يتطلع الماليزيون بشغف اليوم إلى إنجاز مشروعين مهمين هما: «سايبر جايا» و«بوترا جايا» وكلاهما مدينتان نموذجيتان توفران أسلوباً جديداً لمفهوم الإقامة والاستثمار في ماليزيا. فالأولى تركز على اعمار مبتكر ومنتجعات راقية خضراء مناسبة لرجال الأعمال والمستثمرين ممن يودون أن يستثمروا في هذه المدينة التي تقدم نمطاً عصرياً في إعمارها إلى الامتيازات الاستثمارية التي توفرها الحكومة الماليزية لمن يود الاستثمار لأصحاب الجنسيات الأخرى. وقد فتحت مؤسسات التقنية العالمية فروعاً لها في هذه المدينة التي لا يمكن للمرء أن يقاوم جمالها ومدى دقة هندستها المعمولة بطريقة منظمة للغاية متناسبة مع احتياجات وطبيعة هذه المدينة. في حين تتميز مدينة «بوترا جايا» بأنها تضم مباني وبيوتاً مفتوحة لتمليك غير الماليزيين إذ إن باب التمليك مفتوح لمختلف الجنسيات ولاسيما أن الحكومة الماليزية تحفز رعايا دول الخليج على شرائها عبر تسهيلات من أجل تنشيط قطاع العقارات داخل ماليزيا وخصوصاً في هذه المدينة التي يتوقع لها الماليزيون الكثير الكثير لتكون مقصداً سكنياً وسياحياً رائعاً وخصوصاً في ظل تشييدها أسلوباً مختلفاً لمجمعاتها التجارية مقارنة بما هو موجود في العاصمة كوالالمبور التي واقعاً تعج وتكتظ بها مجمعات تجارية من كل شكل ولون وحتى أسلوب العرض الذي يضاهى بما هو موجود في بعض دول الغرب المتقدمة. «سايبر» و«بوترا» مشروعان يتطلع إليهما الماليزيون بتفاؤل كبير على رغم أن دول أخرى بدأت بأخذ هذه الأفكار وأصبحت أو تنوي تطبيقها غير أن ماليزيا شرعت بذلك قبلهم وبدأ المستثمرون الأجانب يقصدونها للاستثمار تدريجياً في هذه البقعة الجديدة من ماليزيا. الماليزيون يحلمون ويطبقون عبر تنفيذ مشروعاتهم الكثيرة بل أنهم أكثر طموحاً من غيرهم من باقي شعوب جنوب شرق آسيا باستثناء اليابان وهونغ كونغ. بينما نحن في البحرين نحلم على الدوام ولا يلقى التنفيذ إلا حيزاً قليلاً من التطبيق في غالبية مشروعاتنا المعلن عنها كثيراً في صفحات الصحف من دون أن نرى لها أي أثر ملموس وتطبيق فعلي على أرض الواقع... فمتى نتعلم من الماليزيين؟ ويأتي الوقت الذي نرى فيه البحرين مثل ماليزيا