العدد 1181 - الثلثاء 29 نوفمبر 2005م الموافق 27 شوال 1426هـ

مؤتمر الشيخ ميثم... مبادرة معرفية تسامحية يشكر عليها وزير الشئون الإسلامية

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لا يسع المرء إلا أن يلقي زهور محبة للمؤتمر الذي عقدته وزارة الشئون الإسلامية وسلطت الضوء من خلاله على شخصية الفيلسوف البحريني الشيخ ميثم، وهي مبادرة تستحق الثناء وتعكس حال التواصل ما بين المجتمع البحريني. إن حضور العلماء هذا المؤتمر يؤكد الرغبة التامة لدى الجميع لخلق آفاق علمية تسامحية في المجتمع البحريني. إن ذاكرة البحرين الجميلة تنشط بالحب كلما خلقت في الواقع مبادرات علمية تسامحية، ومؤتمر الشيخ ميثم لاشك يخلق مثل هذه التوازنات المفعمة بالإضاءات... تلك هي الوسطية الذهبية التي نحتاجها "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" "البقرة: 143". إن المؤتمر أضفى ظلالا هادئة ودافئة في قلوب الناس عندما يرون السلطة تبحث في التاريخ لتجعل الشخصيات المنسية لها حضورها وهذه المساهمات يجب تشجيعها. بالأمس عندما كنت في واشنطن، سألني أحد المسيحيين عن مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي الذي عقد في البحرين وهل هو منفك عن الذوق العام للناس، أم لا؟ قلت له: على العكس -وهذا الحديث قلته أمام كل المسيحيين في المؤتمر - إن البحرين أرض التسامح، فالمأتم الشيعي بجوار المسجد بجوار الكنيسة، فهم في أرض متقاربة في المنامة... البحرينيون معروفون بالتسامح والوسطية. وكلمتهم عن الإسلام والرسول وموقف الإمام علي من ذلك فوقفوا جميعا وراحوا يصفقون للموقف الجميل لأهل البحرين. فنحن بأمس الحاجة إلى التقارب بيننا كمسلمين، وما أجمل ما كتبه الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة من ورقة جميلة في الإمام الحسين، فإنها تخلق جوا معرفيا تسامحيا في البحرين. إن مثل هذه المؤتمرات تذيب الجليد المتراكم الذي زرعته دكاكين الطائفية ولوردات الفتن المؤدلجة. في الانتخابات البرلمانية القادمة صوتوا لمن يقف مع آلام الناس، أكان سنيا أو شيعيا لا يهم أهم شيء حبه للناس وللدين وللوطن، كم سني أفضل للشيعة والوطن من الشيعي، وكم شيعي أفضل من السني للسنة والوطن. اقرأوا تاريخ الهيئة الوطنية اقرأوا كمال الدين والشملان وغيرهما. قدر البحرين أن تعيش على الحب والتسامح لا على الخطابات أو الألغام الطائفية. الذين اشتغلوا بالأمس ماسحي أحذية، أصبحوا اليوم يدفئون الجو لـ "تفقيس" بيض لتخرج كتاكيت التأدلج، لا تسمعوا لهم، هم أعداء الجميع. فلنقرأ الشيخ ميثم الفيلسوف ليزرع فينا عقلا تواصليا نقديا إبداعيا وطنيا إنسانيا. كانت البحرين تستلقي كأغنية على مرافئ قلبه الكبير فتنشد حب النخل والشراع والبحر. فلنقرأ التاريخ لنفهم البحرين جيدا، بحرين الشيخ يوسف، بحرين إبراهيم العريض والشيخ المهزع والباكر، بحرين الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة، بحرين الشملان وكمال الدين، بحرين الشيخ عبدالأمير الجمري هذا النسر الغريب النائم على القمة الشماء، سكون كسكون الليل بعد انتهاء الفصل الأخير من سكر الحلم الجميل، هذا المارد اليقظان ضميرا على رغم عمق الرحيل. وماذا أقول في "أبي جميل" البحرين الذى كسانا دفء الوطن بعد المنافي وزرع في أعيننا نخيل الوطنية جسرا للصعود نحو المنتهى. أبوجميل ترك فراغا فينا، كان يطرق بيوت الفقراء بيتا بيتا وعباءته تظلل علينا كأطفال تائهين هاربين من اليتم والعاصفة، وما أجمله وهو يدخل جمعية الإصلاح، وهو يصوت على الميثاق، وهو ينتقدنا إن فقدنا توازننا. أبوجميل... لو صنعنا له عقدا من نبضات قلوبنا لكان قليلا. البحرين ولادة... نعم سنزرع الطريق أزهار ياسمين. بالأمس ذهبت أنا والفنان "التنين" زهير السعيد إلى مرسم الفنان البحريني الكبير محمد بحرين في منزله وقضينا أمسية حتى ساعة متأخرة من الليل، كانت الأمسية ألوانا زيتية ومائية رأيت فيها شموخ علي وأحزن الجدار يوضع عليه جبين العظماء "ع" في لوحة عظمى، ولوحة البحريني بلا فنجان شاي يصور صورة الأب الذي أسرف في السذاجة في توزيع ماله ثم مات تاركا أولاده بلا مال. العبقرية في البحرين تولد فينا كما يولد السكر في التفاحة وشرايين العنب، لكنها بحاجة إلى اكتشاف. هل تعرفون الفنان جعفر العريبي وياسر خليفة والكثير الكثير من الموهوبين؟ ختاما، شكرا لوزير الشئون الإسلامية على هذه المبادرة الطيبة ولوكيل الوزارة وللمساهمين، ولجميع الأوراق وخصوصا الأنصاري، هذا المفكر التسامحي الجمي

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1181 - الثلثاء 29 نوفمبر 2005م الموافق 27 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً