العدد 1198 - الجمعة 16 ديسمبر 2005م الموافق 15 ذي القعدة 1426هـ

الشيخ عادل المعاودة ومعاداة تجمع جمعية المنتدى الوطني

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

لقد اختصر الشيخ عادل المعاودة ما تطالب به جمعية المنتدى مع بعض الجمعيات السياسية الوطنية من الحفاظ على الحريات الشخصية والمدنية في المطالبة بعدم تحريم الخمر في الفنادق في شهر رمضان. .. أي فهم سطحي أكثر من ذلك صادر عن رجل دين يفترض منه فهم الموضوع الذي ينتقده بعد الاطلاع عليه، قبل ان يصدر حكماً غير أمين، عن تعصب وميل لإثارة الناس سلبياً، مثلما فعل في المجلس النيابي بالنسبة إلى حفلة عادية للمطربة نانسي عجرم... لا يعادل ما تؤديه على المسرح اطلاقاً مع ما تبثه القنوات الفضائية من إغراء متعمد في الغناء يشاهده جميع الناس. إن هذا الانتقاد غير العادل يدل على عدم اطلاعه على البيان... وعدم إلمامه باحترام الدين الإسلامي للحريات الشخصية، إذ وضع سبحانه المحاسبة يوم القيامة بين الإنسان وربه فقط، وإذ انتشر الدين الإسلامي في دول مسيحية قام القادة في ذلك الوقت باحترام عاداتهم وطعامهم وشرابهم حتى لو كان محرماً في الدين الإسلامي. لقد دعا البيان الذي وضعته «جمعية المنتدى الثقافية الاجتماعية» وعملت على جمع تواقيع تسع وعشرين جمعية أهلية ونسائية تؤيد مبادئه، التي تدعو إلى احترام حرية العقيدة والفكر والتعبير، إلى المطالبة ببقاء البحرين كما كانت على مدى العصور، مجتمع ومركزاً متسامحاً للتنوير والإشعاع ووطناً تتعايش فيه مختلف الأديان والمذاهب والحضارات والأفكار... كما نادى بتشجيع الاقتصاد الحر المبني على قيم الحرية والشفافية والتنافس في العمل وجذب الاستثمارات الأجنبية التي ستساهم في تقديم الاقتصاد البحريني وبالتالي زيادة عدد الوظائف والقضاء على البطالة. لقد طالب البيان باحترام مكانة المرأة البحرينية وإنجازاتها التي عملت طويلاً على تحقيقها حتى أصبحت على قدم المساواة مع شقيقها الرجل. إلى جانب تشجيعه على إقامة دولة المؤسسات وجعل القانون أساساً لحماية الحريات والحقوق، لا أن يفرض البعض رأيه على القوى التي لا تتفق مع آرائه... ومحاولة تهميشها وإسكاتها. إن هذا التجمع لم يناد بعدم تحريم الخمر أثناء شهر رمضان، وإنما طالب بحرية ممارسة أصحاب الديانات الأخرى لما يسمح لهم دينهم وعدم التعدي على معتقداتهم واحترامها، كما احترمها المسلمون الأوائل الذين لم يختلط دينهم بمصالحهم الشخصية التي يغضون النظر عما يخالف الدين الإسلامي إذا كان يتعارض معها... كما اتجه بعض رجال الدين إلى عدم احترام مبدأ مهم في الدين الإسلامي... وهو أهمية اعتبار أن ممارسة التعليمات الدينية تقوم على الضمير الأخلاقي والديني بين الإنسان وربه... وعندما يمنع المرء نفسه من ممارسة ما يمنعه عنه دينه عن إيمان راسخ فلن يؤثر به شيء فيخالف ما آمن به... لأنه يفكر أن الله سبحانه موجود ويراقبه وسيحاسبه يوماً على ما يخالف من تعليمات أنزلها في كتابه الشامل للأديان الثلاثة وهو القرآن الكريم والأحاديث الشريفة لنبيه الكريم. لقد وصلت الأمور في بحريننا المتسامحة بأهلها الطيبين المنفتحين على الحضارات والأديان الأخرى منذ أن عرف الإنسان الإيمان والعقيدة سواء قبل الأديان السماوية أو بعدها... إلى خوف الناس المتنورين والمثقفين من التطرف والتعصب وإعادة مجتمع البحرين إلى الوراء... بدل أن يسير إلى الأمام... لوجود عقليات لم تدرك روح الحضارة والتسامح في الدين الإسلامي... وأن الحكمة والموعظة الحسنة هي أساس الدعوة إلى هذا الدين العظيم... وبها انتشر بين شعوب العالم. وهذا ما دفع القوى الحرة والوطنية إلى إصدار ذلك البيان الذي هاجمه الشيخ عادل المعاودة علناً في خطبته في أحد المساجد يوم الجمعة الماضي، واتهم من خلاله هذه الجمعيات بتشجيع تناول الخمر في الفنادق خلال شهر رمضان ظلماً.

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 1198 - الجمعة 16 ديسمبر 2005م الموافق 15 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً