العدد 1192 - السبت 10 ديسمبر 2005م الموافق 09 ذي القعدة 1426هـ

دوارات من فرط سلم

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

قبل أربعين سنة... أو ثلاثين سنة... أو حتى عشرين سنة كان وجود الدوارات الكبيرة على شوارع البحرين الرئيسية أمراً مقبولاً، أما الآن ومع الازدياد المتصاعد بشدة رهيبة لأعداد السيارات الموجودة وعلى مدار الساعة في الشوارع الرئيسية فإن وجود هذه الدوارات يشكل خطورة كبيرة على مستخدمي الطريق.

الذي ابتدع فكرة الدوارات أو اخترعها على الشوارع لو كان حياً يرزق حتى الآن وحضر إلينا في البحرين وشاهد ما نشاهده نحن الآن من مصائب على الدوارات التي اخترعها لقدم اعتذاره وندم وحذا حذو أخيه مخترع الديناميت (المستر نوبل) وقدم جائزة مالية سنوية لكل من يعبر دوار بوابة مدينة عيسى ودوار مصنع التكرير ولمدة عشر مرات من دون أن تصطاده سيارة مسرعة وقادمة إليه من اليسار.

التكنولوجيا الحديثة صممت لتخفيف الاعتماد على العنصر البشري... وطبعاً الإشارات الضوئية ولو أنها مربكة في الشوارع الرئيسية الا أنها تنظم السير على الأقل مؤقتاً حتى تعمل الجسور والأنفاق... والدوارات بالأساس صممت لتكون في وسط الشوارع الصغيرة الموجودة في الأحياء السكنية حتى تنظم المرور الخفيف وفي الوقت نفسه تعطي رونقاً جمالياً للمنطقة عندما تشجر أو يقام عليها أي نوع من أنواع النصب التذكارية.

أما في الشوارع الكبيرة فإن إقامة الدوارات تعتبر نقمة على مستخدمي هذه الشوارع وليس نعمة... ولو أخذنا مثالاً الدوار الواقع عند بوابة مدينة عيسى الذي تقع عليه خمسة شوارع رئيسية... الآتي من مصنع التكرير، والآتي من الرفاع، والآتي من وزارة العمل، والآتي من المنامة، والآتي من مدينة عيسى... الداخل إلى هذا الدوار مفقود والخارج منه مولود ومن الممكن أن تقول عليه أي شيء ويكون صحيحاً... السيارات من سبق لبق... والسواقين من فرط سلم... والشاحنات من رفس عفس... وشرطي المرور من ركض مرض... وهذا الدوار بالذات لا يمكن أن يسير المرور عليه من دون وجود أكثر من شرطي مرور عليه... ولا نعرف ما فائدته غير تأخير خلق الله وزيادة أمراض ضغط الدم والسكر عندهم.

الدوار الموجود عند مصنع التكرير... حدث ولا حرج... تقف وتنظر يسار وتخرج... وانت وحظك يا فارط من حادث مأسوي يا مفروط في مكانك... ومع أن مساحة الدوار تصل لنفس حجم منطقة السيف بكاملها الا أنها متروكة صحراء جرداء.

إذا كانت حركة المرور عند الدوارات تتطلب وجود رجل مرور أو أكثر لتسهيل حركة السيارات، فالإشارات الضوئية تنظم حركة المرور من دون الحاجة إلى وجودهم... وإذا عرفنا أن عدد أفراد رجال المرور قليل جداً ولا نراهم إلا في المواكب أو عند الحوادث بعد وقوعها... إذاً، السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا هذا التأخير في إزالة هذه الدوارات التي تضايق خلق الله وعمل إشارات مرورية بدلاً منها

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1192 - السبت 10 ديسمبر 2005م الموافق 09 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً