول ما ترفع عندما يرد إلى أسماعها قانون للمرأة ترفع تلقائيا لافتات - أو إهانة أحكام الدين من دون مبرر - على حد كلام إحدى الناشطات - إذ إن هناك قوانين أخرى تمرر من دون درجة المقاومة نفسها التي تتعرض لها القوانين المتعلقة بالمرأة. فهناك تشويش وتشويه للصورة التي تطالب بها المرأة العربية لحقوقها التي لا تتعارض مع مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي ذاتها يطالب بها الرجل العربي حكوماته، وبعض تلك الحكومات تقمع صوته في كثير من الأحيان على رغم أنه واقع يقمع صوت المرأة أكثر من مرة إن هي أعلنته أمام الرأي العام في دعواتها لإنصاف حقوق لها ولأبنائها. فما طرح من أمور كثيرة في جلسة الأمس لم يتحدث عن إصدار قوانين سحرية تعالج المجتمع بقدر ما تتعلق بالوضع المتردي والأخلاقي الذي وصلت إليه بعض مجتمعاتنا. فعلى سبيل المثال، أثير موضوع ظاهرة "عقد اللمس" خلال الورشة، ولا أدري كم منا سمع بـ "عقد اللمس" إذ كانت هناك حالة بحرينية طالبت بإحلال ذلك مع خادمتيه، وهو أمر مثير للاشمئزاز أثاره المشاركون كونه بدا ينتشر في الآونة الأخيرة في البحرين بما يعرف بزواج "السياحة" عن طريق الإنترنت المنتشر حاليا في السعودية بين أوساط الشباب وغيرها من مسميات الزواج والعقود التي تحلل لمن يشاء في أي وقت وفي أي مكان. هذه الممارسات والظواهر التي خرجت عن المألوف في ظل غياب ضوابط وتنظيم لعملية الزواج والطلاق وحتى النسب عبر التقنين هي جميعها تستغل ضد المرأة بحجج شتى. أثيرت أيضا قضايا استغلال وضع النساء الاجتماعي والاقتصادي في بعض المناطق البحرينية التي تتحول صورهن إلى سجلات توزع من أجل زواج "المتعة" وزواج "المسيار" وحالات أخرى. وقد تكون حالات العثور على أطفال رضع في سلات القمامة، آخرها العثور على جثة رضيع طافية في البحر أمس الأول هي نتاج ممارسات غير مشروعة... ونحن نتساءل: هل هي مسئولية الدولة، أم مسئولية رجال الدين، أم المجتمع، أم مسئوليتنا جميعا أن نحافظ على حقوق الأسرة والمرأة من الضياع؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1171 - السبت 19 نوفمبر 2005م الموافق 17 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً