العدد 3028 - الإثنين 20 ديسمبر 2010م الموافق 14 محرم 1432هـ

المنتدى العالمي الرابع للدراسات الصينية: الفكر والممارسة(1-2)

محمد نعمان جلال comments [at] alwasatnews.com

سفير مصر الأسبق في الصين

بدعوة من أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية ومكتب الإعلام بمجلس الدولة (وزارة الإعلام) وحكومة مدينة شنغهاي تم عقد المنتدى العالمي الرابع للدراسات الصينية في مدينة شنغهاي من 5- 7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2010م، وكان شعار المنتدى هو «العيش معاً والنمو معاً: تكامل الصين والعالم Living together, Growing together: China and the World Integrate».

شارك في المنتدى باحثون وخبراء في الشئون الصينية من مختلف دول العالم من الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية وأستراليا واليابان والهند وغيرها من الدول الآسيوية والإفريقية والعربية، فضلاً عن العديد من أساتذة الجامعات والباحثين والمفكرين الصينيين.

واتخذت أعمال المؤتمر ثلاثة مظاهر رئيسية:

الأول: الجلسات العامة Plenary والتي كان يشارك فيها جميع المدعوين وتطرح فيها قضايا عامة.

الثاني: الجلسات المتخصصة Panels.

الثالث: المداولات والمناقشات الجانبية بين المشاركين بعضهم بعضاً.

وكان افتتاح المؤتمر قد بدأ بكلمة من وزير الإعلام (رئيس مكتب الإعلام) بمجلس الدولة وانج تشين Wang Chen الذي تناول في كلمته فكرة النمو السلمي للصين باعتبارها اختياراً تاريخياً يعكس ثقافة الصين وحضارتها. وأكد أن هذه الفكرة تخدم مصالح الصين ومصالح العالم في آن واحد، وأن الصين مازالت في بداية الطريق للاشتراكية وأمامها طريق طويل، فهي مازالت دولة نامية كبيرة وتواجه الكثير من المشاكل والمخاطر والتحديات. إن الصين مع بداية القرن الحادي والعشرين أصبحت أكثر ارتباطاً في حاضرها ومستقبلها، وهذا يستدعي صيانة السلام والاستقرار والتعاون والوئام الدولي.

وتحدث جنج بيجيان Zheng Bijian نائب رئيس مدرسة الحزب الشيوعي السابق، فأشار للتحديات والفرص أمام العالم في القرن الحادي والعشرين ولنمو الصين السلمي والسعي للوصول للقواسم المشتركة بين الصين والمجتمع الدولي والعمل من أجل بناء الثقة من كافة الأطراف الدولية والبعد عن الصراعات والحروب.

تحدث الرئيس السابق لأكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية البروفسور Wang Ronghua حول عنوان المؤتمر وهو «الحياة معاً، والنمو معاً، تكامل الصين والعالم».

«Living together, Growing together, China and the World Integrate».

مبرزاً بأن هذا المفهوم هو أساس الوئام حيث التعاون والوئام لدمج وتكامل الصين مع عالم متنوع، واسترجع للذاكرة محور المنتديات السابقة حيث كان الأول بعنوان: (الوئام والتناغم وليس التوحد Harmony but not Uniformity)، وهو يعني احترام التنوع الثقافي، والثاني بعنوان: (التناغم والسلام Harmony and Peace)، والثالث بعنوان: (تحديات مشتركة وجهود مشتركة)، وبحث كيفية التعايش بين الصين والعالم. وأبرز أن مفهوم الوئام والتناغم Harmony هو أحد المفاهيم العميقة الجذور في الثقافة الصينية، وأن النمو المشترك بين الصين والعالم هو أحد المفاهيم الرئيسية في كتاب: (التغيرات)، الذي هو أحد الكتب الكلاسيكية في الثقافة الصينية، واستطرد بأن أحد المفكرين الصينيين المعاصرين وهو فاي شياوتونج Fei Xiaotong رفع شعار (إن اختلاف خصائص الشعوب هو مصدر انجذابها وتقديرها لبعضها بعضاً، وحياتها المشتركة في وئام ووحدة)، وأوضح أن العولمة الاقتصادية وتكنولوجيا الانترنت ربطت مناطق العالم بعضها بعضاً وقربت المسافات والاتصالات بين الشعوب والأفراد.

ومن الخبراء من خارج الصين تحدث البروفيسور روبرت لورانس كوهن Robert Lourance Kuhn وهو أستاذ أميركي وخبير ومؤلف كتاب (كيف يفكر قادة الصين)، وكتاب عن حياة الرئيس الصيني السابق جيانج تزمين، وأشار إلى أحاديثه في الفضائيات والإذاعات عن الصين موضحاً أنه يذكر الحقائق كما يراها من وجهة نظره وإن بعض تلك الحقائق ربما يختلف آخرون في النظر إليها.

أما رئيس الجمعية الآسيوية البروفيسور نيكولاس بلاتNicholas Platt وهو من المخضرمين في الدراسات عن الصين فاستعرض مبادرة الرئيس الأميركي الأسبق نيكسون في الانفتاح على الصين ثم انتقل للحديث عن الاختيار المطروح الآن وأوضح أنه مواجهة تحديات العيش المشترك والوصول للأسواق وقضية التعهيد Outreaching واختلال التوازن التجاري وأسعار الصرف، والملكية الفكرية. وأكد أنه لابد من البحث عن القواسم المشتركة وليس هناك من يكسب إذا أخفقت مثل هذه المحاورات في بلورة للعيش معاً.

والمتحدث الأجنبي الثالث كان محمد نعمان جلال الذي كانت مداخلته كباحث عربي إفريقي، فأشار إلى تطور العلاقات العربية والإفريقية مع الصين عبر العصور، مؤكداً على المرحلة الراهنة، حيث حدثت ثلاثة تغيرات جوهرية في الصين وهي الانطلاقة التنموية الكبيرة، سيطرة مبدأ فصل السياسة عن الاقتصاد، حرص الصين على اتخاذ مواقف قوية وواضحة فيما يتعلق بقضايا أمنها المباشر واتخاذها موقفاً هادئاً فيما يتعلق بأية قضايا أخرى، وأبرز أن الدول العربية والإفريقية تتطلع لتعميق التعاون مع الصين وإلى مساندة الصين لقضاياها المهمة.

شاهِد يوسف (باكستاني وهو مستشار اقتصادي في البنك الدولي)، وتحدث عن نمو الصين والعولمة مبرزاً أن لدى الصين مصلحة في التوازن في سياساتها الاقتصادية بما يعزز النمو الاقتصادي العالمي، ودعا لزيادة الاستهلاك الصيني، وأبرز أهمية ذلك للاستثمار والنمو، وأشار إلى اثر العولمة والتقدم التكنولوجي في النمو الصيني.

البروفيسور Wang Jisi عميد كلية الدراسات الدولية بجامعة بكين ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة، أكد على قرار الصين المستمر بالعمل من أجل تحقيق السلام والتنمية الاقتصادية. البروفيسور دافيد شامبوج Shambough مدير برنامج دراسات الصين في جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة، تناول الجانب الأمني ودور الصين في الحوكمة العالمية، مشيراً لمشاركة الصين في قوات حفظ السلام في عدد من الدول ومساهماتها في أنشطة الأمم المتحدة في هذا المجال.

ثم تناولت الجلسات المتخصصة للمؤتمر المحاور التالية:

1. فهم الصين الحقيقية.

2. الدراسات الصينية: الماضي والحاضر والمستقبل.

3. التعرف على النموذج الصيني.

4. مرحلة الانتقال في التنمية الاقتصادية الصينية.

5. تنويع البنية الاجتماعية في الصين.

6. التقاليد وأثرها في نمط الثقافة الصينية.

7. الاستدامة: الصين والبيئة.

8. آثار الارتباط الصيني في النظام الدولي.

9. الاتصال العالمي وصورة الصين.

10. آفاق جديدة في الدراسات الصينية.

وقد قدم الباحثون المشاركون في المؤتمر أوراقاً بحثية علمية قبل حضورهم بشهرين وتم جمع كل هذه الأوراق في مجلد باللغتين الصينية والإنجليزية. وفي مقدمة هذا المجلد أوضحت اللجنة المنظمة للمؤتمر من أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية ووزارة الإعلام وبلدية شنغهاي أن هدف المؤتمر الرابع للدراسات الصينية يتمثل في:

1. استعراض التطورات والتوجهات في الدراسات الصينية.

2. إبداء الاهتمام والرعاية بالآراء والمناهج الجديدة في الدراسات الصينية.

3. تنمية عملية التلاحم والانصهار للأبعاد المختلفة في المسارات الأكاديمية المتنوعة.

4. تعميق الفهم المتبادل بين الصين والعالم.

5. بلورة شبكة اتصالات دولية بين الدارسين والمتخصصين في الشئون الصينية.

هذا وقد بدأ عقد هذه السلسلة من المؤتمرات العام 2004م، ويعقد المؤتمر كل عامين. وقد استحدث المؤتمر الرابع تقديم جوائز تكريمية للباحثين المخضرمين في الشئون الصينية، وقد فاز بالتكريم هذا العام باحثون من كل من روسيا (السفير الروسي الأسبق لدى الصين)، اليابان (جامعة واسيدا)، الولايات المتحدة (من جامعة هارفارد)، وبلجيكي (من جامعة بروكسل)، وهم جميعاً يتحدثون اللغة الصينية بطلاقة ويكتبونها ودرسوا الثقافة الصينية القديمة والمعاصرة لعدة سنوات.

إقرأ أيضا لـ "محمد نعمان جلال"

العدد 3028 - الإثنين 20 ديسمبر 2010م الموافق 14 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً