العدد 3042 - الإثنين 03 يناير 2011م الموافق 28 محرم 1432هـ

ضابط وفنانة

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

قرأت في «الأنباء» الكويتية أن شرطة الكويت قبضت على «فنانة» عربية سكرانة وكانت مع اثنين من الشباب، وربما كانت تؤدي عملاً وطنياً «شريفاً» ولما جيء بها إلى المخفر طلبت «بارك الله فيها» أن تبقى مع الضابط في غرفته بدلاً من «النظارة»، والنظارة هي مكان إيقاف المسجونين لفترة مؤقتة... ولما رفض الضابط ذلك العرض «هداه الله» غضبت الفنانة - معها حق!! - وهددته مع جميع زملائه بالفصل من العمل بعد أن أشبعته شتماً!

بعد أن قرأت الخبر عجبت من جرأة ذلك الضابط، وعدم تقديره للقدرات الاستثنائية لتلك الفنانة - لا أعرف من هي - وكل الفنانات العربيات، وقلت في نفسي: لو كنت مكانه لفعلت مارفض فعله وبصدر رحب لأنني أعرف عن الفنانات ما لا يعرفه ذلك الضابط المسكين!! أقول: لو دخلت عليَّ تلك الفنانة لوقفت إجلالاً لها، وسارعت بتقبيل رأسها الكريم «على الطريقة الإسلامية» وأفسحت لها في للمجلس، فإذا طلبت مني البقاء في غرفتي عددت ذلك شرفاً لي، وإذا كانت الغرفة لا تتسع لنا ذهبت لقضاء ليلتي في «النظارة» بدلاً عنها وبسرور شديد».

ولكن لماذا افعل كل ذلك؟! السبب ببساطة شديدة أنني أعرف «القدرات الهائلة» للفنانات، وبالتالي فإذا أردت السلامة فعلي الاستجابة لكل إشارة منهن!! ونصيحتي لكل من يقرأ هذا المقال أن يفعل مثلي!!

فنانة وراقصة عربية محترمة!! رقصت في أحد الفنادق الكبيرة، في مصر، ومعروف أن هذا العمل «الصالح» لا يكون إلا في الثلث الأخير من الليل لأنه الأكثر أجراً، هذه الفنانة وبعد انتهاء عملها رأت صديقاً لها حدثت بينهما خصومة، فطلبت من حرسها الخاص إشباعه ضرباً ففعلوا ذلك. اشتكى الرجل، الضابط وكل الشهود أثبتوا له الحق، ولكن الضابط طلب منه طلب العفو من الفنانة وإلا كان مستقبله أسوداً !! أقول: هذا الضابط كان يعرف الواقع وليس كصاحبنا!!

فنانة أخرى كانت على متن طائرة عربية وتقوم بأعمال مخالفة لقوانين الطيران، ولما طلب منها المضيف الامتناع عن تلك الأعمال، هددته بفصله من عمله، وفعلاً نفذت هذا التهديد. ولولا القضاء لبقي مفصولاً إلى اليوم!! أقول: هل أدركت يا صديقي الضابط «المتزمت» جدية التهديد.

أتساءل: لماذا يفعل أولئك «التافهون» - عفواً المحترمون - كل تلك الأفعال المشينة؟! السبب للأسف أن المجتمع - أو معظمه - صنع منهم أبطالاً وأعطاهم أحساساً بمقدرتهم على فعل كل شيء!! أحدهم يأخذ أربعة ملايين دولار يخرج في إعلان مدته ثلاثون ثانية!! وآخر يأخذ 40 ألف دولار ليغني في ليلة عيد الميلاد... وهكذا..

أقول لصديقي الضابط «المتعصب»: لو أنني وإياك عملنا عشر سنوات كاملة هل كنا سنحصل ؟؟؟ ما تحصل عليه «إحداهن» في ثلاثين ثانية؟! أعرفت يا صاحبي لماذا يفعلون ما سمعته من إحدهن؟!

أما القدرات الأخرى عند «الفنانات» وهي ما لا تملكه أنت ولا أنا فاسمع شيئاً منها: تقول الفنانة... إنها سعيدة بالمشاركة في فيلم «فاصل ونعود» والذي ستمثل فيه دور راقصة، وقالت - لافض فوها - إنها تضع خطوطاً حمراء»، وقالت أيضاً: «إنها لا تمانع في تقديم الإغراء وخاصة المحترم منه!!» ياسلام على الإغراء المحترم؟! أسمعت يا صديقي الضابط؟! وهل لديك إغراءً من أي نوع؟! وهل أدركت سر قوة الفنانات المحترمات؟!

هذه عينة وإلا فالأمثلة كثيرة، الفنانات في مجتمعنا أهم من العلماء والكتاب والمثقفين والمخترعين وسواهم من شرائح المجتمع كله... انقلاب في المفاهيم شاركنا جميعاً في صنعة وتكريسه...

انظر - يا صديقي - إلى الصغار والشباب من حولك، وسأفعل مثلك تماماً هل ترى أحداً منهم يتمنى أن يكون في المستقبل مثل ذلك العالم أو المخترع أو الشيخ أو ما شابه ذلك؟!

أم تراهم يتمنون أن يصبحوا مثل ذلك المطرب أو المطربة أو اللاعب؟!

وانظر - يا صديقي - كيف تنظر بعض الجهات الحكومية أو الأهلية إلى المطرب والمطربة، وكيف تعاملهم مادياً ومعنوياً ثم انظر كيف تعامل بقية شرائح المجتمع من المثقفين وسواهم... وأخيراً... نصيحتي لك يا ضابطنا الكريم، وكل الضباط العرب، وكل المواطنين أن يستجيبوا لكل رغبات الفنانات، وذلك حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً وتعود الفطرة العربية إلى سلامتها!!

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3042 - الإثنين 03 يناير 2011م الموافق 28 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 2:32 م

      هذا الوضع شغال حتى في اماكن عملنا

      بمجرد ان تقدم الواحدة تنازلات للمدير او غيرة ستتمكن من تفنيش من يعارضها. رايت بام عيني ما تفعله ضديفة المدير معه و كيف تمكنت من الوصول الى مبتغاها مقابل ان تعطيع ما يريد و عندما يتغير المدير يتكرر السيناريو حتى عرفها الجميع على انها........ المدير و اذا اردت حدمة من المدير فهي الطريق الى قلبه.
      هذه الدنيا الان مع الاسف الشديد و اللي ما يعجبه يشرب من البحر على قول اخواننا المصرييين

    • النعيمي2 | 12:28 م

      (.)(.)

      مقال ساخر وذكي ،كم عودتنا يا هرفي شجاع ..

    • زائر 7 | 11:06 ص

      واذا بليتم فاصبروا

      معظم من يطلق عليهم وجهاء واعيان وسيدات مجتمع هم فى زماننا هذا من الساقطين والساقطات الذين صنع منهم الاعلام نجوما وفرضهم علينا فرضا ولاحول ولا قوة الا بالله

    • زائر 6 | 9:42 ص

      دول اخر زمن

      نحن في زمن دول النسوان والصبيان وسودان الوجوه

    • مواطن مستضعف | 5:51 ص

      وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ

      صدق الله العظيم
      بوركت يا أستاذنا العزيز ..
      على هذه الاطروحات الهادفة و المثالية و الممزوجة بالتهكّم.

    • زائر 4 | 2:43 ص

      ويل للمجتمع

      المجتمع الذي يقوده المغنيات ويل له مما سيقع له فاحذروهم قولا وعملا

    • زائر 3 | 2:38 ص

      كفاية

      صحيح ان كثيرا من الساقطين والساقطات هم وجوه المجتمع ولكن على المواطنين ان يضعوهم في مكانهم الصحيح

    • زائر 2 | 1:11 ص

      لا أظنها ستعود يا أستاذي

      حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً وتعود الفطرة العربية إلى سلامتها!!

    • زائر 1 | 11:55 م

      زمن مقلوب

      لا فض فوك ايها الهرفي , كلامك عين الصواب , الزمن الذي نعيشه في الوقت الحاضر اصبح مقلوباً , حيث اصبح الاحترام للنطيحة والمتردية والموقوذة , زمن الله يجيرنا منه .

اقرأ ايضاً