العدد 1202 - الثلثاء 20 ديسمبر 2005م الموافق 19 ذي القعدة 1426هـ

احتفالاتنا الوطنية بين الشعبية... والكباب والخنفروش،،

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

أتذكر جيدا عندما كنا صغارا. .. وأقصد صغارا يعني صبية لا تتعدى أعمارنا أكثر من عشر سنوات وكيف كان شهر ديسمبر يزهو ويبتهج عن جميع باقي الأشهر في السنة، كنا لا نعلم شيئا عن احتفالات أعياد الميلاد المسيحية وأعياد رأس السنة الميلادية، والتي تتهيأ لها البحرين عبر جميع فنادقها ومرافقها السياحية، وبكل ما أوتيت من طاقة استثمارية وبشرية، وكل ما كنا نعرفه هو أن هذا الشهر هو الشهر الذي تزهو به البحرين بعيدها الوطني من كل عام فنرى الشوارع والمنازل وجميع المباني تتسابق في رفع علم البلاد فوق أسطحها عالية خفاقة، كنا نتهيأ في المدرسة الى ذاك المهرجان الذي تقيمه جميع مدارس وزارة التربية والتعليم ونلبس أجمل ما عندنا لنحتفل بهذا اليوم الذي نحصد فيه الكثير من الجوائز آخرها كان مجموعة من الاكواب التي ظل أخي جاسم محتفظاً بها الى وقت ليس ببعيد، ولا ننسى خروجنا العصر في الشوارع مصطفين على الرصيف وذلك بتنسيق من وزارة التربية والتعليم ممسكين بالأعلام لنرحب بضيوف البحرين من قادة مجلس التعاون إذا ما صادف اجتماع القمة في البحرين وكونه يصادف العيد الوطني بأيام معدودة. ولكن... أين هذه المظاهر الاحتفالية أو أنصافها على الأقل... أين تلك الاحتفالات العفوية التي كانت تخرج، وأين ذاك التفاعل مع الالعاب النارية التي تقام على أرض مجمع السيف قبل بنائه ليصل طابور السيارات التي تود أن تشارك الى جسر المحرق القديم. ففي الاعوام الاخيرة وبما فيهم هذا العام فهو لم يختلف عنها كثيرا، لم يكن احتفالا زهوا على الاقل أو هو إحتفال يرسم البهجة على وجه مواطنيه (نحن)... ولم يكن احتفالاً يليق بالمستوى الذي يجب أن يكون، إنه احتفال تقليدي موضته قديمة الى أبعد الحدود يصلح لأن يكون احتفالا رسميا بحتا لا شعبيا يهدف الى إشراك شعب البحرين كله، إنه احتفال من دون المستوى فرّخ لنا مواسم مثل عمرة العيد الوطني، ورحلات سياحية خارجية بين دبي والكويت وغيرهما، من شأنها أن تخفف من حدة الملل الذي يُصيب الناس في إجازته الطويلة إذا ما صادف معه يوم خميس،، أصبح برنامج الناس في إجازة العيد الوطني ليس أكثر من إجازة ينامون ويسهرون فيها مثلها مثل عطلة الربيع. وبسبب شحة وفقر البرامج الاحتفالية في البلاد ولعدم رغبة الاولاد في الموجود أصلا والذي لا يتعدى فرقة أطفال صاخبة تعزف في خيمة هنا مع حناية (بفلوس) وأخرى تصبغ وجه الاطفال (بفلوس أيضا) وفرقة وزارة الداخلية تعزف منوعات موسيقية متفرقة من على منصة مسرح يا حيا الله وكأنها في كوكب آخر أو كأنهم مجموعة شباب يتدربون في الفريج هناك، ومجموعة كبيرة من البائعين الجوالين متجمعين في نقطة تراهم في كل احتفال (شعبي) تلك تصب الكباب وأخرى الخنفروش وذاك يبيع العصير والحب والنفيش والصبار المخرخش، وألعاب نارية مؤجلة، وبرامج أخرى لا دعاية كافية لها نحضرها بالصدفة ،، فقد عزمنا أنا والاهل الى تغيير جو عبر التسوق في الخبر والدمام، وفي رجعتنا نكتشف الحشود من السيارات البحرينية التي كانت تعاني مثلنا وخططت (صح) كما نحن خططنا. نفس البرنامج تراه كل عام تقريبا بل أردى بقليل، ناهيك عن تلفزيون البحرين الذي تقاول مع مدارس التربية والتعليم ليصور إبداعاتهم وأغانيهم الفيديو كليب (الوطنية)،، ليعرضها لنا وصلة غنائية مآطولة تأخذ وقت العصر بأكمله والتي يخيل لناظرها وكأنه يتابع أغنية قديمة، فلا فرق بين أغاني وتصوير أغنية «أم المليون النخلة عرفتوها» وأية أغنية وطنية جديدة لمدارس التربية التي أحدثكم عنها... فلن ترى مسرحاً أو ديكوراً ولا هم يحزنون، فيكفي تصوير جميع تلك الاغاني عند قلعة عراد وبس،،، حقيقة... إن اللجنة المنظمة والمشرفة على إقامة الاحتفالات بالعيد الوطني يتوجب عليها أن تغير ذاك الملف الذي يتم فتحه في كل عام لتنفيذ جدول أعمال مكرر، ويتجهوا للتفكير في برامج إبداعية (مغرية) من شأنها أن تستقطب البحرينيين والخليجيين الى مشاركتنا احتفالاتنا الوطنية والشعبية لا أن نساهم في تشريدهم.

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 1202 - الثلثاء 20 ديسمبر 2005م الموافق 19 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً