العدد 3005 - السبت 27 نوفمبر 2010م الموافق 21 ذي الحجة 1431هـ

التماسك الاجتماعي... سنغافورة مثالاً

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

بما أن المسئولين السنغافوريين يترددون على البحرين كثيراً، وكذلك تزداد الزيارات البحرينية الرسمية إلى سنغافورة، فمن المناسب أن نستفيد من تجربة سنغافورة ليس فقط في التنمية الاقتصادية، وإنما أيضاً في التماسك الاجتماعي. فهذا البلد تحسب له النجاحات في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، وهذان يغطيان على النقص في المجال السياسي. ولقد ذكرت في مقال سابق بمناسبة انعقاد مؤتمر «مشروع تطوير التعليم» في المنامة في الفترة ما بين 8 إلى 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2010، ما قاله مسئول سنغافوري عن المنهج التعليمي لديهم، إذ أشار إلى أن منهجهم يوجب على التلاميذ إتقان لغتين، الإنجليزية، مع لغة «الإثنية» التي ينتمي إليها الطالب (سواء كانت صينية، هندية، مالاوية)، وأن تعليم «اللغة الأم» واجب من أجل ضمان التنوع الثقافي في المجتمع، وهذا التنوع يعتبر أحد أسس الاستقرار السياسي في سنغافورة، ولذا فإن الدولة تسعى دائماً للمحافظة عليه.

«التماسك الاجتماعي» في سنغافورة يعتمد على نظرية تؤمن بها الدولة عن قناعة راسخة، وهذه النظرية تقول إن جميع مكونات المجتمع السنغافوري لديهم «تاريخ مشترك» في بناء الأمة السنغافورية الحديثة... وبمعنى آخر، لا يوجد إلغاء لدور أي فئة، ولا يوجد اتهام أو تحقير لأي إثنية أو فئة على حساب أخرى. وجهة النظر السنغافورية بشأن التماسك الاجتماعي تنظر إلى الشعب بصفته «مجتمعاً متكاملاً»، وليس مجتمعاً «مفروزاً بشكل كئيب». هذه النظرية إيجابية لأنها تسعى إلى أن تعيش فئات المجتمع (بكل ألوانها وأصولها الإثنية) بوئام، وأن تعمل معاً ضمن نظام من العلاقات التي ترعاها الدولة على أساس توفير الفرصة للجميع، ومعاملة الكل على أساس المساواة أمام القانون في كل شيء، من الوظائف العامة والمنح الدراسية إلىمجالات الحياة الأخرى، بحيث لا تختص إثنية معينة بقطاع ما، بينما تمنع فئة أخرى .

وعلى أساس هذا التماسك الاجتماعي، فإن الجميع يمكنه أن يساهم في بناء سنغافورة وفي تعزيز مستوى المعيشة والرفاهية «معاً في مجتمع واحد متجانس ومتعدد الديانات والأعراق». ولقد ساهمت سياسة التفاعل المتناغم بين أبناء الشعب السنغافوري في تعزيز نسيجهم الاجتماعي (رغم تعدد اللغات والألوان والأديان)، والجميع هناك يعي أن الحفاظ على هذا التماسك الاجتماعي ليس فسحة نظرية، وليس خطابات وتصريحات للعلاقات العامة، وإنما هو واجب يتطلب العمل الشاق وتضافر جهود الجميع في الدولة والمجتمع لمنع انبثاق أي شيء يبعث الكراهية والشك بين فئات المجتمع أو بين الدولة والمجتمع. والجميع يعي أن الشك المتبادل يؤدي إلى العداء المتبادل ويتحول مع الوقت إلى محرك فعال يدق إسفيناً من التنافر الذي تنتج عنه أزمات سياسية لا أول لها ولا آخر.

لقد حدث أن قامت سنغافورة باعتقال جماعة إسلامية «متهمة بالإرهاب» قبل سبع سنوات، وتولى حينها نائب رئيس الوزراء آنذاك مهمة خاصة عقد خلالها حوارات مع قادة الجالية المسلمة هناك، وتبادل معهم تفاصيل الموضوع، وأكد لهم أن الدولة لم تكن تستهدف من تلك الاعتقالات «المجتمع المسلم في سنغافورة»، وتم تشكيل «حلقات نقاشية» لتعزيز الثقة مع المسلمين ومختلف الطوائف العرقية والدينية، وتم أيضاً إشراك بعض علماء المسلمين وشخصياتهم المحترمة في التواصل مع من تم اعتقالهم، لكي لاتخسر سنغافورة تماسكها الاجتماعي

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3005 - السبت 27 نوفمبر 2010م الموافق 21 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 12:32 م

      خالد الشامخ : تماسكنا أحسن من أيران

      نحن ولله الحمد شعب متماسك أجتماعياً و الشيعه و السنه لا يحسون بأي تمييز و هذا لايمنع أن يكون هناك حساد لهذا التماسك و يبنبعون و لكن لا أحد يسمعهم ...

    • زائر 12 | 9:00 ص

      شقة الإسكان

      شقة الإسكان في سنغافورة أقل من ظ،ظ ظ  متر مربع

    • زائر 10 | 5:19 ص

      ونحن دائما الادنى بين اقراننا لمــــــــــــــاذا ؟

      لا تكفي سحب 1% من الراتب والنسبة المأخوذة من العلاوة الاجتماعية عند التقاعد كأن المواطن طلق زوجتة عند التقاعد ولاحظنا الفرق في الدعم عن اشقائنا ونحن اقل نسبة دعم بينهم، نسبتها 15 في المئة في العراق، و8 في المئة في الكويت، و5 في المئة في قطر، و3.5 في المئة في عمان، وحتى في الإمارات التي ضاعفت أسعار الوقود قبل عام، يبلغ دعمها للمحروقات 7 في المئة. وعليه فإن ما نقدّمه هو الأدنى خليجياً
      ونحن دائما الادنى بين اقراننا لمــــــــــــــاذا ؟ هل نحن قاصرين عنهم ؟والسؤال الكبير لمــــــــــــاذا ؟

    • ابومممم | 5:04 ص

      ابومممم

      اعتقد ان التماسك الاجتماعي يبدأ من الحكومه اولا في نشر العدل و المساواة0000

    • aamernet | 3:14 ص

      المطرقة

      يا دكتور اكتب بالأمريكي قد يفهمك

    • زائر 9 | 2:27 ص

      احنا طال عمرك عندنا تماسك اجتماعى

      ليس بين المواطنين والطائفتين فى البحرين بل حتى بين الاسرة الحاكمة والمواطنين والحكومة والمواطنين ... طبيعة مجتمعنا وتاريخيا يوجد ذلك التماسك ..... المشكلة فى الوضع الحالى هناك من يريد تدمير حالة التماسك الفطرية وذلك بحجة الموالاة لكن فى حقيقة الامر هم يريدون الاستفادةوالمصلحة الخاصة

    • زائر 8 | 2:07 ص

      الحديث سنغافورة

      الحديث عن سنغافوره يا دكتور يطول كثيرا ، يجب ان تبدء كيف صارت سنغافورة دوله. ان سنغافوره كانت جزء من الاراضي الماليزيه و بعد مرور الزمن و تمكن كل من الصينيين و الهنود من غزو ماليزيا . قما الثوار الصينيين بطلب عمل دوله لهم و انفصالهم عن الوطن الام ماليزيا و اليوم الصينيون و الهنود سيطروا على سنغافورة و اصبح الماليه مضطهدين في وطنهم الاصلي.
      هذا ما نخاف منه نحن البحارنه بعد ان تم تجنيس الكثيرني من الايرانيين و الهنود و بعض العرب. هل تصبح البحرين مثل سنغافورة و يختفي المواطن؟

    • زائر 7 | 1:51 ص

      المشكلة يا د. منصور

      ... وهناك من يطبل على جماجم هذا الشعب !

    • الحبيب1 | 12:22 ص

      هذا هو الجميل ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه )

      واحسن القول المتبوع هنا هو كلام الحق القرآني الذي أصلح اللهُ به شعوباً وأمما وأعراقا كثيرة حين خلقها الله جل وعلا وقال ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وهو الموجِب لرضا الرحمن وجواره في الآخرة الموجِب لرضا النفس وارتياحها مع المؤمنين في الدنيا، ولا سعادَة أحسَبُ أحلى ولا أجمَل من سعادَة الإسلام في صدور أوليائه حينَ تمكّنَ جمالُه من صدورهِم، على رغم ما أوغَله أعداء الله في دينه وعلى رغم ما هم عليه من الشدة مع أوليائه، بل هكذا حلت الدنيا في صدور أوليائه، بالله وبه وحده

    • زائر 6 | 11:36 م

      هدا لايرضي الله

      أختي مدرسة قديرة صديقتها من الطرف الاخر مدرسة جديدة نسبياً فجائت الترقية سريعة الى هده المدرسة وهي بدورها جائت لتعتدر وتقول هدا ليس بيدي فردت أختي تستاهلين وهدا مثال موجود في كل مكان واسئلو القريبين عن مادا كان يتكلم المرحوم استاد ( ) قبل وفاته بيوم حيث اثنى عمره في الانتظار والقهر لتأتي الترقيات والمناصب لمن أتو من خارج الحدود

    • زائر 5 | 11:22 م

      التماسك الجسدي

      متى يكون هناك تماسك اجتماعي أو جسدي حينما تزرع فيه خلايا ... تتضخم ومن ثم تفتك بالجسد أو المجتمع الصحيح . وسؤال تحدي : في أي بلد على كل هذه الارض يبكي و يهان ويشتكي المواطن عبر الصحف والاذاعات ليجد له مأوى له و لعائلته والأغراب يعششون مكانه ؟ دكتور سأقرأ المقال مرة أخرى أو سأذهب لقراءة الابراج لأجد " التماسك الاجتماعي " !!

    • زائر 4 | 10:06 م

      شيعة البحرين

      الدكتور الفاضل الشيعة في البحرين يقررون بما تكتب لو قامت الحكومة بإعطاء الشيعة الفرصة في المناصب وتوفير العمل ذات الأجر المناسب واعطائهم السكن بدلا من المجنسين لرأيت ان شعب البحرين بخير يكفى حادثة سترة عندما زارها جلالة الملك لماذا يشكون في ولائنا وانتمائنا نحن نحب العائلة الحاكمة ومانريده فقط العيش الكريم

    • زائر 3 | 10:03 م

      التماسك الاجتماعي

      شكرا دكتور على طرح الموضوع
      أصبت كثيرا ما يتردد علينا التجارب والاستشارات الخارجية ويبقى السؤال دائما عن سبب نجاح الخبرات في بلادهم ولا تنجح في بلادنا والسبب واضح وجلي
      المجتمعات الغربية تقوم على التوافق فيما بينها وهذا هو سر النجاح
      هنا في مملكتنا الحبيبة ومنذ أطل علينا صاحب الجلالة بالاصلاح في البحرين لم نرى واقعا ما يطمح اليه جلالته
      جميع الساسيات مبنية على التمييز الطائفي في كل المجالات
      هل تعلم ان شيعة البحرين يطمحون لشيئين فقط العمل المناسب براتب مجز والسكن اللائق له ولأسرته
      ا

    • زائر 2 | 9:59 م

      يابو علي

      صباح الخير دكتور
      مافي فايدة لاتعب نفسك البطانة غير صالحة الله يخلي المستشارين

    • زائر 1 | 9:49 م

      • بهلول •

      في سنغافورة قبل التماسك الإجتماعي هناك ... نظافة ذات اليد لدى كبار المسئولين التي انتقلت إلى صغار المسئولين و من ثم إلى عامة الشعب . هذه النظافة فاقت نظافة مدن و شوارع سنغافورة التي اشتهرت بها كثيراً • هنا مربط الفرس

اقرأ ايضاً