العدد 1202 - الثلثاء 20 ديسمبر 2005م الموافق 19 ذي القعدة 1426هـ

من المسئول عن ضياع الجيل الصاعد؟!

أفتتح مقالي هذا وأنا أردد هذه الجملة: «لا تتعجب فغداً سترى أكبر من العجب». أعيش حائراً، أكرر على نفسي هذا السؤال: ماذا أستطيع أن أفعل تجاه إخواني الشباب الصاعد من جيل هذا البلد؟ وسط هذا التغير في أفكارهم التي أصبحت تنتمي إلى الغرب والتي تخلت عن قيمنا الإسلامية، وأفكر في مستقبل بلادنا ماذا سيكون عندما يتولى هذا الجيل الجديد تربية أبنائنا، وكيف سيكون وضع الجيل القادم وسط تبدل القيم والمفاهيم الإسلامية؟ من خلال مناقشاتي السابقة مع الأصدقاء توصلت إلى عدة نقاط رئيسية خطيرة تسببت في إبعاد الشباب عن التمسك بأفكار الإسلام العظيمة والتوجه إلى أفكار الغرب الهدامة، وهي عبارة عن الآتي: (1) وعي الآباء بالأمور التربوية والثقافية والدينية: وهي من أكبر المشكلات وتعتبر الأساس في إضعاف نفوس الأبناء في الأمور الدينية والثقافية، فنحن نرى أن الآباء يصرفون جل وقتهم في العمل ليل نهار لتوفير لقمة العيش وتأمين الحياة الكريمة لأبنائهم، متناسين أهم شيء وهو كيف نربي أبناءنا ونحافظ عليهم من السموم الغربية التي انتشرت في بلادنا الغالية وترك وظيفة التربية للزوجة الحبيبة (الأم)؟، (2) جهل الأم بالثقافة التربوية والدينية أيضاً: فمن جهة أخرى نرى الأم التي تجهل الكثير من الأمور الثقافية والدينية التي كرست جل وقتها للحاق بتلك الموضة وتلك التسريحة الجميلة وكأن تفكيرها أصبح فقط «ماكياج»، والغريب في الأمر أن البعض من هؤلاء الأمهات تأمر بناتها بلبس الملابس الضيقة التي أصبحت ظاهرة تنتشر في البحرين باسم التقدم الحضاري الفكري، فأين موقع الحجاب الإسلامي؟ أصبح شيئاً لا قيمة له سوى التخلف الفكري في نظر هذه الشريحة المنتشرة في بلادنا في الوقت الحاضر. فكيف نستطيع تحصين أفكار هذا الجيل والمدرسة الأولى، وأقصد بها الأم، التي تحمل هذه الأفكار، بل البعض منهن يردد قول «ليس لدي وقت فأنا منهمكة في العمل». وهل أصبحت حياتنا هدفها العمل وجمع المال؟ (3) العلماء ودورهم الكبير في نفوس الشباب: أتأمل قليلاً أيضاً وأرى رجال الدين العلماء عاجزين عن إيصال صوتهم إلى هذا الجيل، وكيف يصل والكثير منهم تخلى عن الذهاب إلى المساجد والمحاضرات الدينية، والسبب في هذه المشكلة هي النقطة الأولى في الموضوع، فأين دور الآباء في تشجيع أبنائهم على الذهاب للمساجد؟ فهل نلوم العلماء لعدم استطاعتهم توفير آليات جديدة لإيصال صوتهم إلى هذا الشاب أو تلك الفتاة؟، (4) دور الدولة والمسئولين تجاه الشباب: نأتي أخيراً إلى الدولة ودور المسئولين فيها تجاه تثقيف الشباب، فأين الإعلام الإسلامي في مملكة إسلامية لحث هذا الجيل الصاعد وترسيخ الفكر الحضاري الإسلامي الأصيل، بدلاً من تفكيك عقولهم وإدخال الفكر الغربي عن طريق إعلام موجه وسياحة غير نظيفة تدفع بهؤلاء الشباب إلى الترفيه عن أنفسهم من خلال الابتعاد عن القيم الإسلامية؟، من هنا، ندعو جيل الشباب إلى التناقش في كيفية حل مشكلاتنا ووضع أيدينا على الحلول من خلال الحديث الشريف للرسول (ص) «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته»، فالمسئولية ليست محصورة في فئة أو جهة معينة دون أخرى، فالكل مسئول انطلاقاً من الحديث الشريف وانطلاقاً من منطق الفكر والعقل... فالأب مسئول والأم مسئولة والمدرسة مسئولة والمجتمع مسئول... فهذه دائرة إن تخلى عنها أحد تأثر بها الجميع، والخطر الواضح في هذا الموضوع أن ننسب المسئولية إلى شخص معين وننسى أنفسنا... فهنا تكمن المشكلة حينما يتخلى المسئول عن مسئوليته.

فاضل عباس الحليب

العدد 1202 - الثلثاء 20 ديسمبر 2005م الموافق 19 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً