العدد 2436 - الخميس 07 مايو 2009م الموافق 12 جمادى الأولى 1430هـ

جنسياتٌ وورودٌ ولوحات... في مهرجان ربيع الألوان

نظمت جمعية المرسم الحسيني للفنون مهرجان «ربيع الألوان» في الفترة ما بين 1و3 مايو/ أيار الجاري، شارك فيه أكثر من أربعين فنانا من الجنسين. وقد تميّزت هذه الفعالية الفنية بمشاركة فنانين هواة من جنسيات مختلفة، حملوا ريشتهم ليعبّروا عمّا تحمله نفوسهم المرهفة من أحاسيس إنسانية جميلة تجاه الطبيعة والإنسان.

مجمع جواد التجاري احتضن هذه الفعالية تحت قبته، حيث خُصّص جزء من البهو الداخلي للرسم، فتوزّعت اللوحات على شكل دائري احتضن الرسامين، وأعمالهم التي غلبت عليها الألوان الربيعية الزاهية والورود الخلابة والمناظر الطبيعية المستلهمة من البيئة البحرينية.

جمعية المرسم هدفت من خلال هذه الفعالية إلى لم شمل الفنانين وتشجيعهم على الإبداع، في جوٍّ من الألفة والمحبّة والعطاء. وقد استقطبت هذا العام عددا من المشاركين الجدد، من جنسيات مختلفة، كان لـ «الوسط» مع بعضهم هذا اللقاء.


نتاشا ونيميتا... ولوحة مشتركة

الأختان نيميتا ونتاشا نازار، من الجالية الهندية، شاركتا في رسم لوحة واحدة. تقول الأخت الصغرى نيميتا: «جئنا بالصدفة إلى المجمع لتناول العشاء، واكتشفنا وجود هذا المعرض الفني... إنه من الممتع أن ترى هذا الحشد الكبير من الفنانين من جنسيات مختلفة يشاركون في هذا المعرض».

أما نتاشا فتقول: «كان حضورنا بالصدفة، وشاهدنا المنظمين يوزعون اللوحات وكنت أتوقع أن يكون هناك فنانون محترفون ليقوموا برسم بورترية للزوار... واكتشفت لاحقا أنها مسابقة فنية. المكان هنا جميلٌ ويعكس بصورة كبيرة طبيعة البحرين».

وتضيف: «رغم أننا لم نكن مستعدين تماما، إلا أننا قلنا لنجرّب. إنها تجربة عظيمة فهناك الكثير من الفنانين البحرينيين. وكانت فرصة لنا للإمساك بالريشة بعد 9 أعوام، ومشاهدة هذا التنوع في لوحات الفنانين. التنظيم كان مشجعا جدا، وهي تجربة بهيجة».

وتقول: «لقد مضت 8 أو 9 أعوام منذ مسكي للفرشاة آخر مرة، ونشعر بالامتنان لـ «ربيع الألوان» على اتاحة هذه الفرصة لنعرض مواهبنا».


مشارك من الفلبين

الفنان الفلبيني رينيه فينتس، الذي يلتقي لأول مرةٍ بمجموعة من الرسامين البحرينيين في جو مفتوح، أعرب عن تقديره للفنان البحريني الذي يراه «فنانا جيدا، يجيد التعبير بعدة أساليب فنية». وأضاف: «هذا النوع من الفعاليات يشجّع على تقديم أعمال فنية عن مواضيع يحبها الفنان. وأتمنى أن تتكرّر مثل هذه الفعالية». ويكشف عن أن بعض الفنانين يشاركون بإعطاء بعض الملاحظات والرؤى الفنية، وهو ما يدل على حالة من التفاعل بين الفنانين من مختلف الجنسيات.

فينتيس الذي يعيش في البحرين منذ 20 عاما، يقول: «جئت البحرين عازبا، والآن لديّ عائلة تعيش معي في البحرين في سعادة. وابنتي (10 سنوات) ورثت مني الفن بحكم المشاهدة، وهي تحب عمل لوحات وأتوقع أن تصبح فنانة. أبي أيضا كان فنانا، واثنان من أخواني أيضا يعملان في مجال التصميم الفوتوغرافي.

وعن مشاركته يقول: «بالصدفة جئنا إلى هنا طلبا للراحة، وتلقيت دعوة كريمة للمشاركة من المنظمين عندما عرفوا أني فنان». الزوجة إديث فينتس التي كانت ترافقه أثناء الرسم، قالت: «كان زوجي يدرّس الفن وكنت أحضر دروسه فتعلّمت منه الفن. وسمعت أن اللوحات يمكن أن تباع لصالح الأعمال الخيرية، وأنا أحب ذلك ومستعدة للمشاركة برسم لوحات مستقبلا لدعم هذه الأعمال أو غيرها».

وتضيف إديث التي ترسم بالفحم: «الفن جزء من حياتي، وأنا أعيش في البحرين منذ 13 عاما ولقد أحببتها. وأنا سعيدة جدا لأني أشعر بأني جزء من هذه الفعالية».


زهور من العراق

الفنان التشكيلي العراقي أحمد الشهابي الذي يعيش في البحرين منذ 4 سنوات ونصف، سبق أن شارك في فعاليات سابقة، إذ رسم أربع لوحات جدارية مع «جمعية المرسم الحسيني» بمناسبة العيد الوطني، وأربع لوحات مع «جمعية الإسكافي» في جدارية عذاري، وآخرها في جدارية البحرين بمركز الشيخ سلمان الثقافي. يقول عن مشاركته في مهرجان ربيع الألوان: «هذه المشاركة تعني لي ربيع البحرين، وربيع المحبة والأخوة والتسامح. وأحببت أن أرسم هذه اللوحة ذات الزهور لأقدمها هدية إلى البحرين ملكا وحكومة وشعبا... التي احتضنتنا بعد الاحتلال».

وعن المعرض يقول: «ما أجمل هذا الجو الذي نشاهد فيه فتيات وشباب وأطفال البحرين، حيث توفر لهم الجمعية المستلزمات المطلوبة في جو ملائم للفنان، وتعطيه الحرية الكاملة لاختيار ما يرسم من مواضيع». وعبّر عن أمله بشيوع ثقافة التسامح والمحبة والوحدة بعد أن اكتشفنا جميعا لعبة المستعمر الذي حاول ويحاول تفريق الصفوف وتمزيق الأمة العربية والإسلامية.


بيئة عصية على الرسم

الفنان عادل الذوادي، أحد أعضاء لجنة تحكيم المعرض الثلاثة، آثر أن يشارك زملاءه برسم لوحةٍ بالأسلوب التجريدي، في هذه الفعالية التي تميّزت بـ «ألوان الربيع». يقول: «الربيع يتكون من الورود والأزهار والألوان الزاهية، وقد رسمت امرأة بين ورود الربيع، وأعطيتها ألوانا حارة لتعكس ألوان الربيع التي تفتح النفس». ويضيف: «أشكر الجمعية لتنظيمها هذه الفعاليات التي يشارك فيها الجميع، وتسهم في تقارب الفنانين وتقوية علاقاتهم ببعضهم البعض وبالفن».

الفنان محمد بحرين، أحد الفنانين الذين يحرصون دائما على المشاركة في مختلف أنشطة المرسم، يطرح قضية فنية مهمة وهو يتحدّث عن مشاركته بقوله: «حاولت أن أرسم لوحة من البيئة البحرينية... هذه البيئة التي تستعصي على الرسم، لأن ألوانها ليست سهلة التحضير. فأنت لابد أن تركّب عدة ألوان لتحصل على لون مقارب للبيئة التي يغلب عليها الغبار في أغلب أيام السنة، سواء الأرض أم الجو».


مشاهدات من ربيع الألوان

* خُصّص ركنٌ أساسيٌ من المعرض لتشجيع الأطفال على الرسم حيث وفّرت الجمعية «بيئة صديقة للأطفال»، من ألوان وأوراق وخلافه، شهدت إقبالا كبيرا.

* يشعر الزائر بروح الألفة التي تجمع المشاركين من جنسيات عدة، حيث لا تقف اللغة أو الدين أو العرق حاجزا عن التواصل والتفاهم بلغة الفن الذي يجمع البشرية.

* تطوّع عددٌ من الفنانين لتعليم الأطفال وتسليتهم والترفيه عنهم، سواء عبر توجيههم في الرسم، أو تلوين الوجوه برسم الأزهار على وجنات الصغار.

العدد 2436 - الخميس 07 مايو 2009م الموافق 12 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً