العدد 1204 - الخميس 22 ديسمبر 2005م الموافق 21 ذي القعدة 1426هـ

تداعيات الأزمة السودانية التشادية

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

في الوقت الذي يحاول فيه الاتحاد الإفريقي استباق الزمن في إيجاد حلول عاجلة لمشكلات القارة السمراء على كثرتها، طفحت إلى السطح أخيراً أزمة سياسية أخرى بين عضويه السودان وتشاد تنذر بمزيد من الاضطرابات في المنطقة. فقد كشفت مصادر عسكرية مطلعة النقاب عن لقاء جمع بين الرئيس التشادي إدريس دبي ورئيس حركة التمرد الكبرى في دارفور مني آركوي من أجل شن هجمات مشتركة على حركة متمردة تشادية تسمى «التجمع من أجل الديمقراطية» يقودها الجنرال محمد نور. وطبعاً مسرح هذه المعارك هو إقليم دارفور المضطرب أصلاً. وللتذكير فإن الرئيس دبي من قبيلة الزغاوة المشتركة بين تشاد والسودان وانطلق من دارفور بمساعدة حكومة عمر البشير للسيطرة على الحكم في انجمينا في 4 ديسمبر/ كانون الأول .1990 وها هو دبي يعض اليد التي ساعدته ويتمرد على الخرطوم بتقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن بأن السودان يهدد استقراره وبطلبه من السفراء الأفارقة في بلاده بأن يرفضوا استضافة السودان للقمة الإفريقية المقررة يومي 23 و24 يناير/ كانون الثاني المقبل، في وقت اعترفت فيه انجمينا أن قواتها انتهكت الحدود السودانية وطاردت المتمردين التشاديين داخل دارفور بحجة أن حكومة الخرطوم تدعمهم، إذ دمرت كما زعمت قواعدهم وقتلت نحو 300 عنصر منهم. لا شك ستجد تشاد الدعم الغربي في هجومها على السودان فهي مازالت شبه مستعمرة فرنسية بينما لا تجد جارتها سنداً سواء عربياً أو إفريقياً وخصوصاً بعد اتهام الزعماء السودانيين أميركيا بالابادة الجماعية وانتهاك حقوق الإنسان في الإقليم الغربي (دارفور). إن المتضرر الأول والأخير من هذه الأزمة هم اللاجئون من مواطني دارفور الموجودين في معسكرات على طول الحدود بين البلدين. وإذا ما تعاملت الحكومة السودانية بالمثل مع الحكومة التشادية، وهي حتى الآن تكتفي بنفي مسئوليتها التدخل في الشئون الداخلية لانجمينا، فإن الهجمات غير المنظمة لميليشيا الجنجويد للدفاع عن ثرواتها ضد حركات التمرد في دارفور مثلاً ممكن أن تتحول إلى عمليات منظمة ومقننة ربما تطال أرض تشاد وهو أمر لن تستطيع الأخيرة مجاراته. ولذلك ينبغي على الاتحاد الإفريقي وبمساعدة المجتمع الدولي أن يبادر إلى احتواء هذا الخلاف حتى لا يكتوي أهل دارفور بمزيد من المعاناة بسبب الاقتتال الجديد، وخصوصاً أن فصل الشتاء على الأبواب كما أن الاتحاد الإفريقي أعلن مسبقاً أنه غير قادر على تمويل قواته الموجودة في الإقليم عقب الأشهر الثلاثة الأولى من العام المقبل.

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1204 - الخميس 22 ديسمبر 2005م الموافق 21 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً