وُلد جون لينون في العام 1940 في ليفربول، هجر والده منزل الزوجية وماتت والدته في صباه، فنشأ في أوساط الطبقة العمالية الكادحة، شخصيةً متمردةً، ليلتحق بكلية الفنون الجميلة، سرعان ما طُرد منها لأنه كان يترك المحاضرات ليعزف «الجيتار»! في شبابه أسس فرقة «البيتلز» (الخنافس) مع أربعة من رفاقه، ليخطّوا نهجاً موسيقياً جديداً اجتذب شباب الستينات كالفراش. في نهاية الستينات خاض لينون تجربةً ليبراليةً حقيقيةً، بعد زواجه من اليابانية «يوكو أونو»، وظهرت ميوله اليسارية، فقدّم أغنية «بطل الطبقة العاملة» إلى الزعيم التشيلي سلفادور اليندي. ولما زار الولايات المتحدة، طلبوا منه ألاّ يتطرق للسياسة الاميركية في فيتنام. ولمّا سأله صحافي عن تجربته مع المخدرات لإحراجه أجاب: «لنعترف ان الـ CIA وراء رواج المخدرات، كان الجندي يُمنح زجاجةَ خمرٍ لامتصاص اضطرابه النفسي، أما في فيتنام فقد استخدمت المخدرات لامتصاص اضطراب المحاربين». ولمّا أراد الهجرة إلى أميركا وضعوا في طريقه العراقيل لسنوات. الرئيس ريتشارد نيكسون نفسه لم يرق له إقامة مغنٍ معارضٍ لحرب فيتنام في بلاده! في ليل 8 ديسمبر/كانون الأول ،1980 بينما كان يهم بركوب سيارته، أوقفه شابٌ مشرّدٌ ليوقّع له، وفي الأثناء عاجله بست رصاصاتٍ ليتهاوى ذلك الجسد غارقاً في الدماء، بينما انحنت عليه زوجته المفجوعة تنتحب. أميركا قالت إن الشاب مختلٌ عقلياً، وكان متأثراً برواية يقرأها عن مشرّدي المدينة الصمّاء، والبعض اتهمه بالغيرة من نجاحِ مشرّدٍ مثله، بينما اتهم ابنه (سين) الـ «سي آي ايه» بقتله نظراً لأفكاره الراديكالية، وقدرته على جمع الشباب الأميركي ضد حرب فيتنام. القاتل الذي بلغ 50 عاماً، ينتظر اليوم الإفراج، بينما ترفض الزوجة التي بلغت 70 عاماً، ذلك القرار... ويبقى السؤال معلّقاً: لماذا قُتل زعيم «الخنافس» في نيويورك؟

قاسم حسي