العدد 3009 - الأربعاء 01 ديسمبر 2010م الموافق 25 ذي الحجة 1431هـ

إجماع وطني

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

خلال أسبوع واحد، اكتمل عقد الندوات من مختلف التيارات، ضد سياسة وقف الدعم عن المحروقات والسلع الأساسية التي ستقصم ظهر الفقير.

في نهاية الأسبوع الماضي، نظمت جمعية «وعد» ندوة حضرها الكثيرون، واستمعنا فيها إلى كثير من الآراء، أجمعت بالحجج والأرقام على معارضة هذه السياسة، ماعدا شخص واحد يعمل بوظيفةٍ حكوميةٍ متقدمة.

في هذا الاسبوع، نظّمت جمعية التجمع القومي الديمقراطي ندوةً أخرى، ومن الأفكار التي طرحت أن الدولة لا تنفق كثيراً على النفط لأنها لا تشتريه من السوق العالمية، بل هو منتجٌ محلي، ولا تستدعي كلفته رفع الدعم عنه بحجة رفع الموارد والموازنة العامة. كما أن سعر الليتر في البحرين (100 فلس) ليس هو الأقل خليجياً، ففي السعودية يبلغ 55 فلساً، وفي قطر 70 فلساً. من هنا فإن المطلوب أن تفكّر الدولة في بدائل لتنمية مواردها بدل اختيار أسهل وأخطر الحلول: تحميل الأعباء على ظهور المواطنين.

«الوفاق» عقدت ندوةً ثالثة، أشير فيها إلى أن التركيز على موضوع رفع الدعم، إنّما هو للتغطية على ملف الأراضي، والفشل الذريع في تنفيذ المشروعات الإسكانية. وكشف أحد النواب أن المجلس أقر اقتراض مبلغ 400 مليون دينار لتمويل مشاريع الاسكان التي لم تنفذ، بينما تم ضخ 400 مليون لطيران الخليج!

في الندوة هذه وفي تصريحاتٍ صحافيةٍ أخرى، سمعنا أصواتاً تربط رفع الدعم برفع نسبة التمثيل السياسي والمشاركة في القرار، وهو تفكير طوباوي ساذج، وخطأ استراتيجي يجب عدم الاقتراب منه في مثل هذه الأوضاع، لأنهم يقامرون على عصفورٍ أو قبّرةٍ في الفضاء!

«المنبر الإسلامي»، التي عُرفت بمواقفها المحافظة جداً، وابتعادها عن تطلعات الشارع فعاقبها في الانتخابات الأخيرة... حتى هذه الجمعية لجأت إلى التحشيد الجماهيري، فنظّمت ندوةً لامست سقف الجمعيات المعارضة في موقفها من رفع الدعم. بل إن رئيس كتلتها دعا إلى تشكيل لجنة محايدة تتكون من ممثلين للشعب (نواب ومؤسسات مجتمع مدني، وبها تمثيلٌ للحكومة) للخروج برؤيةٍ وطنيةٍ بشأن سياسة الدعم، وهو اقتراحٌ سمعناه قبلاً من بعض قيادات المعارضة. بل وشكّك من ناحية توقيت طرحه، غامزاً من جهة الاقتراب من مناقشة الموازنة العامة للدولة، وربما يُقصد به التغطية على قضايا أهم، وهو يقترب في ذلك من شكوك «الوفاق».

في ندوة «المنبر» تردّدت شكوك وتساؤلات أخرى، فهل رفع الدعم هو المعبَر الوحيد لإعادة توزيع الثروة؟ وماذا عن ملفات الدفان وأملاك الدولة؟ كما تردّدت الفكرة الطوباوية أيضاً: «لابد أن يقابل كل ضريبة إضافيةٍ مشاركةٌ سياسيةٌ أكبر في صناعة القرار»، وهو حلمٌ وخداعٌ للذات إذا نظرنا بعين الواقع وتوازنات المرحلة.

إذاً... هناك إجماعٌ بين الجمعيات والقوى السياسية على رفض رفع الدعم، حتى المستقلين الذين كانوا أول من طبّل للقرار، عادوا ليصدروا بياناً ينفون فيه هذه التهمة عن أنفسهم. وقبل يومين أرسلوا رداً رسمياً، على أحد كتّاب «الوسط»، تضمن دغدغةً للمواطنين الذين سيرون المكاسب الحقيقية في الأيام المقبلة من عمر المجلس.

بودنا أن يدرك الأخوان المستقلون الجدد أننا انتقدنا أخطاء «الوفاق» و»المنبر» و»الاصالة»، وأن ليس على رؤوس المستقلين ريشةٌ تجعلهم فوق النقد، فأنتم أول من طبّل لسياسة تجفيف اللقمة في أفواه الفقراء، وآخر من توارى خجلاً وسحب تأييده للقرار.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3009 - الأربعاء 01 ديسمبر 2010م الموافق 25 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 12:04 م

      الخرابة

      يجب على الحكومة الا تخطو خطوة تضر المواطن الفقير الذي يعتمد على الله
      وذلك الراتب المتهالك راتب لا يصمد أمام فاتورة عيادة عادية لطفل مريض
      بمرض عرضي وأما النواب المستقلون انشاء الله ما يطلعون مثل أباما خيب
      امال بعض المسلمين

    • زائر 13 | 7:29 ص

      احترموا عقولنا

      صراحة لفت نظري كلامك، والخوف من ان تلعب عليهم الحكومة، قاعدين يردددون مشاركة في القرار ومشاركة في القرار. إذا ما كانوا يقدرون يتفقون ويشاركون بعض في الانتخابات ويتقدمون بقائمة وطنية، هل يطالبون الحكومة بالتنازل عن جزء من صلاحياتها وتحكمها بالقرارات؟ وهل تستجيب لهم الحكومة والتحالف أخذ بالتفكك؟عاد احترموا عقولنا.

    • زائر 12 | 5:21 ص

      أموال تبزعق ذات اليمين وذات الشمال

      لعب بمقدرات الشعوب ذات اليمين وذات الشمال
      وفي النهاية علينا أن ندفع نحن فواتير التخبط
      كما يقول المثل البحراني اللي شرمه يغرمه
      لسنا مسؤلين عن أخطاء الحكومة عليها أن تتحمل مسؤليتها ولا تحمّلنا مسؤلية الأزمات التي اختلقتها هي من تجنيس ووضع أمني متردي يصرف عليه
      مئات الملايين دون طائل كلها تصب في جيوب
      الأجانب

    • زائر 11 | 5:08 ص

      الكل يعارض هذه السياسة

      فعلاً... هذه السياسة لا تلقى أي تأييد من اي قطاع شعبي او جمعية سياسية. حتى المستقلين الذين أيدوها عادوا للتبرؤ من موقفهم السابق. وأعتقد ان الرسالة وصلت للحكومة وعليها البحث عن بدائل أخرى غير رفع الدعم الذي سيؤدي لزيادة الفقر والفقراء.

    • زائر 9 | 1:27 ص

      سلمت يمناك

      ليس على رؤوس المستقلين ريشةٌ تجعلهم فوق النقد، فأنتم أول من طبّل لسياسة تجفيف اللقمة في أفواه الفقراء، وآخر من توارى خجلاً وسحب تأييده للقرار.

    • زائر 8 | 1:24 ص

      على راسهم ريشة

      مثل ما قلت يا قاسم، يفكرون على رأسهم ريشة، واول امس في ردهم عليك يقلولن ان كلامك كله غير صحيح. يكفي انهم ما تكلموا إلا بعد ما شرشحتهم انت وغيرك من الكتاب الوطنيين. والا كان رايحين مع مشروع الدعم للأخير.

    • زائر 4 | 12:09 ص

      تعليقا على بهلول... اعتقد الاشكال على التوقيت وليس اصل الفكرة

      اعتقد بان السيد قاسم لا يعارض فكرة رفع نسبة التمثيل السياسي والمشاركة في القرار، فقد طرحها وايدها من قبل مراراً ولكن اعتقد انه يشير إلى التوقيت، ففي ظل ضعف المعارضة وتفككها وتصارعها، ليست في موضع يؤهلها للمطالبة بهذا المطلب، وهي في أضعف حالاتها الآن. يمكن ان تعطيهم الحكومة وعداً ثم سرعان ما تناور وتلعب عليهم. وانا اتفق مع الكاتب في هذا التحذير، خصوصا في اشارته الى الواقع وتوازن القوى في هذه المرحلة .

    • زائر 1 | 10:09 م

      • بهلول •

      ربط رفع الدعم برفع نسبة التمثيل السياسي والمشاركة في القرار، وهو تفكير طوباوي ساذج، وخطأ استراتيجي يجب عدم الاقتراب منه في مثل هذه الأوضاع،
      -----------------------------------------------------
      عزيزي ، أنت تقرر الفكرة ومن ثم تكررها ... هكذا على أنها حقيقة مسلم بها ! طيب لماذا هي طوباوية و ساذجة ؟ هل يمكن أن تحلل و تشرح لنا لماذا هي خطأ استراتيجي و لماذا يجب الفرار منها !؟ أليس هناك حسنات و إيجابيات للفكرة ؟ بالتأكيد هناك حسنات وقد تفوق سيئاتها.

اقرأ ايضاً